Connect with us

رأي

هل أصبح حزب الله الخاسر الأكبر في المنطقة؟

بتاريخ

الدكتور محمد الخمسي

إن الراصد لحركة الأحداث؛ سيكتشف حقد إيران على محيطها الإقليمي والسعي للانتقام منه منذ نهاية حرب الخليج الأولى، (الحرب العراقية الإيرانية)، التي عرفت عند النظام العراقي ب: “قادسية صدام”، بينما عُرفت في إيران باسم: “الدفاع المقدس”. حرب نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر سنة 1980 حتى أغسطس من سنة 1988؛ حيث أكلت إمكانات البلدين، ولعب الغرب دور المدد بالسلاح سرّاً وجهرًا، بشكل يطيل الحرب ولا يسمح بالحسم.
منذ نهاية هذه الحرب، وضعت

إيران خطة اختراق الدول المجاورة ببرنامج “التخريب من الداخل”!،
فساعدت أمريكا على اجتياح العراق، ثم تسلمته منها، فقتلت علماءه، بل المتفوقين من طلبته، ونهبت آثاره ومتاحفه وبنوكه. ومن إنجازاتها؛ إنشاء “داعش” وتدريبها داخل سورية وتخريب مناطق السنة بالعراق، خاصةً في منطقة الفلوجة التي بقيت عصيّةً على أمريكا نفسها.

ادوات التخريب وجغرافيته:
لقد اعتمد النظام الإيراني أدوات دنيئة؛ منها القتل للعقول والأطر العسكريّة العراقيّة، ونشر الفساد في المؤسسات، وتخريب البنية التحتيّة، وتهجير السنّة وتعميم إرهاب أعمى!! ومحاصرة التيار الصدري، لا لشيء؛ فقط لأنه أراد أن يتحرر من عباءة “قم”، وأن يكون شيعة العراق أولى بقضايا الشيعة في العالم.
أما لبنان؛ فقد صنعت فيه حزبًا عسكريًا، أصبح يهدد الجميع. ودخلت به لبنان، فحجمت سيادة هذا البلد الغني ثقافياً وحضارياً، وخربته سياسياً واقتصادياً تخريباً كاملاً، فحولته إلى دولة فقيرة وعاجزة وفاسدة، وعمقت فيه الطائفيّة بشكل رهيب، ونحرت فيه التعدديّة والعيش المشترك، مما يحتاج إلى ترميم عبر عشرات السنين!!
ثم جاء الدور على اليمن، ووجدت عبد الله صالح قد مهد لها بغباء الدكتاتورية، ودون أن يدري؛ يسر لها الطريق، وساعدها في ذلك البحر، أي إيران، بسبب الموقع الجغرافي، فقامت بتسليح الحوثيين، وهدمت دولة، بل حضارة اليمن، واشتغل معول التقسيم، لتتحول أرض “الحكمة يمانية” وأرض الماء والزراعة، إلى بلد الفقر والقات. دولة مكتملة الفشل في كل شيء!
أمّا سورية، فهي العدو التاريخي، لأنها دولة الأمويين، فبدأت بتدمير النسيج الاجتماعي، والتحريض الطائفي، ووجدت أغبى ديكتاتور على الأرض، لتنفيذ مخطط رهيب ضد شعبه ووطنه، ومما زاد من تعقيد الأمر تقاطع المصالح، مما صنع تواطئاً روسياً معها.
هكذا أصبحت سورية بين قتيل وطريد ومهجر وصامت صمت القبور من شدة الخوف. لقد تعرض الشعب السوري إلى تهجير الملايين نحو تركيا، بل إلى مختلف دول العالم الذي كان شاهد على ذلك، وما صورة الطفل السوري الذي لفظه البحر ميتاً على شواطئ اليونان ببعيدة منّا.
ألسنا في أقصى الجغرافيّة من المنطقة ووصلنا السوريون في أسوأ الظرف والحال، واستقبلهم المغاربة بما يليق بتاريخهم من حسن الكرم والضيافة…!؟
لقد تاجرت إيران، وصدقها الكثير من السذج الذين لا يعرفون عقل (ابن العلقمي)؛ بوهم تحرير القدس وفلسطين، حيث استغلوا عاطفة عمياء، ووظفوا قضية حق وعدل، من أجل الاستقطاب، حيث ركزوا على الشباب الذين كانوا وقوداً لمشارعهم الدموية بالمنطقة.

