دعا الفرنسيون الخميس للمشاركة في يوم تاسع من التحركات في شهرين، ضد إصلاح نظام التقاعد الذي تم تبنيه من دون تصويت في الجمعية الوطنية، وذلك غداة تصريحات للرئيس إيمانويل ماكرون أثارت استياء النقابات والمعارضة.
وحسب فرانس بريس دعت النقابات معارضي هذا الإصلاح للنزول إلى الشارع والإضراب، للمرة التاسعة منذ 19 يناير، وللمرة الأولى على المستوى الوطني منذ تمرار مشروع القانون.
واضاف المصدر “في مقابلة تلفزيونية بعد أسابيع من التوترات الاجتماعية، أمل إيمانويل ماكرون بأن يدخل هذا الإصلاح – الذي يعد إجراء رئيسيا خلال ولايته الثانية – “حيز التنفيذ بحلول نهاية العام”، مع إقراره بأنه “غير شعبي”.
وقال “هذا الإصلاح ليس متعة ولا ترفا بل ضرورة”، مشيرا إلى الدفاع عن “المصلحة العامة” في مواجهة تدهور وضع صناديق التقاعد وارتفاع عدد المسن ين في فرنسا.
وتعد فرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد أدنى سن للتقاعد ولو أن أنظمة التقاعد غير متشابهة ولا يمكن مقارنتها تماما .
لكن معارضي هذا الإصلاح يرون أنه “غير عادل”، خصوصا بالنسبة إلى النساء والعاملين في الوظائف الصعبة.
وقد شهد يوم الأربعاء عد ة تحر كات وعمليات اغلاق طالت مستودعات النفط والموانئ والطرق والنقل الجوي، وقطاع الغاز والجامعات.
وقالت وزارة التحول البيئي لوكالة فرانس برس الخميس إن مستوى الإمدادات بالكيروسين إلى منطقة باريس ومطاراتها من النورماندي (غرب) “بات حرجا “، وذلك فيما تستعد لاستدعاء الموظ فين المضربين.
من جهتها، طلبت المديرية العامة للطيران المدني في فرنسا من شركات الطيران إلغاء 30% من رحلاتها الخميس في مطار باريس-أورلي و20% في المطارات الأخرى.
وتم إغلاق ميناءي مرسيليا-فو (جنوب) وبريست (غرب) بشكل كامل الأربعاء، بناء على دعوة الاتحاد النقابي النافذ (CGT).
كذلك، لا تنوي الشركة الوطنية للسكك الحديد (SNCF) تسيير سوى نصف عدد القطارات الفائقة السرعة وثلث قطاراتها الإقليمية السريعة الخميس.
ووحسب نفس الوكالة من المتوقع أن تكون حركة مترو باريس وقطارات الضواحي “مضطربة للغاية”.
وقال وزير العمل أوليفييه دوسوبت الخميس “بعد تحر ك ونزاع كهذا، لا يمكننا التفكير في أننا سنمحو الأشياء”. وأضاف لإذاعة “ار تي ال”، “هناك قبل وبعد، هناك خلاف سيستمر بشأن سن الإحالة” على التقاعد. وتابع “لكن هناك مواضيع تسمح بإعادة التواصل عبر الحوار”.