تواصل معنا

آراء

د.محمد الخومسي يكتب: هل اصبحت الحكومة بدون واقي من الصدمات “بارشوك “؟

منشور

في

من جملة ما تعتمد عليه الحكومات المنتخبة وفي الدول الديمقراطية، احترامها وتعاملها الايجابي مع جهتين كمؤسسات شريكة بشكل او اخر في تدبير الشأن العام وهما المعارضة السياسية و المؤسسات الدستورية المختلفة من جهة، والنقابات من جهة اخرى، وبدونهما تنزع الأغلبية وخاصة الحكومة حزام السلامة و مع غياب الواقي من الصدمات يصبح السير محفوفا بالمخاطر، و في مناخ احتقان اجتماعي غير مسبوق بسبب الغلاء في المواد الأساسية للحياة اليومية، و طول مدة ارتفاع اسعار المحروقات شعر المغاربة أن الفقر بدأ يكتسح كل شيء وان حياة معيشة البسطاء و الفقراء، بل وحتى الطبقة المتوسطة من المغاربة اصبحت جحيما كل يوم، وأصبحت يشعرون بالعجز للذهاب الى السوق، فلماذا الذهاب الى سوق لا يملكون القدرة على شراء مواده؟

1 التضخم الذي يفهمه المغاربة

نحن أمام تضخم واقعي، ذلك ان الدرهم اصبح عاجزا عن شراء حبة بصل، او حبة طماطم، وهذا هو التضخم الذي يفهمه المغاربة ، إذ له قرائتين ، وكلاهما يضره ويمس قدرته الشرائية، فإما ان الدرهم انخفضت قيمته، وإما أن ثمن البصل تعرض للتلاعب من خلال السماسرة والاحتكار والتحكم في الكمية المعروضة في السوق فارتفع سعره، وبالتالي النتيجة واحدة لم يعد المغاربة يستطيعون شراء ما تعودوا عليه لسنين ، واقتنعوا لسنين أن بلدهم يوفره بشكل معقول ويضمن به امنهم الغذائي.

2 لحظة غياب وفراغ

من المعروف والمعلوم في الديمقراطيات، او لنقل عند الحكومات التي تعتمد الانتخابات حضورها في الازمات الاجتماعية، وخاصة تلك التي لها ارتباط بالحياة اليومية، هذا الحضور تكون غايته أربعة:

  • شرح الاسباب والظروف و والعوامل التي ادت الى اضطراب السوق و ارتفاع الاسعار، من اجل التواصل الشفاف و الصريح،
  • الانفتاح على الاعلام و القيام بتوضيح وتقديم المقترحات والحلول، مع مناقشتها ومراجعة بعضها،
  • التنسيق مع النقابات و المؤسسات الوسيطة والمعارضة من اجل فهم وشرح الاكراهات، و ضرورة البحث عن مساحة زمنية لتنزيل الحلول التي تعيد الاستقرار الى السوق وتحمي القدرة الشرائية من الانهيار او العجز.
  • تقديم سلة من المقترحات العملية، التي تشعر المواطن بجدية الحكومة في بناء الحلول، وبمسؤوليتها السياسية في الحفاظ على السلم الاجتماعي وتجنب اي احتقان.
    كل ذلك لم يتحقق منه شيئ بالشكل المطلوب أو الحد الادنى، فقد أصبحنا امام حكومة لا اثر لثقلها وحصورها، او في ركن المتغيبين، ولا صوت يقدم او يؤخر، بل لا احد يفهم من يكبل بعض الوزرات المعنية قطاعتها بالموضوع، وكان هؤلاء الوزراء بلا صلاحيات.
    و مما يزيد الأمر غموضا ان مجلس المنافسة يقوم بدعم الحكومة من خلال شرح الغلاء، علما اننا امام سحق اكبر لطبقتين اساسيتين، وهما الفقراء والطبقة المتوسطة بالصمت امام منافسة غير شريفة وخاصة في بعض المواد الغذائية المصنعة، و امام استسلام للوبيات الانتاج و التسويق وفق قواعد ارباحها ضاربة عرض الحائط بكل القوانين التي تحمي المستهلك الذي هو المواطن.
    اما النقابات ومن خلال زعمائها والذي من المتعارف عليه عالميا ان يكونوا مع الذين يمثلونهم من مختلف فئات وطبقات هذا الشعب ، فقد تم احتوائهم باساليب مختلفة ضد منطق العمل النقابي، لقد أصبحت النقابات امتداد للحكومة ، هذا الخلل له عواقب وخيمة ، في غياب طرف وسيط موضع ثقة ، فإن المواطنين لن يجدوا امامهم من ينقل صوتهم ومطالبهم، ويصبحون مادة سهلة للاشتعال من جهة، ولا يبقى امامهم فضاء للتعبير سوى الشارع والجميع يعرف الكلفة لذلك الاختيار.
    لقد تمت السيطرة على القوى الحية من النقابات من خلال مناصب بأرصدة عالية او من خلال توسيع ثراء أثريائهم، بل بلغ الكرم الحاتمي أن قامت الحكومة بالزيادة و بشكل تلقائي ودون حتى أن تطلبها هذه النقابات في ميزانيتها، وهذا من اغرب ما وقع في تاريخ النضال النقابي بالمغرب.

