Connect with us

التحدي 24

جولة ثانية من السباق نحو الفضاء .. هل تفلح أمريكا في التفوق على الصين؟

بتاريخ

مع بداية السباق الفضائي الثاني بين الصين والولايات المتحدة تبرز أهمية تحقيق التفوق في مجال الفضاء كعنصر حاسم في المستقبل العالمي. وبعد نجاحات السباق الأول تسعى القوى الكبرى الآن إلى تحقيق تقدم جديد يتجاوز مجرد الوصول إلى القمر أو المريخ، بل يشمل تعزيز الأمان الاقتصادي والسياسي.

وأول سباق فضائي كان بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة؛ أما السباق الثاني بين الصين والولايات المتحدة فقد بدأ بالفعل. هذه المرة تعد المخاطر أعلى بكثير، فالمنافسة تتجاوز مجرد الهيبة التي تأتي من كونك الأول في الوصول إلى وجهة معينة أو إثبات التفوق الإيديولوجي؛ الآن تشمل المصالح الاقتصادية والعسكرية الملموسة. والأهم من ذلك ما يميز هذا السباق عن الأول هو أن القطاع الخاص هو الذي سيحدد النتيجة.

هذه هي النقاط الرئيسية من كتاب “صعود القمر الأحمر” الذي نشره جريج أوتري وبيتر نافارو أخيرا، واستعرضه المؤرخ وعالم الاجتماع راينر زيتلمان، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية.

وكان أوتري عضوا في فريق مراجعة وكالة ناسا لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2016، وشغل أيضا منصبا مؤقتا كحلقة وصل مع البيت الأبيض في ناسا عام 2017. أما نافارو فعمل أيضا في إدارة ترامب، وشغل منصب مدير سياسة التجارة والتصنيع.

ويقول زيتلمان إن الكتاب يعد بمثابة جرس إنذار وتذكير بأهمية استكشاف الفضاء، ليس فقط من أجل الازدهار الاقتصادي للولايات المتحدة، ولكن أيضا لأمنها القومي. ووفقا للمؤلفين كانت عملية الهبوط على سطح القمر في 20 يوليو 1969 إنجازا رائعا، لكنها لم تكن لتتحقق بدون المنافسة الشديدة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. ومع ذلك بعد انتصار الولايات المتحدة في السباق الفضائي الأول يجادل المؤلفان بأن هناك غيابا تاما للأهداف الواضحة في سياسة الفضاء للبلاد.

وما يمثل سنوات الانقطاع عن السفر الفضائي المأهول هو برنامج مكوك الفضاء “سبيس شاتل”، الذي فشل على كل الأصعدة: “إذ توقعت ناسا أن تطلق المكوكات كل أسبوعين وأخبرت الكونغرس بأن كل مهمة ستكلف فقط 10 ملايين دولار. وكانت تكاليف الحمولة يجب أن تصير منخفضة تصل إلى 100 دولار لكل رطل (250 دولارا لكل كيلوغرام) بأسعار عام 1972”. لكن ناسا لم تقرب حتى من تحقيق هذا الهدف. بدلا من ذلك يقدّر المؤلفان أن كل رحلة كلفت حوالي 1.5 مليار دولار، وبدلا من الطيران كل أسبوعين لم يحلق مكوك الفضاء أكثر من تسع مرات في السنة. وعقب كارثتي تشالنجر وكولومبيا، اللتين أسفرتا عن فقدان أربعة عشر شخصا (وهو يخالف عدد ستة عشر شخصا الذي ورد في الكتاب)، تم إيقاف برنامج سبيس شاتل بالكامل لعدة سنوات.

وجاء في الكتاب: “لقد شعر الجميع تقريبا في مجتمع الفضاء بالإحباط من عدم تحقيق تقدم ملموس في الفضاء منذ انتهاء برنامج أبولو. واليوم، يقوم بعض الحالمين الجريئين بفعل شيء حيال ذلك. الأسواق الحرة وريادة الأعمال هي أسلحة الفضاء الحقيقية لأمريكا”.

