آراء
هل الأسواق الأسبوعية رافعة اقتصادية و اجتماعية بالمغرب؟
كل المغاربة فقيرهم وغنيهم، نسائهم ورجالهم يعرفون السوق الاسبوعي الاقرب من سكناهم ، سواء كانوا بالمدن او القرى او البوادي…

منشور
منذ شهرينفي
بقلم
محمد الخمسي
كل المغاربة فقيرهم وغنيهم، نسائهم ورجالهم يعرفون السوق الاسبوعي الاقرب من سكناهم ، سواء كانوا بالمدن او القرى او البوادي، ومن منا لم يرافق يوما ما احدا من أقاربه لتمتع بجولة في السوق! خاصة في عالم القرى والبوادي، حيث تمثل هذه اللحظة لحظة التجول فرصة اكتشاف عوالم متعددة، ابتداء بالمأكولات و مرورا بفواكه والخضروات، و الملابس و الحاجات، إذ يمثل السوق الاسبوعي خدمة اقتصادية واجتماعية أساسية وضرورية للأسرة المغربية ، سواء كانت فقيرة او من الطبقة المتوسطة، هذه الأسواق التي تمثل شرايين الحياة، و نشاطا اجتماعيا اقتصاديا بامتياز، كان لها من قبل ولا زال دور التواصل، و تقصي الاخبار، و تبادل المعلومات، وايضا تحقيق نوع من الاندماج الاجتماعي بين الاجيال، كما يمثل السوق الاسبوعي ايضا لحظة تسوية كثير من الامور الاجتماعية و الادارية، خاصة في العوالم القروية النائية، التي يغتنمها المواطن من خلال ازدياد حركة النقل في يوم السوق، اذ تنشط كل وسائل النقل في هذا اليوم، فتكون فرصة الوصول الى مختلف الإدارات و قضاء ما يلزم قضاءه.
1 قراءة في بعض المعطيات و الارقام
تقدر وزارة الداخلية عدد الأسواق الأسبوعية بحوالي 822 سوقا، موزعة على 67 إقليما وعمالة، بمعدل 12 سوقا في كل عمالة وإقليم، وهو رقم يعكس في المعدل حركة و نشاط اقتصادي مهم، كما يعكس ذلك في الحد الأدنى ان كل يوم من الاسبوع يعرف تقريبا ما بين سوق او سوقين بعمالة او اقليم، وهو معطى يكشف عن حركية اقتصادية، و قدر من الاستهلاك للحاجيات الاسبوعية، خاصة ما يتعلق بالمجال الغذائي.
كما تشير المعطيات الى هيمنة المجال القروي، وهو أمر طبيعي لكونها لا تعرف الاسواق العصرية الكبرى بحيث يمثل 91 % من الأسواق الأسبوعية القروية (753 سوقا)، في مقابل 9 ٪ بالوسط الحضري اذا لا تتجاوز 69 سوقا؛
و من المعطيات المهمة والتي تحتاج الى دراسة، هل هناك تناسب المساحة بالخدمة؟ ، اذ تصل مساحة هذه الأسواق حوالي 2455 هكتارا، وتمثل 73٪ فوق أراض تابعة للملك الجماعي؛ في حين يبلغ عدد روادها حوالي 2.6 ملايين أسبوعيا، ولا ندري هل يتم استغلال هذه المساحات بعقلانية وترشيد؟ و هل تحقق شروط السلامة و الوقاية؟ ، وهل هذه المساحات تلائم و تتناسب وحجم النشاط الاقتصادي الذي تعرفه هذه الأسواق ؟ هذه بعض الاسئلة المرتبطة بين المساحة و نشاط السوق الاسبوعي.
ان قراء للحركة الاجتماعية والاقتصادية خلال اسبوع تعطي فكرة سنوية عن حجم ونشاط الاقتصاد المرتبط بالاسواق المغربية، و هنا يمكن القول ان الامر يفرض اربع أسس للمواكبة:
1 دراسة اجتماعية اقتصادية تسبق اي تطوير وتغيير، طبعا اذا كنا نؤمن بأهمية الاشتغال وفق قواعد العلم ، و الاحصاء والرصد والتحليل،
2 عصرنة هذه الأسواق ورقمنة كثير من معطياتها، لكونها خزان ثمين للمعلومات الاجتماعية والاقتصادية للمغرب،
3 بناء نماذج وفق تجارب فضلى و معيارية والسعي إلى تعميمها كنماذج مرجعية ناجحة،
4 دعم وتكوين كثير ممن يعيشون اقتصاديا و اجتماعيا من خلال هذه الاسواق، وخاصة في مجال السلامة الصحية و الجسمية بكل انواعها، و التاهيل والتكوين في ما يتعلق بالخدمات الكبرى ، وايضا في مجال التدبير والتسيير.
لا شك ان مداخيل هذه الأسواق لا زالت متواضعة اذا ما قورنت بحجم الإمكانات و الزمن و الموارد، فهي لا تفوق حوالي 313 مليون درهم سنويا، بمعدل 389 ألف درهم لكل سوق؛ فيما تتجاوز 69 في المائة من هذه المداخيل 200.000 درهم سنويا، ويتم تدبير 60 في المائة منها عن طريق الإيجار.
