آراء
محلل سياسي: هل يكرّس قانون وزير العدل المغربي “العقوبات البديلة” واقع أن السجن للفقراء فقط؟!
نشر الكاتب والمحلل السياسي المغربي بلال التليدي مقال رأي رصد من خلاله قراءته لمحتوى قانون “العقوبات البديلة” مجيبا على سؤال : هل يكرّس قانون وزير العدل المغربي “العقوبات البديلة” واقع أن السجن للفقراء فقط؟!

منشور
منذ شهرينفي
بقلم
التحدي
نشر الكاتب والمحلل السياسي المغربي بلال التليدي مقال رأي رصد من خلاله قراءته لمحتوى قانون “العقوبات البديلة” مجيبا على سؤال : هل يكرّس قانون وزير العدل المغربي “العقوبات البديلة” واقع أن السجن للفقراء فقط؟!
عربي بوست*
زوبعة جديدة فجّرها وزير العدل المغربي، السيد عبد اللطيف وهبي، وأثارت جدلاً كبيراً على مختلف وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وأيضاً على مستوى النقاش في مجلس النواب (البرلمان). ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر فحوى قانون “العقوبات البديلة”، الذي كان يبشر المغاربة بقرب إقحامه في المنظومة الجنائية، طرح هذا القانون (مشروع قانون) إمكانية أن يقوم السجناء ومقترفو الجرائم بشراء مدة حبسهم، وذلك بدفع مبلغ يتراوح ما بين 100 و2000 درهم عن يوم حبسهم، لتمكينهم من مغادرة السجن أو عدم دخوله أصلاً.
من حيث المبدأ، لا تمثل العقوبة بالغرامات المالية شيئاً جديداً في التشريعات الجنائية، سواء التي تستند إلى مصادر الشريعة الإسلامية، أو التي تستوحي نصوصها من التجربة القانونية الإنسانية.
في التجارب القانونية الجنائية لعدد من الدول، ثمة توجه واضح لاعتماد العقوبات البديلة بمختلف أنواعها، لكن مع هذه التجارب تضع شروطاً وتقييدات دقيقة توضح شروط استعمال هذه العقوبة أو تلك من بين العقوبات البديلة. وقد سبقت بعض الدول العربية، مثل حالة العراق، إلى تطبيق هذه العقوبات البديلة، وذلك منذ سنة 1969، وكان تعليل المشرع العراقي أن مقاصد الردع والإصلاح التي تسعى القوانين الجنائية إلى تحقيقيها لم تحققها العقوبات السالبة للحرية، بل باتت عقوبات السجن تتسبب في مشكلات تزيد من تضخم الجرائم في المجتمع، ما تطلب معه التفكير في العقوبات البديلة.
النقاش الذي أثاره هذا القانون في الأوساط الإعلامية والبرلمانية والأكاديمية المغربية لا يدور اليوم حول مشروعية الانفتاح على هذا النوع المعاصر من العقوبات، فالتجارب الدولية والعربية تسير في هذا الاتجاه، وتحاول توطين هذه العقوبات البديلة ضمن منظومتها الجنائية.
المشكلة تطرح على مستوى آخر بالضرورات التي دفعت وزير العدل المغربي لاعتماد هذه العقوبات، وما إذا كانت مبنية على تقييم لواقع المنظومة الجنائية، ووجود قناعة ترتبت عن هذا التقييم بمحدودية العقوبات السالبة للحرية في تحقيق مقاصد المنظومة الجنائية في تحقيق مقاصد الردع والإصلاح.
وزير العدل المغربي، السيد عبد اللطيف وهبي، الذي لم ينته بعد من مواجهة زوبعة أثارها امتحان الولوج لمهنة المحاماة، اعتبر أن الدافع الأساسي لاعتماد هذه العقوبات البديلة، هو الاكتظاظ في السجون، وعدم قدرة المؤسسة السجنية على الوفاء بمتطلبات هذا العدد المتضخم من السجناء. وزير العدل المغربي لا يخفي من خلال طرحه لهذه العقوبات البديلة لمسته “الحداثية” على المنظومة الجنائية، من خلال المضي في اتجاه التقليص من العقوبات السالبة للحرية، والاقتراب من التشريعات الجنائية المعاصرة، التي تَستلهم نصوصها من منظومة حقوق الإنسان.
الدراسات والتقييمات التي أُجريت داخل أروقة وزارة العدل لأكثر من عقد من الزمن، تفيد بأن العامل الرئيسي الذي يفسر ظاهرة اكتظاظ السجون يعود إلى “الاعتقال الاحتياطي”، وعدد من المسؤولين الذين كانوا تداولوا على هذا القطاع، من بينهم السيد مصطفى الرميد، والسيد محمد الناصري، قدموا توصيات جريئة لحل هذه الظاهرة، ولم يحصل حتى الآن التوافق بين الفاعلين المؤثرين في المنظومة الجنائية على تطبيقها.
