Connect with us

رأي

الامم المتحدة ومكافحة الاسلاموفوبيا.. خطوة في الاتجاه الصحيح

بتاريخ

*محمد الخمسي

في 15مارس 2024 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بعنوان:
“تدابير مكافحة كراهية الإسلام”،
كان ذلك من خلال اجتماع بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام أو”الإسلاموفوبيا”، والارقام عكست موقفا دوليا ناضجا وساعيا لتصحيح ظلم في حق المسلمين في العالم، فقد صوتت 115 دولة لصالح مشروع القرار الذي قدمته باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، فيما امتنعت 44 دولة عن التصويت، ولم تصوت أي دولة ضد القرار، وهو ما يعكس الحرج الأخلاقي والسياسي إذا ما صوتت دولة ما ضد هذا القرار.

1- من النتائج المباشرة:
كان من نتائج هذا القرار الدعوة إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة مكلف بمكافحة الإسلاموفوبيا، وهذا القرار هو تتمة طبيعية لقرار سابق تم بموجبه تأسيس اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، قبل عامين.
حيث يدين القرار أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين ، والذي دلت عليه الاحداث من تزايد حوادث تدنيس القرآن الكريم، والهجمات التي تستهدف المساجد والمواقع والأضرحة، بل بلغت الى الاعتداء على المطاعم والمؤسسات التي تحمل عنوان لمنتوجات تحت اسم “حلال” ولم يشفع فيه بعض الدول دور المسلمين الايجابي داخل المجتمع.

2- المغرب كان سباقا في المحافل الدولية لنشر السلام:
لقد عمل المغرب في محطات دولية واحداث ومواقف عالمية وكان من ثمرتها زيارة البابا فرنسيس زيارة تمحورت حول الحوار بين الأديان وقضايا المهاجرين، فبدعوة كريمة من الملك محمد السادس قام البابا فرنسيس بزيارة المغرب في 30 مارس 2019. وخصص البابا اليوم الثاني من زيارته للمسيحيين، حيث احتضن المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط قداسا شارك فيه نحو 10 آلاف شخص. وتأتي هذه الزيارة بعد 34 عاما تقريبا على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى المملكة، في صيف 1985.
لقد ساهمت الزيارة في “إشاعة قيم الأخوة والسلم والتسامح بين الشعوب والأمم، وتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش بين الديانات”.
وحسن التواصل بين المؤمنين في العالم.
لقد ساهم المغرب ولازال في بناء صورة حضارية مشرقة للدين الاسلامي الحنيف د، واعتماد في ذلك وسائل وامكانات، واعتبر الشان الديني مهم في بناء الجسور وتحقيق السلام العالمي، فعلى سبيل المثال لا الحصر انطلق منذ زمن معهد محمد السادس لتكوين أئمة المرشدين والمرشدات المغاربة لمغاربة العالم وأجانب من إفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا، وعمل على محاربة خطابات التطرف الديني، حيث يتلقى عدد جد مهم من الطالبات و الطلبة تكوينا متمحورا حول قيم “إسلام الوسطية والاعتدال” التي يتبناها الخطاب الديني الرسمي في المغرب. وسعر المغرب من خلال بناء القوة الناعمة لتحقيق تعايش الأديان، وقبل ذلك من المهم استحضار الدستور المغربي الذي ينص على أن “الإسلام هو دين الدولة الذي يضمن للجميع حرية ممارسة العبادة” وان إمارة المؤمنين تحمي جميع المومنين في ممارسة شعائرهم الدينية.

3- الامم المتحدة ووعيها بخطر الاسلاموفوبيا:

لقد كان القرار السابق الذي تمت المصادقة عليه من طرف الجمعية العامة دعوة صريحة للدول الأعضاء أن تتخذ التدابير اللازمة لمكافحة التعصب الديني والصور النمطية ونشر السلبية والكراهية او التحريض على العنف وممارسته ضد المسلمين، كنا اكدت أن تحظر بموجب القانون التحريض على العنف وممارسته على أساس الدين أو المعتقد.