تحرير القدس تلك الخاتم المغناطيس:
عملت إيران باستغلال فكرة عظيمة، اسمها: “تحرير القدس” من خلال دعم “حزب الله”، هذا الحزب الذي كان سلاحه أقوى من سلاح جيش الدولة اللبنانية، ووظفته إيران لأغراضها السياسية تحت عنوان: “المقاومة” التي لم يبق له منها شيء. وكان أهم شرط تحتاجه أي مقاومة في العالم؛ هو استقلال قرارها السياسي. هذا الزر كان ممنوعاً من طرف إيران، إذ جعلت حزب الله جماعة وظيفيّة تنفد الأجندة المكتوبة في طهران.
لقد حرم مبكراً حزب الله، ومنذ النشأة، من استقلال بندقيته. فقد أحكمت إيران القبضة على كل الأدوات التي صنعتها للدعم؛ سواء المالية أو السلاح أو اللوجستيك أو الإعلام والدعاية. وهكذا زاد الانقسام في لبنان، وغدت مشاعر الملايين من العرب والمسلمين في العالم بالوهم، حتى أصبح سلوك طهران مقدساً، لا يجوز انتقاده أو الشك فيه أو حتى مجرد طرح سؤال حوله!

وجاء 7 اكتوبر لينكشف الغطاء:
اتضحت خسائر حزب الله بعد عام من صمود المقاومة الفلسطينية، ليكتشف العالم أن هذه المقاومة التي تدعمها إيران؛ مخترقة إلى النخاع، وقابلة للبيع في كل لحظة، بحيث لم تصمد إلاّ أشهراً معدودات.
جاءت الحرب في غزة والحملة الإسرائيلية الأخيرة، لتضع هذا الحزب على سكة اختبار ميداني. فتحت عنوان جبهة إسناد بقي الأمر ملتبساً إلى أن جاءت “معركة مباشرة” على أراضيها في جنوب لبنان، ودفعت إثر ذلك خلال الشهرين الماضيين الكثير من الفواتير على صعيد قادة الصف الأول، وتصدرها حادثة اغتيال أمينها العام حسن نصر الله. ولم تقتصر الخسائر على ما سبق، إذ بعدما طرأت سلسلة تحولات على شكل استهدافات إسرائيل واستراتيجيتها العسكرية في لبنان، وصلت الحالة المرتبطة بـ «دفع الفواتير” لدى حزب الله إلى مخازن الأسلحة الخاصة به، والتي تضم خليطاً واسعاً من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، فضلاً عن أشكال متنوعة من القذائف والطائرات المسيّرة. وهناك من يعتبر أن ما تبقى من قدرته أقل من 20 في المئة.
لقد اتضح للعالم أن عدد المقاتلين الذين كان يتحدث عنهم حزب الله بأنه يتجاوز حاجز ال 100 ألف مقاتل، مجرد أسطورة لا واقع لها، واكتشف من أول خطاب للأمين العام الجديد، انخفاض سقف التهديد وواقعية ومحدودية القدرات، كما اكتشف انه ضمن صفقة كبيرة لبقاء نظام إيران قبل بداية الحفر الكبير له.
لقد تم استنزاف مخزون حزب الله من الصواريخ، ودمرت البنية المؤطرة له، والآن بعد سقوط نظام بشار؛ فإن إمكانية إعادة التزويد من إيران لحزب الله، لم تعد متاحة، بل ينتظر وضوح الساحة في سورية، فقد بدأ يتحسس رقبته.
لقد اكتشف العالم أن إيران حقيقة هي أوهن من بيت العنكبوت، حيث يتم اغتيال ضيوفها، وقصة الصواريخ وصلت سقفها، حسب تحليلات بعض “الخبراء” المؤدى لهم مسبقاً على قنوات المنار والميادين…. وغيرها؛ حول قوة إيران وتضخيم قدراتها، أمر لا تصدقه الدول، خاصة وإن حرب أوكرانيا كشفت الكثير.