وزير العدل المغربي بدل أن يمضي رأساً إلى حل مشكلة اكتظاظ السجون، فضّل أن يجعل من هذه المشكلة المعضلة مبرراً للجوء إلى العقوبات البديلة، واقتراح غرامات مالية تخلص السجين أو المحكوم عليه من السجن.
المثير في سلوك السيد الوزير أنه لم يجعل العقوبات البديلة حلاً لمشكلة الاعتقال الاحتياطي، التي تعتبر السبب الأول في ظاهرة اكتظاظ السجون، فهذه الحالة (الاعتقال الاحتياطي)، لا تعتبر في القانون الجديد من دواعي اعتماد العقوبات البديلة، لأن الاعتقال الاحتياطي هو إجراء يسبق النطق بالحكم، بل هو مجرد إجراء يسمح بتعميق البحث واستجماع المعطيات التي تسهل المحاكمة.
وزير العدل المغربي لم يعمل على أن توفر وزارته للرأي العام خلاصات دراسات وإحصاءات أنجزتها لتقييم أثر العقوبات السالبة للحرية، وبشكل خاص، ظاهرة العودة للجريمة، حتى يتم بناء قناعات بشأن هذه العقوبات السالبة، وهل صارت غير قادرة على تحقيق أهدافها الردعية والإصلاحية؟ أم أن المشكلة في مكان آخر، يتطلب البحث عنه؟
الخلفية الحقوقية في اللجوء إلى العقوبات البديلة واضحة، فالنقاش الذي يثيره الناشطون الحقوقيون يستدعي تأثير العقوبة السالبة للحرية على نفسية المحكوم، والآثار الاجتماعية التي تلاحقه بعد انقضاء المدة، وإهدار طاقته، وتعطيل قدرته على الإنتاج والعمل لصالح المجتمع، فضلاً عن التكاليف الباهظة التي تصرفها الدولة لرعاية السجناء.
لكن مهما كانت تبريرات الحقوقيين، فإن حكمة المشرع في العقوبة تَبني أساساً فكرةَ الردع على هذه الآثار، وتفتح قوساً للإصلاح من خلال السياسة السجنية. ولذلك، المفترض في التأسيس لأي مشروع قانوني يخص السياسة الجنائية، أن ينطلق من تقييم تأثير العقوبات المعمول بها في تحقيق الردع والإصلاح، لا مراعاة نفسية المقترف للجريمة على حساب مصالح المجتمع وأمنه واستقراره.
السيد وزير العدل المغربي، عبد اللطيف وهبي، ومن غير تأطير النقاش القانوني بما يلزم من المعطيات العلمية والميدانية، أطلق تصريحات متسرعة جداً تُبشر بقانون جديد، يستبدل العقوبات السجنية بغرامات مالية، تتيح للمحكومين بها شراء مدد سجنهم بها، لكن المشكلة هذه المرة، بالإضافة إلى مشكلة الإطار الفلسفي المبرر للجوء للعقوبات البديلة، تمس أهم المبادئ الموجهة للقاعدة القانونية، أي قاعدة العموم، وما يترتب عليها من الشرعية ومراعاة المساواة، كما تُسهم في زعزعة المنظومة الجنائية.
بيان ذلك أن استبدال العقوبات السالبة للحرية بالغرامات المالية، سيكرس من حيث المبدأ واقع عدم عموم القاعدة القانونية، لأن هذا الإجراء القانوني يستهدف بدرجة أولى الأغنياء من المحكومين دون الفقراء، ومن ثم فإنه يمس بمبدأ المساواة، ويعرض شرعية القانون للتهديد، ما دام الفقراء سيكونون خارج الاعتبار، وغير مشمولين بفوائد هذا القانون الجديد.
حيثيات النص القانوني الوارد في مشروع قانون العقوبات البديلة، حاولت أن تظهر من حيث الشكل تقديراً لهذا الاعتبار، إذ تم وضع مجال واسع في مبالغ الغرامة المالية بين الحد الأدنى (100 درهم) وبين حدها الأقصى (2000 درهم)، وأن ذلك حتى تظهر حجة التمييز بين الأغنياء والفقراء ضعيفة وفاقدة للمضمون، لكن حيثيات القانون نفسه تتحدث عن ارتباط الغرامة بنوع الجريمة وخطورتها، والآثار المترتبة عليها، أي أن بعض الجرائم سيكون من المستحيل جداً النزول بغرامتها إلى الحد الأدنى، أو ما يتجاوزه بقليل، ليضيق بذلك الفارق بين الحد الأقصى والحد الأدنى في بعض الجرائم، وهي الحالة التي يطرح فيها بوضوح المس بمبدأ المساواة، وبالتالي الطعن في شرعية القاعدة القانونية، إذ سيصير الأغنياء وحدهم قادرين على استبدال العقوبات السالبة للحرية بالغرامات المالية، ليتكرس واقع جديد يقرر أن السجن مُنشأ فقط للفقراء.
الخطير في المقاربة التي طرحها وزير العدل المغربي، السيد عبد اللطيف وهبي، هو ما سيترتب على استبدال العقوبات السالبة للحريات بالغرامات المالية من هدم البناء الجنائي برمته، إذ ستُسهم هذه الغرامات في استسهال فئة من الميسورين لبعض الجرائم، وإقدامهم على ارتكابها، ما دامت هناك دائماً فرصة لشراء السجن بالمال.