لقد كانت لكلمة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش بتسليط الضوء على الوباء الخبيث- وهو الإسلاموفوبيا- الذي يمثل إنكارا وجهلا كاملين للإسلام والمسلمين ومساهماتهم في بناء الحضارة الإنسانية والتي لا يمكن إنكارها او اخفاءها او تهميشها.
وأضاف:
“في جميع أنحاء العالم، نرى موجة متصاعدة من الكراهية والتعصب ضد المسلمين. يمكن أن يأتي ذلك بأشكال عديدة. التمييز الهيكلي والنظامي. الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي. سياسات الهجرة غير المتكافئة. المراقبة والتنميط غير المبرر. القيود المفروضة على الحصول على المواطنة والتعليم والتوظيف والعدالة”.
كما أثار الانتباه إلى أن هذه العوائق المؤسسية وغيرها تنتهك الالتزام المشترك بحقوق الإنسان والكرامة و تديم حلقة مفرغة من الاستبعاد والفقر والحرمان التي تبقى ذات أثر سلبي عبر الأجيال.
وأشار السيد الامين العام ان نشر الخطاب المثير للانقسام والتضليل و اعتماد الصور النمطية، ووصم المجتمعات المحلية، وخلق بيئة من سوء الفهم والشك” كلها عوامل وتصرفات تهدد العيش المشترك والسلم العالمي.
ان ظاهرة الاسلاموفوبيا أدت الى زيادة المضايقات والعنف الصريح ضد المسلمين – وهو ما تم الإبلاغ من قبل مجموعات المجتمع المدني في بلدان حول العالم ومنظمات تعمل وانتم بمجال حقوق الانسان.
ويمكن القول ان الأزمات الاقتصادية وانتشار البطالة تتصاعد معها الكراهية ضد المسلمين وتظهر حملات إنتخابية تعتمد السياسات الإقصائية لتحقيق مكاسب سياسية. ان سياسة اليمين المتطرف اين ما كان من بلدان العالم مدمرة لنسيج المجتمعات، وتقوض المساواة والتفاهم واحترام حقوق الإنسان التي يعتمد عليها مستقبل وعالم مسالمان” الأمر الذي يفرض الاهتمام والخروج من دائرة الامبالات او الفرجة ويمكن الوقوف عند شهادة متميزة في حق الاسلام والمسلمين من طرف السيد غوتيرش حين قال:
المسلمون يمثلون التنوع الرائع للأسرة البشرية”
وأصاف، إنه بالنسبة لحوالي ملياري مسلم في جميع أنحاء العالم، يعد الإسلام دعامة الإيمان والعبادة التي توحد الناس في كل ركن من أركان المعمورة. “وعلينا أن نتذكر أنه أيضا أحد ركائز تاريخنا المشترك”. مذكر ايضا بالمساهمات الجبترة التي قدمها العلماء المسلمون في الثقافة والفلسفة والعلوم، وان تنوع الثقافة الإسلامية نابع من تنوع شعوبها ملخصا الفكرة في تعبير جميل:
“إنهم يمثلون التنوع الرائع للأسرة البشرية”.

رأي

بعد ربع قرن من الحكم ..محمد السادس يقود تجربة فريدة من الحكم في العالم العربي.

بتاريخ

الكاتب:

بقلم محمد آيت بوسلهام*

لقد بصم المغرب خطوات ملموسة نحو الصعود الاقتصادي بتصنيفه ضمن 5 أهم اقتصاديات القارة الإفريقية وأول بلد مستثمر بها، ووضع موقع “إنسايدر مانكي” الأمريكي، المغرب في المرتبة الأولى ضمن قائمة أفضل 30 مكانا للعيش في العالم لعام 2023. وتم اختيار المغرب كأول بلد إفريقي لاستضافة تنظيم كأس العالم في كرة القدم لعام 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال. كل هذا يُلخص قصة نجاح جلالة الملك محمد السادس في حكم المغرب لمدة 25 سنة.