فيما لم تتجاوز الزيادة في أجور العاملين بقطاع مهم هو الصناعة والتجارة والخدمات سوى 10% وعلى حولين كاملين، وفي ظل تأكل القدرة الشرائية للمتقاعدين، وفي ظل جمود الاجور لمعظم القطاع الخاص والعام، جاء غلاء الأسعار الذي تحركه المضاربة من طرف السماسرة الانتهازيين المنعدمي الضمير و الذين ينظرون الى الوطن انه بقرة حلوب، لا بعرفون روح وطنية، همهم الوحيد هو الربح السريع، على حساب المواطنين، والتهرب من أداء الضرائب لخزينة الدولة. هذه المجموعات المنظمة التي في الغالب تستغل الفلاح المغربي الصغير الذي بقي وسيبقى في ظل هذ الظروف فقيرا لكثير من العقود، فئة التجار والفلاحين الكبار الذين يتحكمون عبر الهاتف المحمول و الاماكن السرية في حركة التوزيع و الطريقة، و الكمية المعروضة على الصعيد الوطني، لتبقى بأسعار مرتفعة. هذا اللوبي بتصرفاته يدفع إلى نشوء عدة فوضى والدفع بالاوضاع إلى المجهول، الى حد التساؤل هل هؤلاء لهم حماية من طرف هذه الحكومة.
ان مقولة أن الغلاء له علاقة بالجفاف، بالتقلبات المناخية، وحرب اوكرانيا، و بالبرد، والفلاح وبالبقال صاحب الدكان هم المسؤولون على ارتفاع الأسعار، مقولة لا تصمد أمام القراءة والتحليل، فالسماسرة الذبن يشترون من الفلاح الغلة في أرضه ليست ناضجه، مستغلين حاجته الى السيولة من اجل العيش، حيث تبقى مهمته منحصرة في السقي، والاعتناء، و الجني حسب المقادير التي يأمر بها السمسار إلى آخر ثمار الارض، وحيث أن قصة ارتفاع أسعار المحروقات من خلال قرارات سياسة التي لازال يدبر بها هذا الموضوع اعطت المبرر والغطاء للجشع في جميع القطاعات للزيا دة الغير المشروعة في الأسعار و التي ذهب ضحيتها اغلب المواطنين المغاربة.