قد يرى البعض أن الجرائم المعنية بهذه العقوبات محدودة من جهتين، من جهة أنها تخص الجرائم التي لا تزيد عقوبتها الحبسية عن سنتين، ومن جهة أنها لا تعني بعض الجرائم التي استثناها المشرع، مثل جرائم الاختلاس أو الغدر أو الرشوة أو استغلال النفوذ، والاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية، والاتجار في الأعضاء البشرية، والاستغلال الجنسي للقاصرين.
لكن، مهما يكن الأمر فما دامت هناك طريقة مقدور عليها للتخلص من العقوبة، فذلك يزيل عنصر الردع، ويُبطل مفعول العقوبة برمتها، ويجعل القانون الجنائي فاقداً لمعناه، خاصة أن المشرع لا يستصغر أي جريمة مهما كانت، سواء تلك التي ترتب عليها عقوبات مشددة، أم التي ترتب عليها عقوبات مخففة، فوازع الردع مقصود في كل العقوبات من دون استثناء، فلا مبرر لإزالة عنصر الردع بتقرير عقوبات يقدر عليها الميسورون، خاصة أن هناك من سيجرؤ ليس فقط على فعل الجريمة، بل على تهديد الغير بالقدرة على فعلها، وإعادة فعلها، وسداد الغرامة المالية لتلافي الدخول إلى السجن.
هذا النوع من مقاربة المنظومة الجنائية، بوضع أساس خطير للمس بمبدأ المساواة في القاعدة القانونية، وجعل السجن مكاناً للفقراء دون غيرهم، وتمكين الأغنياء من التخلص بالمطلق من عقوبة السجن، لاسيما في العقوبات المشمولة بهذا النوع من العقوبات البديلة (الغرامات المالية)، يكرس واقع أن حكومة السيد عزيز أخنوش جاءت في الأصل لتعبّر عن مصالح الأغنياء، والجديد الذي سجله هذا القانون، أن هذه الحكومة لا تقتصر فقط على التفكير في أبناء البلد الذين يتمتعون بالحرية، بل تضع نصب عينها مصالح الأغنياء، الذين هم في السجن، أو الذين يُفترض في القادم من الأيام أن يتعرضوا لعقوبة سجنية، فجاء السيد عبد اللطيف وهبي ليعطي ضمانةً لهم، من خلال هذا القانون، بأن المكان الطبيعي للأغنياء في زمن حكومة أخنوش هو مجال الأعمال، وأن الفئة الوحيدة التي تستحق السجن في الماضي والحاضر والمستقبل هي فئة الفقراء.
هذا النوع من مقاربة المنظومة الجنائية، بوضع أساس خطير للمس بمبدأ المساواة في القاعدة القانونية، وجعل السجن مكاناً للفقراء دون غيرهم، وتمكين الأغنياء من التخلص بالمطلق من عقوبة السجن، لاسيما في العقوبات المشمولة بهذا النوع من العقوبات البديلة (الغرامات المالية)، يكرس واقع أن حكومة السيد عزيز أخنوش جاءت في الأصل لتعبّر عن مصالح الأغنياء، والجديد الذي سجله هذا القانون، أن هذه الحكومة لا تقتصر فقط على التفكير في أبناء البلد الذين يتمتعون بالحرية، بل تضع نصب عينها مصالح الأغنياء، الذين هم في السجن، أو الذين يُفترض في القادم من الأيام أن يتعرضوا لعقوبة سجنية، فجاء السيد عبد اللطيف وهبي ليعطي ضمانةً لهم، من خلال هذا القانون، بأن المكان الطبيعي للأغنياء في زمن حكومة أخنوش هو مجال الأعمال، وأن الفئة الوحيدة التي تستحق السجن في الماضي والحاضر والمستقبل هي فئة الفقراء.
قد يعجبك
-
جلالة الملك يترأس الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية
-
بنك المغرب: القروض البنكية بالمغرب تتراجع لـ6 بالمئة في فبراير
-
دعوات لتنظيم وقفات احتجاجية بمختلف المدن المغربية تعبيرا عن رفض تردي الأوضاع المعيشية و ارتفاع الأسعار
-
تقرير أممي: الجوع وسوء التغذية في المنطقة العربية وصلا لمستويات حرجة
-
بالفيديو… سفارة الصين بالمغرب تمول مؤسسة اعبابو لتوزيع قفف رمضانية
-
جلالة الملك يهنئ رئيس الإمارات بتعيين نجله وليا للعهد في إمارة أبوظبي
آراء
حمضي الطيب يكتب: الفقيد عبد الواحد الراضي.. “المعارضه ثابْتَه.. والصواب يكون”
هذه العبارة تلخص إلى حد كبير شخصية، وأخلاق عبد الواحد الراضي. قالها خلال اجتماع حزبي كان يتداول في علاقة الإتحاد بالملك الراحل الحسن الثاني…