من يراجع صفحات تاريخ ربع قرن من حكم جلالة الملك محمد السادس سيقف أمام تجسيد ملموس للرؤية والحكمة الملكية في الحفاظ على الهوية المغربية الجامعة بمختلف أبعادها ومكوناتها التاريخية والاجتماعية والدينية والثقافية والحضارية ومختلف مناطقها، وهذا ما جسده التعديل الأخير في الدستور بالقول أن “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.

وهذا الانعكاس للهوية المغربية يتمثل في الدبلوماسية التي نهجها وزير الخارجية ناصر بوريطة بتوجيهات من جلالة الملك، وتمثلت بالخصوص في الدفاع عن القضية الوطنية والعودة للاتحاد الإفريقي والانضمام إلى منظمات قارية وإقليمية ودولية جديدة والترشح للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن والفوز برئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمساهمة في حل النزاعات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا والسودان واليمن ولبنان وسوريا، وإطلاق مبادرات إقليمية مثل تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، وتعزيز التضامن العربي والإسلامي والإفريقي.

لقد جسدت الزيارات والتحركات التي قام بها الملك محمد السادس خارج المغرب منذ اعتلائه الحكم في 30 يوليو 1999 إلى مختلف أنحاء العالم صورة جديدة للمملكة كبلد مُلهم في مجالات التنمية والازدهار وفقا للخصوصيات المحلية وفي احترام لثقافة وتاريخ البلد، باعتباره ملتقى حضاري لإفريقيا وأوروبا والشرق والغرب، وهذا ما جعل الدول الإفريقية تحذو حدو المغرب وتُطالب بوقف النظرة الغربية الاستعمارية لهذه الدول بُغية بناء تصور جديد على قاعدة رابح رابح وإنهاء عهد الاستغلال الذي تُمنع فيه المساعدات مقابل تحقيق المنافع الاقتصادية للدول الاستعمارية…بفضل هذه الرؤية الملكية ترفع إفريقيا اليوم صوتها بشكل عالي وتقول للغرب لم نعد حديقة خلفية لأي أحد..إفريقيا تستحق أن تُعامل بكرامة واحترام وشراكة لبناء المستقبل.

ويمكننا تلخيص أغلب المحطات التاريخية لهذه الفترة من حكم جلالة الملك في ثلاثة قيم أساسية “التلاحم/ التضامن/ التفاعل البناء”. لقد بدأ تلاحم الشعب والعرش منذ مبايعة جلالته ملكا للمملكة المغربية في 30 يوليو 1999، وبالفعل فقد آمن الشعب برؤية الملك محمد السادس لبناء نموذج تنموي جديد يجمع بين عبق التاريخ وعزة وكرامة المغاربة عبر العصور وبين شموخ الحاضر الذي أثبت عن جدارة واستحقاق مكانة المغرب بين الأمم.

 هذه السمعة الدبلوماسية اكتسبها المغرب من الشخصية القيادية لجلالة الملك الذي يرفض الاستسلام والانصياع لضغوط الغرب، والذي أرغم الدول الأوروبية على مراجعة وتغيير مواقفها تُجاه المغرب “إسبانيا/فرنسا/هولندا/بلجيكا/ألمانيا/إيطاليا” في إطار سياسة مبنية على الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل، وتحولت أغلب الدول الأوروبية إلى مساند أساسي لمبادرة الحكم الذاتي لتسوية قضية الصحراء المغربية. وهنا لا بد من الإشارة إلى القصة المُثيرة لمشاركة جلالة في قمة الأمم المتحدة للمناخ في باريس، حيث رفض جلالته النزول من السيارة ليُستقبل من طرف موظف صغير في الإليزيه، إلى حين خروج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مصحوبا بالأمين العام الأممي بان كيمون اللذان خصصا استقبالا استثنائيا ورفيعا لجلالته.. فعلا صورة مُلهمة لقادة الدول الافريقية والعربية والإسلامية.