هل ضاعت فرصة المعارضة أمام الديون وتضخم والبطالة الاقتراض؟

سؤال:هل كل التجار الكبار والمتوسطين الذين يسيطرون على سلاسل الامداد لهم صفة مقاولات مهنية قابلة للمراقبة والمحاسبة أم لا زلنا في مرحلة العشوائي؟,
هل هم مدمجون في نظام المحاسبة الوطنية
ويمكن معرفة وضعيتهم الضريبية

ولا واحدة منها لديها تلك الصفة بالتأكيد وكلها تشتغل في النوار وتحت انظار الحكومة والدولة نفسها.الرقابة القانونية او لنقل الرقابة الديمقراطية دون شطط ولا استبدال مشكلة اجتماعية اقتصادية بمشكلة تجاوزات وخروقات و مطاردة الساحرات يجب ان تبقى العملية مؤطرة بالقانون و في اطار حماية الحقوق و في اطار مسؤولية المؤسسات والأجهزة المعنية

وليست فرصة لخلق حسابات وتصفيتها،
المجتمع المغربي بدا يخرج من حالة الامتصاص الضغط الاقتصادي عبر التازر الأسري الى مرحلة معرفة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية وهل من تفسير الغلاء ؟ ونا حجم الحقيقة فيه وما حجم الجشع و الاحتكار و الاستغال وخلق فرصة الغنى الفاحش و الغير مشروع و الغير نظيف و الغير اخلاقي والغير قانوني وبالملخص الغنى المفترس الذي ليس فيه بذرة من الوطنية أو الأخوة الإيمانية او الإنسانية

آراء

حمضي الطيب يكتب: الفقيد عبد الواحد الراضي.. “المعارضه ثابْتَه.. والصواب يكون”

هذه العبارة تلخص إلى حد كبير شخصية، وأخلاق عبد الواحد الراضي. قالها خلال اجتماع حزبي  كان يتداول في علاقة الإتحاد بالملك الراحل الحسن الثاني…

منشور

في

بقلم

هذه العبارة تلخص إلى حد كبير شخصية، وأخلاق عبد الواحد الراضي. قالها خلال اجتماع حزبي  كان يتداول في علاقة الإتحاد بالملك الراحل الحسن الثاني إبان فترة صعبة. قال عبارته “المعارضه ثابْتَه، والصواب يكون”. النضال مبدئي وهو لا يتعارض مع أخلاق الحوار والاحترام. وتلك كانت فلسفته.

الفقيد عبد الواحد الراضي، رحمة الله عليه، مناضل وسياسي ووطني ورجل دولة من الطراز الرفيع. عرفته شخصيا على امتداد عقود، منذ كنت تلميذا وعضوا بالشبيبة الاتحادية، وتوطدت معرفتي به وعلاقتي به على امتداد السنوات.

رجل أنيق في فكره، في خطابه، في تعامله، في علاقاته. واضح وصريح. ينظر إلى المستقبل دائما وينظر إلى الوطن قبل كل شيء.

أقدره كثيرا وأعتز به وبمعرفته واحترمه أكثر وأكثر. التقيته في عدة مناسبات، قدمته في عدة لقاءات وندوات واجتماعات وتجمعات.

اجتمعنا مرات عديدة، ناقشنا عددا من القضايا. لم تتغير مكانته لدي وتقديري له رغم العواصف التي مرت. تكوين فكري عميق يبسطه بروحه المرحة وروح النكته والفكاهه والأمثال الشعبية المغربيه.

كان كلما التقينا إلا ويقدمني ويصفني أمام الحاضرين ومُجالسيه باعتزاز وأوصاف تُخجلني لفرط تقديره.

أول مرة التقيت به كنت أبن ال 15 سنة ربما، وآخر مرة التقيته وكنت قد غادرت سفينة الاتحاد قبل سنوات عدة، سمعتُ منه كالعادة شهادة أعتز بها في حقي وحق عائلتي: “عندي عزيز وولد الناس وماشي غير هو، عائلتو كلها عائلة مناضلة وطيبه، خوتو كلهم كنعرفهم وكلهم ولاد الناس. فكلشي ديالو مناضل من قلبو، لي دارو كيديرو من قلبو …”.

اليوم هو بجوار ربه، اللـهـم أنزله منازل الصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وصبرا جميلا لأهله وأحبته. 