ويسلط المؤلفان الضوء مرارا على حقيقة أن الصين أدركت الدور الحيوي الذي يلعبه الفضاء في كل من المجالات الاقتصادية والعسكرية، ويقدمان أمثلة عديدة لدعم حجتهما؛ ومع ذلك يقولان: “لن نتفوق على الصين في الاشتراكية من خلال إجراء سباق فضاء حكومي مركزي التخطيط”، ويضيفان: “الفوز في السباق الفضائي الثاني يعتمد على القطاع الخاص. لن نتفوق على الصين في منافسة البرامج الحكومية الكبيرة … الفضاء التجاري هو أفضل سلاح لأمريكا”.

ويوضح الكاتبان: “تظل نقطة ضعف الصين الرئيسية هي نقص الإبداع والابتكار، ولا يمكن للدولة فرض هذه الصفات. يمكن أن تزدهر فقط في نظام رأسمالي”.

وبينما يعد هذا صحيحا من الناحية المبدئية تتابع الصين عن كثب نجاح إيلون ماسك في صناعة الفضاء. ولم يعد استكشاف الفضاء في الصين خاضعا للرقابة الحكومية بشكل حصري. وهناك الآن أكثر من 100 شركة فضاء خاصة صينية تسعى إلى محاكاة نجاح الشركات الفضائية الخاصة في الولايات المتحدة. ويبقى أن نرى ما إذا كان التدخل الحكومي سيظل يهيمن على السياسة الصينية، كما كان واضحا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، أو ما إذا كان سيتم منح الشركات الفضائية الخاصة مزيدا من الحرية في العمل.

وهذا يجعل من الأهمية بمكان، كما يقول المؤلفان، أن يتم تفكيك العقبات البيروقراطية في الولايات المتحدة التي تعوق تطوير استكشاف الفضاء الخاص بشكل جذري. والروتين الذي سبق اختبارات الطيران لصاروخ ستارشيب الضخم لإيلون ماسك هو مثال بارز على ذلك.

كما تقوم الشركات الخاصة مثل “سبيس إكس” بتأمين العقود الحكومية في الولايات المتحدة، وإن كان ذلك بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالبرامج الحكومية التقليدية. وبعد فشل عمليات إطلاق الصواريخ الثلاثة الأولى لماسك، نجح في الإطلاق الرابع لـ “فالكون 1” عام 2008 وحصل لاحقا على عقد بقيمة 1.6 مليار دولار مع وكالة ناسا لتوفير 12 رحلة إعادة إمداد إلى محطة الفضاء الدولية.

وجاء في الكتاب أن “معظم الأموال المستثمرة في صاروخ فالكون 9 لـ (شركة) سبيس إكس وكبسولة دراجون كانت ستأتي من مصادر خاصة، وكان من شأنها أن تكون برنامج إطلاق الفضاء الأقل تكلفة والأكثر فعالية الذي شاركت فيه ناسا على الإطلاق”.

ووفقا لأوتري ونافارو يحتاج استكشاف الفضاء إلى أهداف واضحة، ليس الأمر مجرد غرس علم وترك آثار على القمر ثم المريخ، كما كان الحال مع برنامج الهبوط على القمر الأول، بل يتعلق بإنشاء وجود دائم على القمر والمريخ. ويحذر المؤلفان من أنه إذا لم تقم الولايات المتحدة بذلك فإن الصين ستفعله بالتأكيد.

التحدي 24

المسيرة الخضراء.. خمسون سنة من الوحدة والبناء وانتصار دبلوماسي لامع بمجلس الأمن

بتاريخ

الكاتب:

تظل المسيرة الخضراء الم ظفرة، بعد مرور خمسين عاما، محطة فاصلة في تاريخ المملكة الحديث، وتجسيدا بارزا لإيمان الملك وشعبه، ومصدر إلهام لا ينضب، ورمزا للوحدة والبناء. وقد تو ج هذا المسار الوطني الراسخ بانتصار دبلوماسي لامع على مستوى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، جاء ثمرة للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين.