منشور
منذ 3 أيامفي
29 مارس 2023بقلم
التحدي
هذه العبارة تلخص إلى حد كبير شخصية، وأخلاق عبد الواحد الراضي. قالها خلال اجتماع حزبي كان يتداول في علاقة الإتحاد بالملك الراحل الحسن الثاني إبان فترة صعبة. قال عبارته “المعارضه ثابْتَه، والصواب يكون”. النضال مبدئي وهو لا يتعارض مع أخلاق الحوار والاحترام. وتلك كانت فلسفته.
الفقيد عبد الواحد الراضي، رحمة الله عليه، مناضل وسياسي ووطني ورجل دولة من الطراز الرفيع. عرفته شخصيا على امتداد عقود، منذ كنت تلميذا وعضوا بالشبيبة الاتحادية، وتوطدت معرفتي به وعلاقتي به على امتداد السنوات.
رجل أنيق في فكره، في خطابه، في تعامله، في علاقاته. واضح وصريح. ينظر إلى المستقبل دائما وينظر إلى الوطن قبل كل شيء.
أقدره كثيرا وأعتز به وبمعرفته واحترمه أكثر وأكثر. التقيته في عدة مناسبات، قدمته في عدة لقاءات وندوات واجتماعات وتجمعات.
اجتمعنا مرات عديدة، ناقشنا عددا من القضايا. لم تتغير مكانته لدي وتقديري له رغم العواصف التي مرت. تكوين فكري عميق يبسطه بروحه المرحة وروح النكته والفكاهه والأمثال الشعبية المغربيه.
كان كلما التقينا إلا ويقدمني ويصفني أمام الحاضرين ومُجالسيه باعتزاز وأوصاف تُخجلني لفرط تقديره.
أول مرة التقيت به كنت أبن ال 15 سنة ربما، وآخر مرة التقيته وكنت قد غادرت سفينة الاتحاد قبل سنوات عدة، سمعتُ منه كالعادة شهادة أعتز بها في حقي وحق عائلتي: “عندي عزيز وولد الناس وماشي غير هو، عائلتو كلها عائلة مناضلة وطيبه، خوتو كلهم كنعرفهم وكلهم ولاد الناس. فكلشي ديالو مناضل من قلبو، لي دارو كيديرو من قلبو …”.
اليوم هو بجوار ربه، اللـهـم أنزله منازل الصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وصبرا جميلا لأهله وأحبته.
الصورة يتوسطها الفقيد خلال احدى المؤتمرات حيث زارنا يتفقد سير أشغال المؤتمر وكنت أقدم له أعضاء اللجنة وأشغالها، وكعادته يحول كل اللحظات إلى لحظات فرح، وكعادتي به أستمتع ويستمتع الحاضرون بتعليقاته ونضحك ملئ قلوبنا.
آراء
هل الأسواق الأسبوعية رافعة اقتصادية و اجتماعية بالمغرب؟
كل المغاربة فقيرهم وغنيهم، نسائهم ورجالهم يعرفون السوق الاسبوعي الاقرب من سكناهم ، سواء كانوا بالمدن او القرى او البوادي…