الصورة  يتوسطها الفقيد خلال احدى المؤتمرات حيث زارنا يتفقد سير أشغال المؤتمر وكنت أقدم له أعضاء اللجنة وأشغالها، وكعادته يحول كل اللحظات إلى لحظات فرح، وكعادتي به أستمتع ويستمتع الحاضرون بتعليقاته ونضحك ملئ قلوبنا.

إكمال القراءة

آراء

هل الأسواق الأسبوعية رافعة اقتصادية و اجتماعية بالمغرب؟

كل المغاربة فقيرهم وغنيهم، نسائهم ورجالهم يعرفون السوق الاسبوعي الاقرب من سكناهم ، سواء كانوا بالمدن او القرى او البوادي…

منشور

في

كل المغاربة فقيرهم وغنيهم، نسائهم ورجالهم يعرفون السوق الاسبوعي الاقرب من سكناهم ، سواء كانوا بالمدن او القرى او البوادي، ومن منا لم يرافق يوما ما احدا من أقاربه لتمتع بجولة في السوق! خاصة في عالم القرى والبوادي، حيث تمثل هذه اللحظة لحظة التجول فرصة اكتشاف عوالم متعددة، ابتداء بالمأكولات و مرورا بفواكه والخضروات، و الملابس و الحاجات، إذ يمثل السوق الاسبوعي خدمة اقتصادية واجتماعية أساسية وضرورية للأسرة المغربية ، سواء كانت فقيرة او من الطبقة المتوسطة، هذه الأسواق التي تمثل شرايين الحياة، و نشاطا اجتماعيا اقتصاديا بامتياز، كان لها من قبل ولا زال دور التواصل، و تقصي الاخبار، و تبادل المعلومات، وايضا تحقيق نوع من الاندماج الاجتماعي بين الاجيال، كما يمثل السوق الاسبوعي ايضا لحظة تسوية كثير من الامور الاجتماعية و الادارية، خاصة في العوالم القروية النائية، التي يغتنمها المواطن من خلال ازدياد حركة النقل في يوم السوق، اذ تنشط كل وسائل النقل في هذا اليوم، فتكون فرصة الوصول الى مختلف الإدارات و قضاء ما يلزم قضاءه.

1 قراءة في بعض المعطيات و الارقام

تقدر وزارة الداخلية عدد الأسواق الأسبوعية بحوالي 822 سوقا، موزعة على 67 إقليما وعمالة، بمعدل 12 سوقا في كل عمالة وإقليم، وهو رقم يعكس في المعدل حركة و نشاط اقتصادي مهم، كما يعكس ذلك في الحد الأدنى ان كل يوم من الاسبوع يعرف تقريبا ما بين سوق او سوقين بعمالة او اقليم، وهو معطى يكشف عن حركية اقتصادية، و قدر من الاستهلاك للحاجيات الاسبوعية، خاصة ما يتعلق بالمجال الغذائي.
كما تشير المعطيات الى هيمنة المجال القروي، وهو أمر طبيعي لكونها لا تعرف الاسواق العصرية الكبرى بحيث يمثل 91 % من الأسواق الأسبوعية القروية (753 سوقا)، في مقابل 9 ٪ بالوسط الحضري اذا لا تتجاوز 69 سوقا؛
و من المعطيات المهمة والتي تحتاج الى دراسة، هل هناك تناسب المساحة بالخدمة؟ ، اذ تصل مساحة هذه الأسواق حوالي 2455 هكتارا، وتمثل 73٪ فوق أراض تابعة للملك الجماعي؛ في حين يبلغ عدد روادها حوالي 2.6 ملايين أسبوعيا، ولا ندري هل يتم استغلال هذه المساحات بعقلانية وترشيد؟ و هل تحقق شروط السلامة و الوقاية؟ ، وهل هذه المساحات تلائم و تتناسب وحجم النشاط الاقتصادي الذي تعرفه هذه الأسواق ؟ هذه بعض الاسئلة المرتبطة بين المساحة و نشاط السوق الاسبوعي.
ان قراء للحركة الاجتماعية والاقتصادية خلال اسبوع تعطي فكرة سنوية عن حجم ونشاط الاقتصاد المرتبط بالاسواق المغربية، و هنا يمكن القول ان الامر يفرض اربع أسس للمواكبة:

1 دراسة اجتماعية اقتصادية تسبق اي تطوير وتغيير، طبعا اذا كنا نؤمن بأهمية الاشتغال وفق قواعد العلم ، و الاحصاء والرصد والتحليل،
2 عصرنة هذه الأسواق ورقمنة كثير من معطياتها، لكونها خزان ثمين للمعلومات الاجتماعية والاقتصادية للمغرب،
3 بناء نماذج وفق تجارب فضلى و معيارية والسعي إلى تعميمها كنماذج مرجعية ناجحة،
4 دعم وتكوين كثير ممن يعيشون اقتصاديا و اجتماعيا من خلال هذه الاسواق، وخاصة في مجال السلامة الصحية و الجسمية بكل انواعها، و التاهيل والتكوين في ما يتعلق بالخدمات الكبرى ، وايضا في مجال التدبير والتسيير.

لا شك ان مداخيل هذه الأسواق لا زالت متواضعة اذا ما قورنت بحجم الإمكانات و الزمن و الموارد، فهي لا تفوق حوالي 313 مليون درهم سنويا، بمعدل 389 ألف درهم لكل سوق؛ فيما تتجاوز 69 في المائة من هذه المداخيل 200.000 درهم سنويا، ويتم تدبير 60 في المائة منها عن طريق الإيجار.

2 رافعة اقتصادية واجتماعية في حاجة إلى إعادة التأهيل!

ان الزائر لمعظم الأسواق المغربية سيجد انها في حاجة إلى اعادة تأهيل معظمها حتى تؤدي وظيفتها الاجتماعية والاقتصادية ، كما ان الفاعل السياسي المحلي مطالب بوضع مخططات تنفيذية، للرفع من جودة خدمتها و تطوير موارد الجماعات المحلية، و لا يمكن حصر كل الاختلالات لكن يمكن رصد أهمها :

  • تقادم البنيات التحتية وضعف التجهيزات بها، بل هناك اسواق حديثة سرعان ما عرفت انهيارات لبنايتها وتعطل شبكة الماء والكهرباء بها ، عكس اسواق بقيت بعد الاستقلال ببنايات محترمة ووفق معايير مناسبة، و لعل من أسباب هذه الاختلالات ضعف التتبع، بل غياب دفتر تحملات واضح عند الانجاز، و يمكن القول اننا بذلك ندخل حلقة مفرغة، بحيث تحت مبرر ضعف مداخيل هذه الاسواق مقارنة مع المؤهلات التي تتوفر عليها، كانت سببا من أسباب الاهمال والفوضى فيها، بل تعتبر الأسواق الأسبوعية احدى مراتع الريع بالعالم القروي والحضري على السواء، مع غياب استغلال معقلن لفضاءاتها، وعدم توفر معايير السوسيو-اقتصادية لتنظيمها و توزيعها، يجعلها احدى الفضاءات التي تعشش فيها كل أنواع الفوضى في التدبير والتسيير، كما يحيط بهذه الأسواق شبكة من العلاقات الإنتهازية، التي تخلق ظروف وشروط هدر موارد الدولة وامكاناتها، ابتداء من استغلال المأرب المرتبطة بها، و مرورا بضعف مراقبة السلع و المنتوجات المعروضة بها، بحيث تعرف بعض الاسواق الدبيحة السرية، و بيع المواد الغذائية المنتهية صلاحيتها، كل ذلك اصبح شبه مهيكل في ظل الفوضى والتواطئ المتعدد.
    ومما يسهل هذه الفوضى:
  • نقص على مستوى الموارد البشرية المؤهلة لمواكبة تدبيرها والمراقبة المستمرة لعقود التدبير،
  • عدم وضوح دفاتر التحملات والتزامات الأطراف المتعاقدة المتمثلة في الجماعة من جهة، ومكتري السوق من جهة أخرى.

3 جهود وزارة الداخلية تحتاج الى إرادة الشركاء و انخراطهم!