هذا التلاحم الشعبي برز أساسا في أحداث الربيع العربي، عندما تجاوب جلالة الملك بسرعة قياسية وبروح إيجابية، مع مطالب الشارع المغربي، وجسد هذا التلاحم نموذجا في الانتقال السلمي الهادئ والحضاري.

أما قيم التضامن فتُشكل عنوانا لمبادرات جلالة الملك داخل وخارج المغرب أثناء الحروب والكوارث لدعم الأشقاء والأصدقاء وعلى رأسهم أبناء فلسطين خصوصا سكان غزة، واستطاع المغرب في أول مبادرة من نوعها إيصال المساعدات برا إلى أبناء قطاع غزة ضحايا العدوان الإسرائيلي. وأسس جلالته مؤسسة محمد الخامس للتضامن بغية التفعيل الأمثل لمفهوم التضامن ومحاربة الهشاشة والتدخل لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية مثلما حدث أثناء زلزال الحسيمة أو زلزال الحوز.

وبخصوص قيم التفاعل البناء، فتكمن أساسا في تجاوب جلالته السريع والفعال مع التوجهات المحلية والإقليمية والعالمية لإحداث نظم التسيير والتحول الرقمي والانخراط في مجتمع الذكاء الاصطناعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف الصناعات والأنظمة التكنولوجية وتحويل المغرب إلى قاعدة تجارية حرة نحو أوروبا وإفريقيا لتُحافظ المملكة على مكانتها كهمزة وصل بين القارات ومركزا لصناعة القرار الاستراتيجي الدولي.

من خلاصة القصة الناجحة لربع قرن من حكم جلالة الملك محمد السادس، أن المغرب تحول إلى وجهة استراتيجية للاستثمارات العالمية في القطاعات الاقتصادية الجديدة مثل الطاقات المتجددة وصناعات الطيران والسيارات وتحول أيضا إلى نموذج مُلهم في المنظومة الأمنية والحكامة الدينية المبنية على قيم الوسطية والاعتدال، وكُلنا أمل في مستقبل واعد مليء بالعطاء نعيش فيه المزيد من الازدهار والتألق في عالم المال والاقتصاد وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بسواعد وعقول مغربية لبناء مغرب 2030 يجمع بين إثارة حدث كأس العالم في كرة القدم وارتقاء المملكة إلى مصاف الدول الصاعدة في أجواء إقليمية يطبعها السلم والتضامن والتآزر من أجل البناء المشترك.

بقلم محمد ايت بوسلهام

اكمل القراءة

رأي

تلميذ العالم القروي يريد مأوى وطعاما وتدفئة وأمنا!

بتاريخ

الكاتب:

محمد الخمسي

كان و لازال احد الرهانات الاساسية للتعليم في المغرب النهوض بالعالم القروي، حيث لم نستطع رغم الامكانات المالية التي ترصد كل سنة في قانون المالية، أن نغير صور فرعيات سيئة البناء دون جمال او خضرة ، بل في منطق معزولة، مع غياب الحماية والمرافق الصحية والحماية، كما أن طرق التدريس متجاوزة شكلا ومضمونا وظروفا، لقد فشل التعليم في الكثير مما رسمه كأهداف، وحتى لانكتب مقالا يضاف الى الاف المقالات التي تفصل في أزمة معقدة مركبة، نريد أن نشير الى أمور عملية واضحة ملموسة وقابلة للرصد و القياس، ومعرفة الأثر والوقع.
لاشك أنهه تتعدد أسباب الهدر المدرسي مركبة ومتراكمة ولكن هناك أولويات وأساسيات وضروريات لا يمكن الدراسة بدون توفرها في العالم القروي، خاصة على مستوى الاعدادي والثانوي حيث تكون المؤسسات على مسافة تفرض المطعم المدرسي وقد تفرض الحاجة الى الايواء نظرا لبعد المسافة وتقلب المناخ وسلامة الطريق، و نعلم أن من أهم وجوهر وصلب التنمية المستدامة تلك التي تستهدف الانسان ومن أجل الانسان قبل أي أولوية، وتنطلق مؤسسات دولية و وطنية من تحسين ظروف التعليم لتحقيق أهدافه، شريطة توفير مقعد دراسي لطفل او تلميذ العالم القروي وتوفير أسباب متابعة دراسته والتفوق فيها. يهدف المقال باختصار الى إجراءات عملية لتحقيق بعض من هذه الغاية الوطنية النبيلة ضمان تعلم تلميذ العالم القروي وإزالة العوائق من أمامه.