تبقى ورقة وحيدة ستكتشف مع مجيء (دونالد ترامب)؛ هو ما مستوى تقدم إيران على مستوى السلاح النووي؟ وهل وصلت مرحلة تستطيع بها التهديد، أم أن الأمر لازال في طور البدايات؟
إن سياسة التهويل والتضخيم، سياسة أتقنتها الولايات المتحدة مراراً قبل ضرب العدو.
قراءة سريعة في آخر ظهور للأمين العام لحزب الله:
قال نعيم قاسم: “إن الحزب كان يتوقع حصول العدوان الإسرائيلي على لبنان في أي لحظة، لكن لم يكن يعلم بالتوقيت. وهذا كان قبل طوفان الأقصى وبعده.” وهنا لابد من التوضيح: هل كان الحزب ينتظر من إسرائيل، وهو أمر ليس من أخلاقها؛ أن تعلن عن تاريخ بداية العدوان!؟ بل تاريخياً كانت دائمًا تعتمد استباق العدوان متى توفرت لها الظروف والمعطيات الاستخباراتية، وبالتالي قول الأمين العام هذا؛ لا جديد فيه.
أما قوله إن العدو الصهيوني لم يحقق أهدافه في عدوانه على لبنان؛ فهو يناقض الواقع والحقائق. طبعاً حقق الكثير من الأهداف وسنقدمها في الخلاصة.
هناك حقيقة ومسلمة يريد نعيم قاسم أن يذكرنا بها وكأنها اكتشاف خاص بحزب الله حيث قال: “العدو يريد إلغاء أي مقاومة تقف بوجه مشروعه التوسعي على مستوى كل المنطقة، ونسي أن إسرائيل لا تخفي هذا وتسعى إليه ليل نهار، وبالتالي كل دول المنطقة عبرت أو لم تعبر عن إدراكها لهذه الحقيقة، فهي تعلمها. والسؤال ماذا أعد أو يمكن إعداده لذلك؟
تبقى فكرة أن الجرائم الإسرائيلية ليست إنجازاً، وهذه حقيقية لا تختلف عليها العقول السوية…! فالإبادة أكبر جرائم الأرض، ولا تعتبر نصرًا أو إنجازاً في التاريخ، بل جرائم ضد الإنسانية.
أمّا قول إن العدو الإسرائيلي أدرك أن الأفق أمام مقاومة حزب الله مسدود، فذهب إلى وقف إطلاق النار، فالمسرب من المعلومات أن حزب الله قبل بالشروط الإسرائيلية عبر الوسيط الأمريكي مع (نبيل بري)، وأن التعديلات لم تؤثر عن البعد الاستراتيجي للاتفاق الذي هو لصالح إسرائيل، وما تم تعديله هو من باب الاستهلاك السياسي، وخاصة أمام أنصار حزب الله وأعضائه واتباعه.
لا شك أن نعيم قاسم يريد أن يقول إننا لا زلنا في المعادلة وننتظر بعد سقوط النظام السوري، ومن المؤسف إنه لم يشر إلى كلفة ما دفعه هذا الحزب لإطالة عمر هذا النظام المجرم من سنة 2011 إلى سنة 2024، وسنقدمها في الخلاصة، حيث قال: “سقط النظام السوري على يد قوى جديدة، ولا يمكننا الحكم عليها إلا بعد استقرارها وانتظام الوضع في سورية، هنا قد أكد على حقيقة واحدة ان حزب الله خسر في المرحلة الحالية طريق الإمداد القادم من سورية، قائلا: “لكن هذا تفصيل صغيرة وقد يتبدل مع الزمن” و في الحقيقة والموضوعية العسكرية هذه ليست صغيرة ومن الصعب تغييرها مع الزمن، بل شرايين الامداد اذا قطعت ستشل اليد العسكرية لهذا الحزب.