وسيظل السادس من نونبر من سنة 1975 يوما مشهودا في الذاكرة الوطنية. ففي هذا اليوم لب ى 350 ألف مغربي ومغربية، قدموا من مختلف جهات المملكة، في وحدة مثالية، النداء التاريخي الذي أطلقه جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.

وقد حمل المشاركون المصحف الشريف والعلم الوطني، وساروا في مسيرة سلمية نحو الصحراء المغربية، ليؤكدوا للعالم أجمع شرعية حقوقهم والتشبث الراسخ لكافة المغاربة بالوحدة الترابية للمملكة.

  • نصف قرن من الوفاء للعرش العلوي المجيد
  • تجدد ذكرى المسيرة الخضراء، التي ت خلد هذه السنة تحت شعار نصف قرن من الفخر، التأكيد على التلاحم الوثيق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي. لقد كانت المسيرة الخضراء تعبيرا عن عبقرية سياسية متبصرة، حيث اختار جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، في ظرفية دولية دقيقة، نهج الحكمة والشرعية الدولية لتحرير الأقاليم الجنوبية. وبفضل هذه المبادرة السلمية، تمكن المغرب من استرجاع جزء من ترابه الوطني، في كنف الوحدة والكرامة.
    واستجابة للنداء الذي أطلقه جلالة المغفور له، عب ر المشاركون في المسيرة عن انخراطهم العفوي في مسار تحرري، عززه الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر 1975، الذي أكد وجود “روابط قانونية وروابط بيعة” بين سلاطين المغرب والقبائل الصحراوية.
  • وبعد أشهر قليلة، وتحديدا في 28 فبراير 1976، رفرف العلم الوطني خفاقا فوق مدينة العيون، إيذانا بنهاية احتلال الأقاليم الجنوبية، وبداية أحد الفصول المجيدة في التاريخ الحديث للمملكة. وأمام أنظار العالم بأسره، ي جسد زخم التعبئة الشعبي الذي أفرزه النداء الملكي تشبث المغاربة الراسخ بالدفاع عن حقوقهم المشروعة، بفضل الرؤية الحكيمة لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.
  • مسيرة متواصلة للتنمية الشاملة والمندمجة
  • بعد مرور نصف قرن على هذا الحدث الخالد، الذي ي عد كنزا لا ينضب من القيم الوطنية الرفيعة ومرجعا زاخرا بالدروس والعبر، يجدد المغرب التأكيد على تعبئة جميع فئاته ومكوناته وطاقاته الحية، خلف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل أن تظل الصحراء المغربية أرضا للوحدة والسلام والتنمية الشاملة، كما هي اليوم.
  • وبفضل انخراطها في تحقيق الحق المشروع في التنمية لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية، أحدثت المملكة بالفعل تحولا عميقا في هذه المنطقة. وبفضل العناية المولوية السامية، انطلقت دينامية تنموية متكاملة جعلت الأقاليم الجنوبية تعيش اليوم على إيقاع أوراش كبرى مهيكلة، لتتحول تدريجيا إلى قطب جهوي ودولي حقيقي. وبفضل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، تم وضع المواطن في صلب العملية التنموية. وقد مكن هذا النموذج من إطلاق دينامية سوسيو-اقتصادية واعدة تقوم على تحقيق التنمية وخلق فرص الشغل، والمساهمة في ترسيخ تنمية مسؤولة ومستدامة تنبني على التوازن بين خلق الثروة والتشغيل، والتدبير المستدام للمجال، وحماية البيئة، والنهوض بالثقافة، وضمان استفادة الساكنة المحلية من خيرات المنطقة. ويواكب هذا التحول الكبير، الانخراط الفعال للساكنة المحلية في تنمية الجهة، في إطار الجهوية المتقدمة.
  • انتصار بمجلس الأمن الدولي بفضل دبلوماسية ملكية فاعلة من أجل السلام والتنمية
  • وتتعزز هذه الدينامية التنموية بدينامية الإنجازات الدبلوماسية التي حققتها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في ملف الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما من خلال الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء، ولمشروعية حقوق المغرب على أقاليمه الجنوبية، وللمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل الوحيد لهذا النزاع المفتعل.
  • وتوجت هذه الجهود والمبادرات التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، على امتداد ال26 سنة الماضية، وكذا الانخراط الشخصي لجلالته لفائدة هذه القضية، باعتماد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة القرار التاريخي 2797 حول الصحراء المغربية.
  • فقد حقق المغرب في 31 أكتوبر، انتصارا دبلوماسيا تاريخيا وحاسما داخل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. فبفضل المقاربة الملكية التي ترتكز على ر ؤية واضحة واستراتيجية، أضحى مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي تقدمت به المملكة سنة 2007، الأساس الوحيد لأي مسار تفاوضي بشأن قضية الصحراء. وقد حظي المقترح المغربي بدعم قوي من القوى الدولية الفاعلة، التي ثمنت، من خلال هذا التأييد، ريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والتزامه الدؤوب من أجل ترسيخ السلم والتنمية بالمنطقة.
  • وتستمد هذه السياسة الملكية أسسها من التشبث بـالعمل المشترك وترسيخ قيم التضامن والتعاون البن اء، والحوار والسلام والتعايش بين الشعوب عبر العالم، بما ي سهم في تعزيز الأمن والاستقرار، وتشجيع تسوية النزاعات بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وتجسد المبادرات الملكية الكبرى، وعلى رأسها مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، المبادرة الرامية إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، بشكل ملموس، الالتزام المتواصل لجلالة الملك لفائدة النهوض بالتنمية في المنطقة، عبر مقاربة إنسانية، تؤمن بـحلول إفريقية للتحديات المحلية، وترتكز على تعاون جنوب-جنوب فعال ومتضامن ومستدام.
  • إن الصفحة البطولية للمسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي ذاكرة حية ت لهم الأجيال المتعاقبة للدفاع عن القيم المقدسة للأمة والمساهمة في مسيرة بنائها وتنميتها. وت شكل هذا الذكرى، ذات الحمولة الرمزية القوية، أيضا، مناسبة متجددة لتجديد قسم الوفاء لروح المسيرة الخضراء ومبادئها الخالدة.
  • ففي احتفائه بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، لا يكتفي المغرب بتكريم ماضيه المجيد، بل يمضي بثقة راسخة نحو المستقبل. ووفاء لقسم المسيرة الخضراء، تواصل المملكة، تحت القيادة الني رة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسيرتها الموحدة نحو مستقبل زاهر، قادر على رفع التحديات العالمية.2025