من المسؤولية تحقيق مأوى وطعاما وتدفئة وأمنا

انها أربعة أولويات لدى التلميذ في العالم القروي حتى لا نفشل في تحقيق حد أدنى من العدالة المجالية، بل العدالة الإنسانية، وبكل تركيز واختصار، و وفق منطق الأولويات يجب التعجيل بما يلي:
العمل على فتح أبواب الداخليات في المدن التي يستفيد منها أبناء المناطق القروية الذين أنهوا دراستهم في الابتدائي ويحتاجون للانتقال والالتحاق بالمدن المجاورة قصد إتمام الدراسة بالإعدادي والثانوي، فالالتحاق المبكر بالقسم وفي الزمن المناسب، و حماية من الهدر المدرسي وهو تجسيد للعدالة المجالية ، وكثير من التعثر الدراسي وخاصة في السنوات الإشهادية يأتي من عدم تزامن فتح أبواب الداخلية من انطلاق الموسم الدراسي، و المسؤولية هنا مشتركة بين الاكاديميات و الوزارة.
تزويد هذه الداخليات بطعام لائق، يحترم كرامة وأدمية هؤلاء التلاميذ، طعام يتجلى فيه ذلك العنوان الكبير المغرب الأخضر، إن ما يوزع في هذه الداخليات هو ينتمي إلى مغرب أصفر، فالبطاطس من أسوء ما في السوق والطماطم على حافة أن تكون فاسدة، أم القطاني فهي رديئة جدا، واللحم تلك قصة في الخيال، و الحقيقة البديهية أن البطن الجائع لا يمكن أن يحسن صاحبه التركيز، ولو كان من أذكى خلق الله، لا نريد أن نبحث في شبكة الفساد التي تتأمر على لقمة ورغيف التلميذ فذلك شأن المكلفين و المسؤولين، ما يهمنا أن تكون التلميذة أو التلميذ محمية تعيش إطعاما يحميها من الجوع.
لا ننسى أن تنوع مناخ المغرب يجعل بعض مناطقه تنخفض فيها الحرارة الى مستوى الهلاك، والضرر الصحي، وكثير من الفاتورات تكتب فيها أرقام خيالية حول استعمال الحطب للتدفئة وأحيانا الغاز وربما الفيول أو الكزوال، والقصة كلها أنها تدفئة على الأوراق، و من هنا أي ضمير هذا الذي يسرق ميزانية التدفئة أو يعبث فيها؟ أي مسؤول هذا يقضي ليلته تحت غطاء دافئ بينما تلميذات وتلاميذ يرتجفون تحت سوط البرد القارس.
إن طبيعة الانسان أنه يحتاج الى لباس نظيف و لكن أيضا إلى غطاء وفراش نظيف، فالأفرشة التي لا تتغير او تنظف بشكل مناسب، هي أقرب الى وسيلة لنشر الامراض وخاصة الأمراض الجلدية، أن فراشا غير نظيف هو مزعج أيضا نفسيا، وهناك قواعد تتبع في هذا الباب، إن أبناء العالم القروي ليسوا أقل شأنا من باقي أبناء المدن، و بالتالي يستحقون قدرا من الرعاية يحقق الوقاية ويحمي الكرامة.
هناك جهد محترم من طرف المؤسسات في حماية التلميذات من التحرش أو الاعتداء بكل أشكاله، وبالتالي هناك حاجة لدعم هذا الجانب من الامن النفسي والجسدي ويجب اليقظة فيه على كل المستويات وكل المتدخلين، إنها حاجة الى الأمن من الخوف، لأن الخوف مدمر لكيان الانسان ونفسيته وشخصيته، وتبقى أثاره لسنين، وتبقى جراحه للأعوام.
أن واجب مؤسسات ووزارات متعددة من خلال الالتقائية وتركيب لمشاريع التمويل والتنزيل أن تضع ضمن الأولويات الكبرى القضاء على الهدر المدرسي وتحسين مستوى التحصيل لدى تلميذ العالم القروي، إنه دين ومسؤولية وطنية وواجب أخلاقي أن ننهي هذا الحيف ضد تلميذ القرية، بل عدم توفير فرضة متابعة الدراسة لساكنة العالم القروي يعري خطاب العدالة المجالية ومقولة تكافئ الفرص للأبناء المغرب.