كشفت وزارة الداخلية عن إعداد دراسة من أجل إعادة هيكلة الأسواق الأسبوعية واحترافية تدبيرها، مشيرة إلى أنها تهدف إلى النهوض بوضعيتها وتحسين تنظيمها وتطوير آليات اشتغالها، وإلى أنها أسفرت عن مجموعة من الخلاصات، تتعلق بالإطار القانوني والتنظيمي والتدبيري للأسواق الأسبوعية. وفي هذا الصدد، تم إعداد دليل لتدبير الأسواق الأسبوعية يعرف بالتنظيم النموذجي للسوق الأسبوعي، وأنماط تدبيره والوثائق الضرورية للتعاقد من أجل الاستئناس بها؛ وذلك في أفق تنظيم وتدبير احترافي لهذه المرافق.

كما تم إعداد دراسة من طرف القطاع الحكومي المكلف بالتجارة، بشراكة مع وزارة الداخلية، حول تطوير العرض التجاري بالعالم القروي، مكنت من اقتراح الآليات الكفيلة بتطوير التجارة القروية، خاصة بالأسواق الأسبوعية، باعتبارها من أهم التجهيزات الاقتصادية المتواجدة بالعالم القروي.
وكشفت وزارة الداخلية مساهمتها بمبلغ 61.7 ملايين درهم ما بين سنتي 2021 و2022 من أجل تأهيل مجموعة من الأسواق الأسبوعية التي كانت تعرف نقصا حادا في تجهيزاتها، لافتة إلى عصرنة ما يقارب 100 سوق أسبوعي ضمن مخطط الجيل الأخضر 2020_2030.
لا يمكن في هذه المقالة الا أن اشكر السيد البركاني نورالدين على بعض المعطيات الأساسية التي اعتمدت في صياغة المقالة.

إكمال القراءة

آراء

السياسات اولا… عن وزارة الجازولي المغربية وإعادة هيكلة منظومة دعم الاستثمار المصرية

منشور

في

بقلم

 
لعل إعادة هيكلة الهيئات المسئولة عن جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر من الموضوعات التي لم يتطرق إليها الحوار العام الدائر حاليا حول الإصلاح الاقتصادي في البلاد. وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها الحكومة المصرية مؤخرًا في التسويق الخارجي، إلا أنّ تلك الجهود مازالت تفتقد لأداء مؤسسي متكامل قادر على تلبية طموح المستثمرين (والدولة) في بيئة أعمال جاذبة للاستثمار. وفي هذا المقال، أتطرق لتجربة المملكة المغربية في إنشاء وزارة للاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، والتي -في رأيي- تلقي الضوء على الاختصاصات المؤسسية المفقودة داخل منظومة دعم الاستثمار المصرية.
 
ودعونا نبدأ بالمرسوم الحكومي الصادر في الجريدة الرسمية المغربية، يوم 9 فبراير 2022، والذي حدد اختصاصات وتنظيم وزارة الاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية. وأناط المرسوم بالوزارة إعداد الاستراتيجية الوطنية لتنمية الاستثمار ودعمه وتشجيعه، والعمل على متابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية وتقييمها، مع المساهمة في تطبيق رؤية واعية للنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالاستثمار، ووضع برنامج عمل حكومي لتحسين مناخ الأعمال ومتابعة تنفيذه.
 
ومما سبق ندرك أنّ من أبرز الاختصاصات التي نفتقدها في مصر، والموكلة للوزارة المغربية، هي المهام المتعلقة بمتابعة تنفيذ السياسات العامة وتقييمها، للتحقق من فعاليتها وتناغمها، والعمل على تحقيق الانسجام بين السياسات العامة والسياسات القطاعية. عُهد أيضًا للوزارة المغربية، مهمة وضع نظام للإنذار المبكر في مجالات الاستثمار، وبرامج للتعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتشاور مع مختلف الأطراف الفاعلة فيما يتعلق بالأطر التشريعية والتنظيمية، والمشاركة في اجتماعات المؤسسات والمنظمات الدولية المتخصصة في الاستثمار وريادة الأعمال.
 