منشور
منذ 4 أيامفي
27 مارس 2023بقلم
محمد الخمسي
كل المغاربة فقيرهم وغنيهم، نسائهم ورجالهم يعرفون السوق الاسبوعي الاقرب من سكناهم ، سواء كانوا بالمدن او القرى او البوادي، ومن منا لم يرافق يوما ما احدا من أقاربه لتمتع بجولة في السوق! خاصة في عالم القرى والبوادي، حيث تمثل هذه اللحظة لحظة التجول فرصة اكتشاف عوالم متعددة، ابتداء بالمأكولات و مرورا بفواكه والخضروات، و الملابس و الحاجات، إذ يمثل السوق الاسبوعي خدمة اقتصادية واجتماعية أساسية وضرورية للأسرة المغربية ، سواء كانت فقيرة او من الطبقة المتوسطة، هذه الأسواق التي تمثل شرايين الحياة، و نشاطا اجتماعيا اقتصاديا بامتياز، كان لها من قبل ولا زال دور التواصل، و تقصي الاخبار، و تبادل المعلومات، وايضا تحقيق نوع من الاندماج الاجتماعي بين الاجيال، كما يمثل السوق الاسبوعي ايضا لحظة تسوية كثير من الامور الاجتماعية و الادارية، خاصة في العوالم القروية النائية، التي يغتنمها المواطن من خلال ازدياد حركة النقل في يوم السوق، اذ تنشط كل وسائل النقل في هذا اليوم، فتكون فرصة الوصول الى مختلف الإدارات و قضاء ما يلزم قضاءه.
1 قراءة في بعض المعطيات و الارقام
تقدر وزارة الداخلية عدد الأسواق الأسبوعية بحوالي 822 سوقا، موزعة على 67 إقليما وعمالة، بمعدل 12 سوقا في كل عمالة وإقليم، وهو رقم يعكس في المعدل حركة و نشاط اقتصادي مهم، كما يعكس ذلك في الحد الأدنى ان كل يوم من الاسبوع يعرف تقريبا ما بين سوق او سوقين بعمالة او اقليم، وهو معطى يكشف عن حركية اقتصادية، و قدر من الاستهلاك للحاجيات الاسبوعية، خاصة ما يتعلق بالمجال الغذائي.
كما تشير المعطيات الى هيمنة المجال القروي، وهو أمر طبيعي لكونها لا تعرف الاسواق العصرية الكبرى بحيث يمثل 91 % من الأسواق الأسبوعية القروية (753 سوقا)، في مقابل 9 ٪ بالوسط الحضري اذا لا تتجاوز 69 سوقا؛
و من المعطيات المهمة والتي تحتاج الى دراسة، هل هناك تناسب المساحة بالخدمة؟ ، اذ تصل مساحة هذه الأسواق حوالي 2455 هكتارا، وتمثل 73٪ فوق أراض تابعة للملك الجماعي؛ في حين يبلغ عدد روادها حوالي 2.6 ملايين أسبوعيا، ولا ندري هل يتم استغلال هذه المساحات بعقلانية وترشيد؟ و هل تحقق شروط السلامة و الوقاية؟ ، وهل هذه المساحات تلائم و تتناسب وحجم النشاط الاقتصادي الذي تعرفه هذه الأسواق ؟ هذه بعض الاسئلة المرتبطة بين المساحة و نشاط السوق الاسبوعي.
ان قراء للحركة الاجتماعية والاقتصادية خلال اسبوع تعطي فكرة سنوية عن حجم ونشاط الاقتصاد المرتبط بالاسواق المغربية، و هنا يمكن القول ان الامر يفرض اربع أسس للمواكبة:
1 دراسة اجتماعية اقتصادية تسبق اي تطوير وتغيير، طبعا اذا كنا نؤمن بأهمية الاشتغال وفق قواعد العلم ، و الاحصاء والرصد والتحليل،
2 عصرنة هذه الأسواق ورقمنة كثير من معطياتها، لكونها خزان ثمين للمعلومات الاجتماعية والاقتصادية للمغرب،
3 بناء نماذج وفق تجارب فضلى و معيارية والسعي إلى تعميمها كنماذج مرجعية ناجحة،
4 دعم وتكوين كثير ممن يعيشون اقتصاديا و اجتماعيا من خلال هذه الاسواق، وخاصة في مجال السلامة الصحية و الجسمية بكل انواعها، و التاهيل والتكوين في ما يتعلق بالخدمات الكبرى ، وايضا في مجال التدبير والتسيير.
لا شك ان مداخيل هذه الأسواق لا زالت متواضعة اذا ما قورنت بحجم الإمكانات و الزمن و الموارد، فهي لا تفوق حوالي 313 مليون درهم سنويا، بمعدل 389 ألف درهم لكل سوق؛ فيما تتجاوز 69 في المائة من هذه المداخيل 200.000 درهم سنويا، ويتم تدبير 60 في المائة منها عن طريق الإيجار.