اكمل القراءة

التحدي 24

الأميرة للا أسماء والسيدة الأولى لجمهورية كينيا تطلقان بنيروبي المرحلة الرابعة من برنامج “متحدون، نسمع بشكل أفضل”

بتاريخ

الكاتب:

أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، وفخامة السيدة راشيل روتو، السيدة الأولى لجمهورية كينيا، رئيسة “مؤسسة صوت الأطفال”، اليوم الأربعاء بمستشفى “كينياتا الوطني” بنيروبي، على إطلاق المرحلة الرابعة من برنامج “متحدون، نسمع بشكل أفضل”.

وستهم هذه العملية، التي تنسجم مع الرؤية الإنسانية والتضامنية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل تعاون جنوب-جنوب متين وفعال، زرع قوقعة الأذن لنحو 70 طفلا كينيا يعانون من الصمم الشديد، ما يسمح لهؤلاء الشباب باكتشاف عالم الصوت، والتواصل والتعلم والتفتح.

ولدى وصولها لمستشفى “كينياتا الوطني”، وجدت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء في استقبالها السيدة راشيل روتو. إثر ذلك، تقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي والسيدة الأولى لكينيا مسؤولون كينيون، لاسيما السيد آدن دوالي، وزير الصحة، والسيدة آنا تشيبتومو، وزيرة النوع وخدمات الطفل، والسيد كورير سينغوي، الكاتب العام للشؤون الخارجية، والسيد أوما أولوجا، الكاتب العام لوزارة الصحة، والسيد ريتشارد ليسيامبي، مدير مستشفى كينياتا الوطني، والسيد فيليب كيروا، مدير مستشفى موي للتعليم والإحالة، والسيدة ماري مويندي، مديرة “مؤسسة صوت الأطفال”.