الخلاصة
الذين يحملون فكرة حزب الله كنموذج مقاومة ضد إرادة الدولة الوطنية، لهم هذه الحصيلة المؤقتة خلال شهرين:
خسروا الصف الاول والثاني من القيادات السياسية،
خسروا الصف الاول من القيادات العسكرية،
قدموا أكثر من 5000 قتيل في سوريا بدون فائدة وظلما للشعب السوري وتعميقا للجرح الطائفي،
صنعوا عداء مطلقا ضدهم في سورية ولبنان وتركيا اضافة إلى الأردن ومن زمان،
استقر بهم الحال خلف الليطاني، مع مراقبة جنيرال امريكي لأي حركة عسكرية منهم داخل لبنان،
حظر تجول والمنع التام للإشهار السلاح، وبالتالي نزع التغول على اللبنانيين،
افتقدوا اعينهم على مطار لبنان، الذي كان شبه تابع لهم امنيا،
خلقوا حذرا شديدا منهم في جميع الدول العربية، لأنهم بدأوا في تنزيل فكرة التدريب على حرب العصابات، آخرها تدريب الجناح العسكري لمليشيات (البوليزاريو) التي تعيش ايامها الاخيرة، وهي واحدة من عدوانهم على الاستقرار في شمال افريقيا،
تخلت عنهم إيران بعدما انتهت مهمتهم الإقليمية وتجفيف منابعهم المالية،
والأشد والأسوأ أطلقوا كل رصاصهم لدعم بشار، الذي لم يطلق رصاصة واحدة ساعة الجد لدعم نظامه، بل سلم كل المعلومات المتعلقة بهم معناه ايام تصفيات ومطاردة أسوا من التي عاشوا من قبل.

رأي

“الرياضة كمدخل لتنزيل الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية” (رأي)

بتاريخ

الكاتب:

شكل القرار رقم 2797 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بتاريخ 31 اكتوبر 2025 ، محطةً فاصلة في مسار قضية الصحراء المغربية، وهو اعتبره الخبراء في القانون الدولي والدبلوماسية ، انه انتقال نوعي من مقاربة النزاع بوصفه ملفًا سياسيًا ، إلى التعامل معه كقضية واقعية قابلة للتسوية، و تقوم على الحل التوافقي .
فالمقترح المغربي للحكم الذاتي ثم اعتماده أمميا باعتباره الإطار الوحيد القابل للتطبيق ، لكونه تعتمد على المصداقية.
و المغرب، بخلاف الأطراف الأخرى، لم ينتظر المصادقة النهائية لمقترح الحكم الداتي حتى يبدأ في تنزيل مضامينه، بل إنخرض في التنمية الميدانية، ومن ضمنها الرياضة، باعتبارها الوسيلة الأنجع لترجمة فلسفة الحكم الذاتي على أرض
الواقع من حيث البنية التحتية الرياضية ، وتنويع مجالاتها وتخصصاتها الفردية والجماعية ، وهو ما حول الأقاليم الجنوبية خلال السنوات الأخيرة إلى نموذج تنموي متميز، يجسد عمق الانتماء الوطني من خلال مشاريع اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية متكاملة، جعلت من مدن كالعيون والداخلة رمزين لتطور المغرب الجديد في الشق الرياضي المتنوع ، من خلال تشييد وتجهيز ملاعب عصرية قاعات متعددة التخصصات، ومسابح مكشوفة ومغطاة ، ومراكز تكوين وأكاديميات، وهو تجسيد ملموس لمفهوم التدبير الذاتي الرياضي، الذي يمنح للجهاتين العيون الساقية الحمراء ، والداخلة واد الذهب ، صلاحيات اتخاذ القرار المحلي والتدبير الواقعي للموارد المادية والبشرية خدمة للرياضة والرياضيين، و في انسجام تام مع مبادىء السيادة الوطنية.
فكل ملعب رياضي يُدار محلياً وبالطريق المختارة من اجهزة التسيير من المجالس المنتخبة ، و هو في ذاته تمرين عملي للجهة المتقدمة و المنتظر فتح بشأنها نقاش داخلي وخارجي لرفع فلسفتها إلى درجة مقترح الحكم الداتي وفق الخصوصية المغربية .
فكل تظاهرة رياضية جهوية أو أو وطنية أو دولية تنظمها المؤسسات المحلية بجهات المملكة بجنوب المغرب ، هي إعلان رمزي عن نجاح في تحويل الصحراء من مجال نزاع إلى فضاء نموذج للتنمية والسلام.
فعبقرية المقاربة المغربية تمكن في كونها جعلت من الرياضة مختبراً مصغّراً للتجربة الاستباقية لمشروع الحكم الذاتي، من خلال النقل التدريجي للصلاحيات التنفيذية المرتبطة بالمجال الرياضي من القرارات المركزية ، إلى المجالس الجهوية المحلية مع تخصيص واضح لمجالات التمويل، والتنظيم، والتدبير الرياضي.
فالتفكير في إنشاء مجالس جهوية للرياضة، إلى جانب العصب الجهوية لكل فرع رياضي، يمكن اعتباره خطوة نحو ترسيخ روح المشاركة المحلية، وتجسيد مبدأ التدبير الرياضي الحر والمتماشي مع الحاجيات الاجتماعية ، والظروف الواقعية ، وهو ما سيمكن الأقاليم الجنوبية من أن تصبح نموذجاً وطنياً في الحكامة الرياضية، وأن تبرز كوحدة فاعلة في النسق العام للتنمية المستدامة .
ولم يكن إعلان جلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم 31 أكتوبر من كل سنة عيدًا وطنيًا للوحدة مجرد دلالة رمزية لتاريخ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2797 / 25، بلهو فعل سياسي عميق الدلالة، يربط بين الشرعية الأممية والسيادة الوطنية ، فهذا التاريخ يجمع بين لحظة الاعتراف الأممي بمشروعية المقترح المغربي للحكم الذاتي ، ولحظة التتويج الوطني بعمل و مسار دبلوماسي طويل انتهى بترسيخ سيادة المغرب على صحرائه بأعلى هيئة تقريرية أممية وهي مجلس الامن الدولي .
إن المقاربة الجديدة التي ينهجها المغرب قبل و بعد القرار الأممي 2797 تُبرز أن الحكم الذاتي ليس وعداً سياسياً مؤجلاً، بل هو واقع يتجذر يوماً بعد يوم في تفاصيل الحياة اليومية لساكنة الاقاليم الجنوبية ، عبر مشاريع رياضية ملموسة تضع الإنسان في صلب التنمية ، فالرياضة بجهتي العيون والداخلة ، ليست فقط وسيلة لتأهيل الأجساد، بل وسيلة لبناء الوعي، وتوحيد الانتماء للوطن ، وتحقيق العدالة المجالية التي تُعتبر جوهر كل مشروع ناجح لاي مقترح الحكم الذاتي .
فالمغرب اليوم يُقدّم للعالم نموذجاً مبتكراً في تسوية النزاعات الإقليمية عبر التنمية والرياضة والثقافة، و في انسجام تام مع قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، حيث الجميع رابح في إطار السيادة والوحدة المغربية.