2 رافعة اقتصادية واجتماعية في حاجة إلى إعادة التأهيل!
ان الزائر لمعظم الأسواق المغربية سيجد انها في حاجة إلى اعادة تأهيل معظمها حتى تؤدي وظيفتها الاجتماعية والاقتصادية ، كما ان الفاعل السياسي المحلي مطالب بوضع مخططات تنفيذية، للرفع من جودة خدمتها و تطوير موارد الجماعات المحلية، و لا يمكن حصر كل الاختلالات لكن يمكن رصد أهمها :
- تقادم البنيات التحتية وضعف التجهيزات بها، بل هناك اسواق حديثة سرعان ما عرفت انهيارات لبنايتها وتعطل شبكة الماء والكهرباء بها ، عكس اسواق بقيت بعد الاستقلال ببنايات محترمة ووفق معايير مناسبة، و لعل من أسباب هذه الاختلالات ضعف التتبع، بل غياب دفتر تحملات واضح عند الانجاز، و يمكن القول اننا بذلك ندخل حلقة مفرغة، بحيث تحت مبرر ضعف مداخيل هذه الاسواق مقارنة مع المؤهلات التي تتوفر عليها، كانت سببا من أسباب الاهمال والفوضى فيها، بل تعتبر الأسواق الأسبوعية احدى مراتع الريع بالعالم القروي والحضري على السواء، مع غياب استغلال معقلن لفضاءاتها، وعدم توفر معايير السوسيو-اقتصادية لتنظيمها و توزيعها، يجعلها احدى الفضاءات التي تعشش فيها كل أنواع الفوضى في التدبير والتسيير، كما يحيط بهذه الأسواق شبكة من العلاقات الإنتهازية، التي تخلق ظروف وشروط هدر موارد الدولة وامكاناتها، ابتداء من استغلال المأرب المرتبطة بها، و مرورا بضعف مراقبة السلع و المنتوجات المعروضة بها، بحيث تعرف بعض الاسواق الدبيحة السرية، و بيع المواد الغذائية المنتهية صلاحيتها، كل ذلك اصبح شبه مهيكل في ظل الفوضى والتواطئ المتعدد.
ومما يسهل هذه الفوضى: - نقص على مستوى الموارد البشرية المؤهلة لمواكبة تدبيرها والمراقبة المستمرة لعقود التدبير،
- عدم وضوح دفاتر التحملات والتزامات الأطراف المتعاقدة المتمثلة في الجماعة من جهة، ومكتري السوق من جهة أخرى.
3 جهود وزارة الداخلية تحتاج الى إرادة الشركاء و انخراطهم!
كشفت وزارة الداخلية عن إعداد دراسة من أجل إعادة هيكلة الأسواق الأسبوعية واحترافية تدبيرها، مشيرة إلى أنها تهدف إلى النهوض بوضعيتها وتحسين تنظيمها وتطوير آليات اشتغالها، وإلى أنها أسفرت عن مجموعة من الخلاصات، تتعلق بالإطار القانوني والتنظيمي والتدبيري للأسواق الأسبوعية. وفي هذا الصدد، تم إعداد دليل لتدبير الأسواق الأسبوعية يعرف بالتنظيم النموذجي للسوق الأسبوعي، وأنماط تدبيره والوثائق الضرورية للتعاقد من أجل الاستئناس بها؛ وذلك في أفق تنظيم وتدبير احترافي لهذه المرافق.
كما تم إعداد دراسة من طرف القطاع الحكومي المكلف بالتجارة، بشراكة مع وزارة الداخلية، حول تطوير العرض التجاري بالعالم القروي، مكنت من اقتراح الآليات الكفيلة بتطوير التجارة القروية، خاصة بالأسواق الأسبوعية، باعتبارها من أهم التجهيزات الاقتصادية المتواجدة بالعالم القروي.
وكشفت وزارة الداخلية مساهمتها بمبلغ 61.7 ملايين درهم ما بين سنتي 2021 و2022 من أجل تأهيل مجموعة من الأسواق الأسبوعية التي كانت تعرف نقصا حادا في تجهيزاتها، لافتة إلى عصرنة ما يقارب 100 سوق أسبوعي ضمن مخطط الجيل الأخضر 2020_2030.
لا يمكن في هذه المقالة الا أن اشكر السيد البركاني نورالدين على بعض المعطيات الأساسية التي اعتمدت في صياغة المقالة.
آراء
السياسات اولا… عن وزارة الجازولي المغربية وإعادة هيكلة منظومة دعم الاستثمار المصرية