كما تقدم للسلام عليهما السيدة نعيمة بن يحيى وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والسيد عبد الرزاق لعسل، سفير جلالة الملك لدى جمهوريتي كينيا وجنوب السودان، والسيد محمد مثقال، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، والسيد كريم الصقلي، الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، والسيد عبد العزيز الراجي، المدير الطبي لعمليات “متحدون، نسمع بشكل أفضل”.

إثر ذلك، قامت صاحبة السمو الملكي والسيدة الأولى لكينيا بغرس شجرة في ساحة المستشفى، وفقا للتقاليد الكينية. وهي بادرة ذات دلالات قوية ورمزية، تجسد الحياة والسلام والاستمرارية.

ومن خلال غرس شجرة الأمل هذه، تجسد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء عمق الروابط بين الشعبين المغربي والكيني والرغبة المشتركة في بناء مستقبل من الإدماج والتضامن الإفريقي.

وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لهذا العمل التضامني، قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء والسيدة راشيل روتو بزيارة جناح أمراض “الأنف والأذن والحنجرة” بالمستشفى، حيث تفقدتا حالة الأطفال المرشحين للاستفادة من عمليات زرع قوقعة الأذن، وكذا الذين خضعوا لهذه العملية.

وبفضل عمل ورؤية صاحبة السمو الملكي، استفاد 70 طفلا في أربعة أيام فقط، من عملية جراحية كاملة ومجانية لزرع قوقعة الأذن، وهو ما يعتبر بمثابة ولادة جديدة لهؤلاء الأطفال، تكرس قيم التعاون والإنسانية.

وبدعم من سموها، وبشراكة مع “مؤسسة صوت الأطفال”، يعمل ثمانية جراحين مغاربة، يدا في يد، مع نظرائهم الكينيين، موحدين معارفهم بروح الأخوة الإفريقية.

وينسجم برنامج نقل الكفاءات هذا، الذي يمثل جوهر المهمة، مع الرؤية الملكية لتعاون جنوب-جنوب ملموس ومستدام وإنساني.

وبالنسبة لكل أسرة، ولكل طفل، تمثل هذه المهمة لحظة تنشر الضوء حيث كان يسود الظلام، يمتزج فيها العلم والشجاعة والرحمة، لتشرق بذلك وجوه هؤلاء الأطفال من جديد بفضل معجزات مشتركة، وكذا إفريقيا موحدة.

وتكرس هذه المهمة رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تجسدها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء على الميدان: رؤية مغرب متضامن، وفاعل وم لهم، يخلق ويبتكر ويتقاسم. مغرب لا يسعى إلى النمو منفردا، بل مع الآخرين. ففي إفريقيا، ننهض معا، وهكذا نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل.

وعلى هامش زيارة جناح أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى كينياتا الوطني، ترأست صاحبة السمو الملكي والسيدة الأولى لكينيا حفل توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء و”مؤسسة صوت الأطفال”.

ويؤسس هذا الاتفاق، الذي وقعه السيد كريم الصقلي والسيدة ماري مويندي، لمرحلة جديدة من التعاون الإنساني والطبي بين المغرب وكينيا.

وبهذه المناسبة، رفعت دعوات من طرف إمام وقس كينيين من أجل تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين المغرب وكينيا، وكذا من أجل تطوير علاقات مستدامة ومثمرة بين البلدين.

وفي مستهل هذا الحفل، ألقى السيد كريم الصقلي، كلمة أكد فيها، أنه “بفضل الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي تضع الإنسان في صلب التنمية، وتجعل من التضامن الإنساني ركنا من أركان التعاون الإفريقي، تحولت مؤسسة للا أسماء، بدعم من صاجبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء، إلى فضاء للعلاج والتعليم، وقبل كل شيء إلى بيت يجد فيه كل طفل صوته وثقته ومكانه في المجتمع”.