ذ. مصطفى يخلف

رئيس المركز المغربي للقانون الرياضي

اكمل القراءة

رأي

“قيد النظر” تحول مجلس الامن من المراقبة إلى الحسم الأممي! (رأي)

بتاريخ

الكاتب:

بالرجوع إلى العبارة او الجملة الختامية التي ذيَّل بها مجلس الأمن قراره رقم 2797 والمتضمنة لعبارة: «ويقرر إبقاء المسألة قيد النظر»، فستبدو في ظاهرها ان دلالتها بسيطة، لكنها تحمل في عمقها تحولًا جذريا في فلسفة التعاطي الأممي مع نزاع الصحراء ، فهي تشير إلى أن الملف لم يُغلق، بل أصبح موضوع متابعة دائمة تحت إشراف مجلس الأمن، في انتظار المخرجات العملية للمفاوضات المقبلة.

وبذلك، انتقلت قضية الصحراء المغربية من وضعية النزاع المفتعل ،إلى وضعية الملف الجاري نحو التسوية النهائية، أي من مرحلة المرافعة إلى مرحلة المتابعة والتقييم ، وهي صيغة ذكية من المشرع الأممي، تحفظ لمجلس الامن سلطته في التدخل عند الحاجة، وتوجّه في الوقت ذاته رسالة واضحة للأطراف ، مفادها أن المجتمع الدولي لن يسمح بتجميد المسار السياسي مجددًا.

فعبارة “قيد النظر” ليست تعبيرًا عن تردّد مجلس الأمن ، بل هي اشارة بدلالات لغوية قانونية على يقظة أممية حقيقية تجاه نزاع طال أكثر من خمسين عامًا، و أوان الحسم في بحلٍّ توافقيٍّ يحفظ السيادة المغربية ويُعزّز الاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا.