من ناحية أخرى يكتسب اختيار السيد/ محسن الجزولي وزيرًا منتدبًا لدى رئيس الحكومة وتكليفه بالإشراف على الاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية في أكتوبر 2021، دلالة واضحة، خاصة بعد تجربته الوزارية السابقة التي تولى خلالها حقيبة الشؤون الإفريقية. وتؤكد هذه الدلالة على رؤية الدولة المغربية في انتقاء قيادات حكومية شابة قادرة على التفاعل محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومواكبة المتغيرات التي تحيط بالمنطقة والعالم. وعلى المستوى الأكاديمي، تخرج محسن الجزولي في جامعة Paris-IX Dauphine الفرنسية، كما سبق له الحصول على درجة الماجستير في هندسة دعم القرار، وماجستير علوم الحاسوب التطبيقية في إدارة الأعمال من جامعة Paris XI Orsay، وهو ما مكّنه بعد ذلك من الانطلاق في عالم الاستشارات وإدارة الشركات في كل من أوروبا والمغرب. وخلال هذه الفترة تمكن الجزولي من صقل تجربته وخبراته العملية في عدد من المكاتب الاستشارية المرموقة، خاصة مكتب Ernst & Young، كما أسس مكتب Valyans للاستشارات، والذي ٍيعتبر أول مكتب استشاري في المغرب، والذي تحول فيما بعد لمؤسسة معتمدة في دعم المؤسسات في الاستراتيجيات والاستشارات والتفعيل. الجزولي عضو في مركز الأبحاث CDS – Conseil pour le Développement et la Solidarité– المكلف بإعداد الدراسات والمقترحات في مجال السياسات العامة والاقتصاد في المملكة المغربية.

عكست اختصاصات وزارة محسن الجازولي رؤية متكاملة وعصرية لدعم منظومة الاستثمار المغربية. وتعتمد تلك الرؤية في جوهرها على ارتباط تهيئة مناخ استثماري مواتي بممارسات مؤسسيه قادرة على احداث نقله نوعية في منظومة صنع السياسات العامة من حيث الجوده والتناغم والتفاعل (المجتمعي والخارجي). واختتم مقالي بنصيحة للحكومة المصرية تتلخص في الاتي “السياسات اولا…ثم بعد ذلك يأتي التسويق”.

بقلم مصطفى محرم، خبير السياسات العامة

إكمال القراءة
Advertisement
التحدي 24منذ ساعة واحدة

رئيس دولة الإمارات يعين الشيخ خالد بن محمد وليا لعهد أبوظبي

جهاتمنذ ساعتين

أكادير.. أزيد من 6300 مستفيد من عملية الدعم الغذائي “رمضان 1444”

التحدي 24منذ 3 ساعات

لجنة العمال المهاجرين بجنيف تثير مأساة آلاف المغاربة المطرودين من الجزائر

التحدي 24منذ 8 ساعات

جدل حول مغني الراب بوبا قبل ثلاثة أشهر من حفله بالمغرب

التحدي 24منذ 9 ساعات

جلالة الملك : المغرب أصبح اليوم وجهة عالمية لا غنى عنها بالنسبة لقطاعات متطورة

التحدي 24منذ 10 ساعات

ارتفاع تحويلات مغاربة العالم والشامي يكشف أين تصرف

جهاتمنذ 11 ساعة

التوقيع على اتفاقيتين لدعم جماعة الدار البيضاء بمبلغ 94,7 مليون أورو

التحدي 24منذ 12 ساعة

سفارة فرنسا تنفي أن تكون قنصلياتها قد عرقلت منح التأشيرات  للائمة المغاربة  

اقتصادمنذ 13 ساعة

جهة الشرق.. إحداث أزيد من 400 مقاولة خلال ينايرالمنصرم

جهاتمنذ 14 ساعة

التهديد بالسلاح الأبيض من داخل وكالة لتحويل الأموال يورط شخصا بالقصر الكبير

الأكثر تداولاً

تواصلوا معنا