منشور
منذ أسبوع واحدفي
22 مارس 2023بقلم
التحدي
لعل إعادة هيكلة الهيئات المسئولة عن جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر من الموضوعات التي لم يتطرق إليها الحوار العام الدائر حاليا حول الإصلاح الاقتصادي في البلاد. وعلى الرغم من الجهود الجادة التي تبذلها الحكومة المصرية مؤخرًا في التسويق الخارجي، إلا أنّ تلك الجهود مازالت تفتقد لأداء مؤسسي متكامل قادر على تلبية طموح المستثمرين (والدولة) في بيئة أعمال جاذبة للاستثمار. وفي هذا المقال، أتطرق لتجربة المملكة المغربية في إنشاء وزارة للاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، والتي -في رأيي- تلقي الضوء على الاختصاصات المؤسسية المفقودة داخل منظومة دعم الاستثمار المصرية.
ودعونا نبدأ بالمرسوم الحكومي الصادر في الجريدة الرسمية المغربية، يوم 9 فبراير 2022، والذي حدد اختصاصات وتنظيم وزارة الاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية. وأناط المرسوم بالوزارة إعداد الاستراتيجية الوطنية لتنمية الاستثمار ودعمه وتشجيعه، والعمل على متابعة تنفيذ هذه الاستراتيجية وتقييمها، مع المساهمة في تطبيق رؤية واعية للنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالاستثمار، ووضع برنامج عمل حكومي لتحسين مناخ الأعمال ومتابعة تنفيذه.
ومما سبق ندرك أنّ من أبرز الاختصاصات التي نفتقدها في مصر، والموكلة للوزارة المغربية، هي المهام المتعلقة بمتابعة تنفيذ السياسات العامة وتقييمها، للتحقق من فعاليتها وتناغمها، والعمل على تحقيق الانسجام بين السياسات العامة والسياسات القطاعية. عُهد أيضًا للوزارة المغربية، مهمة وضع نظام للإنذار المبكر في مجالات الاستثمار، وبرامج للتعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتشاور مع مختلف الأطراف الفاعلة فيما يتعلق بالأطر التشريعية والتنظيمية، والمشاركة في اجتماعات المؤسسات والمنظمات الدولية المتخصصة في الاستثمار وريادة الأعمال.
من ناحية أخرى يكتسب اختيار السيد/ محسن الجزولي وزيرًا منتدبًا لدى رئيس الحكومة وتكليفه بالإشراف على الاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية في أكتوبر 2021، دلالة واضحة، خاصة بعد تجربته الوزارية السابقة التي تولى خلالها حقيبة الشؤون الإفريقية. وتؤكد هذه الدلالة على رؤية الدولة المغربية في انتقاء قيادات حكومية شابة قادرة على التفاعل محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومواكبة المتغيرات التي تحيط بالمنطقة والعالم. وعلى المستوى الأكاديمي، تخرج محسن الجزولي في جامعة Paris-IX Dauphine الفرنسية، كما سبق له الحصول على درجة الماجستير في هندسة دعم القرار، وماجستير علوم الحاسوب التطبيقية في إدارة الأعمال من جامعة Paris XI Orsay، وهو ما مكّنه بعد ذلك من الانطلاق في عالم الاستشارات وإدارة الشركات في كل من أوروبا والمغرب. وخلال هذه الفترة تمكن الجزولي من صقل تجربته وخبراته العملية في عدد من المكاتب الاستشارية المرموقة، خاصة مكتب Ernst & Young، كما أسس مكتب Valyans للاستشارات، والذي ٍيعتبر أول مكتب استشاري في المغرب، والذي تحول فيما بعد لمؤسسة معتمدة في دعم المؤسسات في الاستراتيجيات والاستشارات والتفعيل. الجزولي عضو في مركز الأبحاث CDS – Conseil pour le Développement et la Solidarité– المكلف بإعداد الدراسات والمقترحات في مجال السياسات العامة والاقتصاد في المملكة المغربية.
عكست اختصاصات وزارة محسن الجازولي رؤية متكاملة وعصرية لدعم منظومة الاستثمار المغربية. وتعتمد تلك الرؤية في جوهرها على ارتباط تهيئة مناخ استثماري مواتي بممارسات مؤسسيه قادرة على احداث نقله نوعية في منظومة صنع السياسات العامة من حيث الجوده والتناغم والتفاعل (المجتمعي والخارجي). واختتم مقالي بنصيحة للحكومة المصرية تتلخص في الاتي “السياسات اولا…ثم بعد ذلك يأتي التسويق”.
بقلم مصطفى محرم، خبير السياسات العامة