2 رافعة اقتصادية واجتماعية في حاجة إلى إعادة التأهيل!
ان الزائر لمعظم الأسواق المغربية سيجد انها في حاجة إلى اعادة تأهيل معظمها حتى تؤدي وظيفتها الاجتماعية والاقتصادية ، كما ان الفاعل السياسي المحلي مطالب بوضع مخططات تنفيذية، للرفع من جودة خدمتها و تطوير موارد الجماعات المحلية، و لا يمكن حصر كل الاختلالات لكن يمكن رصد أهمها :
- تقادم البنيات التحتية وضعف التجهيزات بها، بل هناك اسواق حديثة سرعان ما عرفت انهيارات لبنايتها وتعطل شبكة الماء والكهرباء بها ، عكس اسواق بقيت بعد الاستقلال ببنايات محترمة ووفق معايير مناسبة، و لعل من أسباب هذه الاختلالات ضعف التتبع، بل غياب دفتر تحملات واضح عند الانجاز، و يمكن القول اننا بذلك ندخل حلقة مفرغة، بحيث تحت مبرر ضعف مداخيل هذه الاسواق مقارنة مع المؤهلات التي تتوفر عليها، كانت سببا من أسباب الاهمال والفوضى فيها، بل تعتبر الأسواق الأسبوعية احدى مراتع الريع بالعالم القروي والحضري على السواء، مع غياب استغلال معقلن لفضاءاتها، وعدم توفر معايير السوسيو-اقتصادية لتنظيمها و توزيعها، يجعلها احدى الفضاءات التي تعشش فيها كل أنواع الفوضى في التدبير والتسيير، كما يحيط بهذه الأسواق شبكة من العلاقات الإنتهازية، التي تخلق ظروف وشروط هدر موارد الدولة وامكاناتها، ابتداء من استغلال المأرب المرتبطة بها، و مرورا بضعف مراقبة السلع و المنتوجات المعروضة بها، بحيث تعرف بعض الاسواق الدبيحة السرية، و بيع المواد الغذائية المنتهية صلاحيتها، كل ذلك اصبح شبه مهيكل في ظل الفوضى والتواطئ المتعدد.
ومما يسهل هذه الفوضى: - نقص على مستوى الموارد البشرية المؤهلة لمواكبة تدبيرها والمراقبة المستمرة لعقود التدبير،
- عدم وضوح دفاتر التحملات والتزامات الأطراف المتعاقدة المتمثلة في الجماعة من جهة، ومكتري السوق من جهة أخرى.
3 جهود وزارة الداخلية تحتاج الى إرادة الشركاء و انخراطهم!
كشفت وزارة الداخلية عن إعداد دراسة من أجل إعادة هيكلة الأسواق الأسبوعية واحترافية تدبيرها، مشيرة إلى أنها تهدف إلى النهوض بوضعيتها وتحسين تنظيمها وتطوير آليات اشتغالها، وإلى أنها أسفرت عن مجموعة من الخلاصات، تتعلق بالإطار القانوني والتنظيمي والتدبيري للأسواق الأسبوعية. وفي هذا الصدد، تم إعداد دليل لتدبير الأسواق الأسبوعية يعرف بالتنظيم النموذجي للسوق الأسبوعي، وأنماط تدبيره والوثائق الضرورية للتعاقد من أجل الاستئناس بها؛ وذلك في أفق تنظيم وتدبير احترافي لهذه المرافق.
كما تم إعداد دراسة من طرف القطاع الحكومي المكلف بالتجارة، بشراكة مع وزارة الداخلية، حول تطوير العرض التجاري بالعالم القروي، مكنت من اقتراح الآليات الكفيلة بتطوير التجارة القروية، خاصة بالأسواق الأسبوعية، باعتبارها من أهم التجهيزات الاقتصادية المتواجدة بالعالم القروي.
وكشفت وزارة الداخلية مساهمتها بمبلغ 61.7 ملايين درهم ما بين سنتي 2021 و2022 من أجل تأهيل مجموعة من الأسواق الأسبوعية التي كانت تعرف نقصا حادا في تجهيزاتها، لافتة إلى عصرنة ما يقارب 100 سوق أسبوعي ضمن مخطط الجيل الأخضر 2020_2030.
لا يمكن في هذه المقالة الا أن اشكر السيد البركاني نورالدين على بعض المعطيات الأساسية التي اعتمدت في صياغة المقالة.