وكخلاصة نوجه نداء الى أهل الخير و الى المجتمع المدني من أجل دعم هذه الأولويات فبناء الانسان هو جزء من بناء العمران بل هو جوهر العمران، وكل مساهمة في إطعام التلميذات و التلاميذ بالداخلية، وكل جهد في حمايتهم من ظروف الطبيعة كقسوة البرد أو الحاجة للرعاية لهم بكل أشكالها وهو في صميم العمل الصالح ومن أوجب الواجبات، بل هو جهاد ضد الجهل و الفقر والامية، هو جهاد لبناء الأوطان عبر بناء الانسان، و المغرب بتاريخه ونساءه ورجاله مواقفهم مشرفة تعبر عن عمق حضارة هذا الوطن.

اكمل القراءة

بالفيديو

رأي: “حين خاف عميد كلية من كوفية!”

بتاريخ

الكاتب:

محمد الخمسي*

من المعلوم أن القضية الفلسطينية برموزها و عناوينها أصبحت معروفة في العالم ومنها الكوفية الفلسطينية، والذي جعلها قضية إنسانية عالمية، حيث حظيت بتعاطف العالم ضد قتل النساء والاطفال والشيوخ، واصبحت اي هذه الكوفية عنوان الثورة على الاحتلال، ونضال الفلسطينيين في الداخل وحول العالم.
لقد صنع الفلسطينيون كباقي الشعوب المحتلة شعارات ورموز استلهموها من عمق التاريخ، ونحثوها من صخر المحن، وتحولت الكوفية من زي شعبي تقليدي إلى رمز للنضال والحرية والتحرير والانعتاق، وأضحت “الكوفية الفلسطينية” بلونيها الأبيض والأسود جزءًا لا يتجزأ من هوية الفلسطينيين، ورمزا تراثيا أساسيا في التاريخ الفلسطيني، بل باتت اليوم شعارا يتغنون به شعبا ومثقفين وفنانين، يدمجونه في الأغاني التراثية و الحفلات والأفراح والمناسبات الوطنية.

يمكن القول إن الكوفية ربما وصلت من الكوفة إلى فلسطين زمن الانتداب البريطاني، فقد كانت البلاد مفتوحة على بعضها دون حواجز أو حدود، واكتسبت شعبية بين الناشطين المتضامنين مع الفلسطينيين، وبين الأفراد والساسة وخاصة في المحافل الدولية، واستقبل الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله وهو يتوشح هذه الكوفية، وكذلك بقي على نهجه جلالة الملك محمد السادس معتبرا ذلك حقا ورمزا للفلسطينين.
أمـا من حيث الرموز المطرزة على الكوفية، يقول الدكتور الأغا أن: “هناك من يقول أن تطريز الكوفية بشكلها يرمز إلى شبكة الصيد التي ترمز إلى التلاحم بين الأفراد، في حين ترمز الخطوط الأخرى الموجودة على جانبيها إلى ورقة الزيتون، التي تعد رمز الأصالة الفلسطينية، فشجرة الزيتون بالنسبة للفلسطينيين هي الحياة أو الموت، فهي ثروة الفلسطينيين، ورُبما يكون هذا التفسير صحيحًا”.