وأضاف أنه بفضل برنامج “نسمع” استعادت أزيد من 850 أسرة مغربية فرحة الحياة، حين تمكن أطفالها لأ ول مرة من سماع أصوات أمهاتهم، وضحكات أصدقائهم، مبرزا أن “صاحبة السمو الملكي أرادت لهذه السمفونية من الأمل أن تعبر البحار والقارات، وأن تلمس قلوب أطفال آخرين”.

من جانبها، أعربت السيدة الأولى لكينيا عن عميق امتنانها وتقديرها لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء على التزامها الإنساني وتبرعها السخي من أجل زرع قوقعات الأذن، مشيرة إلى أن هذا العمل ليس مجرد مساهمة في نظام الرعاية الصحية الكيني، بل يمثل هبة حقيقية من أجل الحياة.

وأكدت السيدة روتو أن هذه الهبة لا تعيد السمع فحسب، وإنما تعيد الكرامة والأمل أيضا، حيث تتيح للعديد من الأطفال فرصة سماع الموسيقى وأصوات وضحكات أحبائهم لأول مرة.

وأضافت أن توقيع مذكرة التفاهم هذه بين مؤسسة للا أسماء ومؤسسة صوت الأطفال ي رسي أسس تعاون دائم، لا يهدف فقط إلى إجراء العمليات الجراحية، بل أيضا إلى تعزيز قدرات نظام الرعاية الصحية الكيني، وبناء مستقبل ينعم فيه كل طفل بحاسة السمع .

من جانبه، أعرب وزير الصحة الكيني، عن عميق امتنانه لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء على الهبة السخية من المملكة المغربية لكينيا، مؤكدا أن هذه الالتفاتة النبيلة والإنسانية، التي ستسهم في التكفل بالأطفال الذين يعانون من نقص في السمع، تعكس تضامن المملكة والتزامها بتحسين جودة حياة الأطفال الكينيين.

وفي ختام هذا الحفل، أخذت صورة تذكارية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا أسماء والسيدة راشيل روتو مع مسؤولين مغاربة وكينيين، وطاقم طبي جراحي مغربي من برنامج “متحدون، نسمع بشكل أفضل”، وزملائهم الكينيين.

اكمل القراءة

التحدي 24

ضباب وقطرات مطرية ببعض المناطق متوقعة اليوم الأربعاء

بتاريخ

الكاتب:

تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، اليوم الأربعاء، ظهور سحب منخفضة وكتل ضبابية محلية فوق السواحل الأطلسية الوسطى والجنوبية.

ومن المرتقب أن يكون الطقس غائما جزئيا مع نزول أمطار ضعيفة فوق مناطق طنجة واللوكس، وأن تكون الأجواء غائمة جزئيا شمال منطقة الغرب.

ومن المتوقع أيضا تسجيل هبات رياح قوية نوعا ما بكل من الريف، والأطلس المتوسط، والسهول المتواجدة غرب الأطلس مع تناثر غبار محليا.

وستتراوح درجات الحرارة خلال الليل ما بين 04 و 11 درجة بكل من مرتفعات الأطلس والهضاب العليا الشرقية والريف، وما بين 20 و 24 درجة بجنوب الأقاليم الصحراوية للمملكة وداخل منطقة سوس، وستكون ما بين 14 و 20 درجة بباقي الأرجاء الأخرى.

وستشهد درجات الحرارة خلال النهار ارتفاعا بكل من مناطق السايس، والهضاب العليا الشرقية، وبسواحل البحر الأبيض المتوسط، بينما ستعرف انخفاضا في ما تبقى من الأنحاء الأخرى.

وسيكون البحر قليل الهيجان بالواجهة المتوسطية، وقليل الهيجان إلى هائج بالبوغاز وعلى طول الساحل الأطلسي.

اكمل القراءة

الأكثر قراءة

Copyright © Attahadi.ma 2024