لقد دخل ملف الصحراء المغربية مرحلة جديدة عنوانها “التشريح الأممي”، وهو ما حول الملف من النزاع التقليدي، الى قضية الاستقرار والأمن الدولي.
وهنا تكمن الرسالة العميقة والواضحة من مجلس الأمن، وبلغة لقجع أن الكرة الآن في ملعب الأطراف المعرقلة، خصوصًا الجزائر، التي لم يعد مقبولًا منها أن تظل في موقع الرفض أو المناورة، لأن منطق التاريخ والسياسة يسير في اتجاهٍ واحد هو الاعتراف بواقعية المقترح المغربي للحكم الذاتي كحلٍّ نهائيٍّ متوافقٍ مع روح الشرعية الدولية.
فمجلس الأمن، وهو يُبقي المسألة “قيد النظر”، إنما يُعلن ضمنيا أن المخزن الأممي مكيلعبش.

ذ مصطفى يخلف

اكمل القراءة

رأي

“حين تحوّل الجبن السياسي الجزائري إلى هزيمة ديبلوماسية”

بتاريخ

الكاتب:

ما جرى خلال جلسة مجلس الأمن يوم 31 أكتوبر 2025، لم يكن حدثًا عاديًا في مسار نزاع الصحراء المغربية، بل شكّل لحظة تحول كبرى في منطق العلاقات الدولية بين الشعارات والمواقف الفعلية. ففي الوقت الذي يواصل فيه المغرب مسيرته الثابتة نحو ترسيخ حلّ سياسي توافقي ودائم يقوم على مبادرة الحكم الذاتي كخيار واقعي وذي مصداقية، اختارت الجزائر الانسحاب من جلسة التصويت، في تصرّفٍ لا يُعبّر عن تكتيكٍ ديبلوماسي، بل عن هروبٍ من مواجهة الحقيقة.

لقد كشفت الجزائر، من خلال غيابها عن جلسة التصويت، عن عجزٍ عميق في الوعي بالتحول الدولي، وعن فقدانٍ للقدرة على التكيّف مع الواقع الجديد الذي تجاوز زمن المناورات والشعارات. لم تعد الجزائر تُعامل كدولة “داعمة لحق تقرير المصير”، بل باتت طرفًا مباشرًا وراء الأزمة وصاحبة مصلحة غير نبيلة في استمرارها. ومن احترام رأيها سابقًا، إلى تجاهلها اليوم، سُجّل الغياب الجزائري كـ لحظة موثقة للجبن السياسي داخل قاعة مجلس الأمن.

إنّ القرار الأممي الصادر بالأغلبية أكد بوضوح أن زمن الضبابية قد انتهى، وأنّ مغربية الصحراء أصبحت أمرًا محسومًا سياسيًا وواقعيًا. فالجبن السياسي الجزائري تحوّل إلى عنوانٍ للهزيمة الدبلوماسية، في زمنٍ لم يعد فيه الغياب يخفي العجز، ولا الصمت يحمي الضعف، ولا الخطاب الدعائي يصمد أمام قوة الشرعية الدولية والحق التاريخي للمغرب.

الانسحاب الجزائري لم يكن احتجاجًا، بل كان هروبًا من لحظة الحقيقة التي تبنّاها العالم، والمتمثلة في الحلّ التوافقي القائم على الحكم الذاتي. فالشجاعة ليست خطابات تُكتب على المقاس، بل مواقف تُبنى على الاعتراف بحقوق الآخرين، لا على محاولة الثراء السياسي من معاناة الغير.

لقد قدّمت الجزائر للعالم صورة دولة تعيش على الشعارات، فقدت البوصلة والقدرة على المبادرة، وتحولت من فاعلٍ سياسي إلى عبءٍ دبلوماسي على نفسها وعلى شعبها. فالقضية التي ربطت وجودها ببقاء “البوليساريو” صارت عبئًا ثقيلًا على النظام الجزائري نفسه، وأثّرت على علاقاته الإقليمية والدولية.

اليوم، يبدو أن الوقت قد حان للجزائريين لإعادة النظر في المسار، ومراجعة خطابهم ومواقفهم، واستبدال منطق العناد السياسي بـ منطق الحكمة والتبصّر. لأن الطريق الذي يسيرون فيه، لم يعد طريق “الثورة”، بل طريق الهاوية السياسية

ذ/ مصطفى يخلف

محامي بهيئة اكادير

اكمل القراءة

الأكثر قراءة

Copyright © Attahadi.ma 2024