هكذا أصبحت الكوفية جزءاً من مكوّن الحياة والنضال والتحرير الفلسطيني، وتحديداً منذ الثورة الكبرى في فلسطين عام 1936. ولأساب ترتبط بأحداث تاريخية، ومن أجل تخفيف الضغط على الفدائيين من الاعتقال، ولحماية الثورة ، بعد أن قام أحد الفدائيين الفلسطينين بعملية عسكرية، قتل فيها وجرح عدد من الجنود البريطانيين، وهرب أحدهم إلى قاعدته، فأخبر قائد القاعدة بأن مَن قام بالعملية رجل ملثم، فبدأ البحث عنه في كل مكان، فما كان من قيادة الفدائيين إلا أن أصدرت بياناً للجميع بالتخلي عن الطربوش الذي كان يُلبس على الرأس حمايةً من أشعة الشمس، واعتمار الكوفية، حتى لا يتعرف الجنود على منفذ العملية.
هكذا اندمجت الكوفية بالفعل المقاوم، وارتفع سهمها في عام 1974 عندما اعتمرها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله، ووقف أمام العالم في الأمم المتحدة، وخاطب الجميع باعتزاز، فأصبحت منذ ذلك التاريخ أكثر انتشاراً بين فئات المناضلين في كل مكان، بل وأصبحت جزءاً من الذاكرة البصرية المرتبطة بنضال الشعب الفلسطيني، وكرمز للكفاح الفلسطيني”.

عميد كلية يخشى الكوفية!

يعتبر سلوك عميد كلية العلوم بنمسيك بصفته ضيف شرف حفل تسليم الجوائز للطلبة المتفوقين الذي شهدته رحاب المدرسة العليا للتكنولوجيا التابعة لجامعة الحسن الثاني عشية يوم أمس السبت 13 يوليوز 2024، منافيا للأخلاق والاعراف الجامعية، والمواقف المغربية قيادة وشعبا في دعم القضية الفلسطينية، التي تجمعنا على احترام رمزيتها الكوفية وجعلتها خارج المعادلات السياسية، وفوق القراءات الضيقة ،
ان امتناع عميد كلية العلوم بنمسيك عن تسليم الجائزة تحت غطاء ان هناك ممارسة للسياسية يمثل ضيقا في الافق وعجزا في الفهم وانتقاصا للطالبات والطلبة المغاربة، وإهانة لوعيهم الانساني، لقد سجل بهذا الامتناع لحظة سيئة في ذاكرة الكلية و مساسا باستقلاليتها وسموها، موقف لا ينسجم والموقف الرسمي للبلاد إزاء القضية الفلسطينية، ولا ينسجم مع موقف المجتمع المغربي من الانتصار للمظلومين ومساندتهم ولو رمزيا.
إن هذا السلوك يعكس حالة الارتباك الفكري والعجز في احترام حرية التعبير للطلبة والطالبات، بل موقف يؤكد ان العمادة شرف ومسؤولية اكبر من بعض من تقلدوها اداريا، دون وعي سياسي و ثقافي، ودون وعي بالواجب الأخلاقي والوطني، ذلك ان قيم الكرامة والشهامة والحرية والعدالة ومناصرة المستضعفين جزء من الهوية المغربية، ومصدر اعتزاز وانتماء حضاري كبير، لأن فلسطين اكبر من اي عنوان، او فصيل، هي قضية أساسية من قضايا القرن الواحد والعشرين.
ان جملة « أنها تمارس السياسة » ستبقى في صفحة الطالبة بمداد من الفخر، وفي صفحة العميد بمداد من الانهزام بروح الخوف من كل صيحة وكأنها عليه.

اكمل القراءة

الأكثر قراءة

Copyright © Attahadi.ma 2024