جلالة الملك يترأس الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية

بنك المغرب: القروض البنكية بالمغرب تتراجع لـ6 بالمئة في فبراير

دعوات لتنظيم وقفات احتجاجية بمختلف المدن المغربية تعبيرا عن رفض تردي الأوضاع المعيشية و ارتفاع الأسعار

تقرير أممي: الجوع وسوء التغذية في المنطقة العربية وصلا لمستويات حرجة

بالفيديو… سفارة الصين بالمغرب تمول مؤسسة اعبابو لتوزيع قفف رمضانية

جلالة الملك يهنئ رئيس الإمارات بتعيين نجله وليا للعهد في إمارة أبوظبي

إطلاق مركز لإصدار البطائق الوطنية للتعريف بالدريوش

بنك المغرب: تراجع عدد الوكالات البنكية بالمغرب إلى 5914 سنة 2022

الحكومة تحدد تعويضات “هيئة محاربة الرشوة” وتؤشر على تعيينات جديدة

إصابة في إصبع القدم تغييب أوناحي عن الملاعب لبقية الموسم

6 علماء مغاربة أدهشوا العالم بإنجازاتهم..

عبد الحق عتيق المقاول الذي باع النعناع لإعالة أسرته

هل نسي شنقريحة يوم اعتقاله بالمغرب؟

هام لزبناء الموقع الصيني “SHEIN”

فوزي النجاح.. العبقري صاحب فكرة السيارة التي تعمل بالهيدروجين الأخضر

مقاولون بدأوا من الصفر: الحسين الحبشي نمودج ناجح للشباب المغربي

ايموزار كندر وجهة تقودك إلى معانقة متعة السياحة الجبلية

هام.. احذروا رسالة دعم الحكومة للفقراء بـ3700 درهم التي تغزو “الواتساب”

سعيد ابرنوص: نجم الانترنيت الذي حول تدويناته الى صورة

خبر سار يهم انخفاض أسعار المحروقات ابتداء من الأسبوع المقبل

جهة الشرق تشرع في إطلاق مشاريعها الجديدة من ثمار المبادرة الملكية (صور وفيديو)

فيديو.. “شرقيات” يوحد مسؤولي الجهة حول أهداف التنمية

بالفيديو.. جهة الشرق تحتفي بالخطاب الملكي التاريخي وتستعد لإقلاع تنموي جديد

بالفيديو.. انطلاق محاكمة سعد لمجرد بفرنسا في قضية الإغتصاب

بالفيديو.. فيفا يصدر الأغنية الرسمية للموندياليتو

بالفيديو.. شاهد مستودع الملابس العالمي بملعب طنجة الكبير استعدادا “للموندياليتو”

بالفيديو.. نادي أوكلاند سيتي يشكر المغاربة على كرم الضيافة

صادم.. صرخة سيدة فقدت “رَحِمَهَا” بسبب قابلة (فيديو)

فيديو بيع”الدجاج الميت” يصدم المستهلكين والمهنيون يطالبون بفتح تحقيق (فيديو)

بالفيديو.. حكيمي يفوز بجائزة أفضل رياضي عربي لسنة 2022
الأكثر تداولاً
-
التحدي 24منذ أسبوع واحد
صندوق التقاعد يعجل صرف معاشات الموظفين
-
التحدي 24منذ 5 أيام
إحالة محطتين لـ”طوطال” على النيابة العامة بعدما كشفت التحقيقات بيعها لوقود مغشوش للمغاربة
-
اقتصادمنذ أسبوع واحد
بنك المغرب :قرار رفع سعرالفائدة إلى 3 في المائة سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من 23 مارس 2023
-
التحدي 24منذ أسبوع واحد
رسميا : وزارة الأوقاف تعلن عن أول أيام شهر رمضان 1444هـ بالمغرب.
-
اقتصادمنذ أسبوع واحد
وزيرة الإقتصاد والمالية: الأسواق الوطنية مزودة وبكميات وافرة من كل المواد الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان
-
التحدي 24منذ 6 أيام
تعليمات صارمة لعزل رؤساء الجماعات بسبب تضارب المصالح.. عامل يرفع دعوى لعزل رئيس انتخب قبل أقل من أسبوع
-
التحدي 24منذ أسبوع واحد
جلالة الملك يهنئ ملوك ورؤساء الدول الإسلامية بحلول رمضان
-
التحدي 24منذ 4 أيام
بنسعيد يتفاعل مع حادث إضرام فنان مسرحي النار بجسده أمام مقر وزارة الثقافة