قد يعجبك
-
ميثاق الاستثمار الجديد يعبئ 550 مليار من الاستثمارات الخاصة
-
ارتفاع أسعار حليب الأطفال يجر آيت الطالب للمساءلة
-
الحكومة تُنهي وصاية وزارة الداخلية على المراكز الجهوية للاستثمار
-
المجلس الوطني لحقوق الإنسان ينظم استشارة جهوية مع أطفال جهة الدار البيضاء سطات
-
المغرب يحتل الرتبة 68 في مؤشر الدول الأكثر بؤسا
-
الجيش الملكي يعين الحسين عموتة مشرفا عاما على الفريق وعزيز الصمدي مدربا له
اقتصاد
قوة “صنع في المغرب” و العمق الافريقي
بمناسبة حضور وزير الصناعة و التجارة السيد رياض مزور في برنامج ديكريبتاج الذي يبت على إذاعة MFM، و في سياق تاريخي..

منشور
منذ أسبوع واحدفي
21 مايو 2023بقلم
محمد الخمسي
بمناسبة حضور وزير الصناعة و التجارة السيد رياض مزور في برنامج ديكريبتاج الذي يبت على إذاعة MFM، و في سياق تاريخي مهم ومن خلال حفل ترأسه جلالة الملك محمد السادس يوم 15 ماي بالقصر الملكي لتقديم نموذج لسيارة اول مصنع مغربي، حفل حمل إشارات رمزية و دلالات وطنية للمستقبل، فاستعمال طاقة الهيدروجين، و جمالية السيارة Design و حجم السيارة و شكلها، كلها رسائل لمغرب الصناعة و التجارة، مغرب منافسة الكبار، و هي ايضا رسالة الى الكفاءات و العقول والخبرات الوطنية و عقول وخبرات مغاربة العالم،
من هنا لابد ان نناقش و نطارح قضايا اساسية مرتبطة بالصناعة و التجارة، بحيث تكون الاجابة عنها جزء من عملية تطوير الانتاج المحلي، فٱليات مسلسل بناء هذا الورش الذي يفرض جودة المنتوج، و تمكينه من الإستمرارية في السوق، لأن للسوق منطقا لا يحابي أحدا، بل يعرف حربا من نوع اخر، سلاحها العقول و المال و قواعد التنافس الشرس على احتكار السوق والهيمنة عليه، المناقشة و المتابعة بغرض تمكين الصناعة المغربية من القدرة التنافسية، حتى تفرض نفسها بالاستجابة للمستهلك داخل السوق المحلية، لان الواقعية تقتضي القول بانه مهما كانت الروح الوطنية التي تدفع للاختيار المنتوج الوطني، فلابد ان يجد المواطن نفسه امام جودة مستقطبة، و سعر معقول، و قدرة على الوصول الى المنتوج، اي وجود شبكة من اللوجيستيك قادرة على التوزيع و التيسير.
لقد اعتمدت وزارة الصناعة و التجارة فكرة بنك المشاريع، وهي فكرة متميزة سبقتنا لها دول عديدة، غير ان هذه الفكرة وسعيا لتحقيق الشفافية و النزاهة، من حق المواطن المغربي ان يعرف و يطلع على :
- اهم المعايير العلمية و التقنية التي يتم اختيار المشاريع بها، وهنا التسائل حول نشر هذه المعايير و معرفتها يبقى مطلبا مجسدا للحكامة.
امر اخر لابد من التعريف و التواصل حول الرؤية الاستراتيجية لمجال الصناعة التي يتم الانتقاء من خلالها و تحديد قائمة بنك المعلومات.
نعتقد ان الإجابة عن ما سبق يدخل ضمن الحكامة التي تزيد من صلابة الديمقراطية و الثقة في المؤسسات.
ان فكرة ايجاد بدائل وطنية يحقق نتائج مباشرة منها توفير العملة الصعبة، و خلق فرص الشغل و الاهم على المستوى الاستراتيجي توفير و تحقيق ظروف وشروط توطين الخبرات التقنية و التمكين التكنلوجي و تطوير الصناعة الوطنية الحديثة، وهنا لابد من إتمام عملية بناء الصناعة الوطنية من خلال مشروع وطني، يعتمد الشراكة بين المدارس العليا للمهندسين و المعاهد المتخصصة في مجال التصنيع، والجامعات المغربية عبر عقولها و عشرات المختبرات البحثية لتكوين اجيال التمكن والعبور الى مجالات دقيقة، و حيوية في القطاعات الصناعية الواعدة ، ضمن سياسة التقائية، تساهم كل الوزارات التي تتقاطع افقيا مع وزارة الصناعة والتجارة، وعلى راسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
لاشك ان العمق الافريقي يمثل احد مداخل تحقيق هذا الخيار الاستراتيجي، ولن نتمكن من هذا العمق الصناعي و التجاري الا بجودة عالية و تنافسية مستمرة اي سعر مناسب و شبكة لوجيستيك قرية، ذلك ان الخيار الاقتصادي الذي يستجيب للرؤية الملكية كانت ترسم معالمه اثناء العودة إلى الاتحاد الافريقي، اننا امام قارة غنية بالموارد، تتنافس عليها كل القوى الاقتصادية، و تعرف نموا ديمغرافيا متصاعدا وحاجيات متعددة للمواد المصنعة، كلها عوامل تفرض على المغرب الدخول لهذا الفضاء الاقتصادي و السياسي الحيوي المتمثل في القارة الإفريقية من اجل حضور اقتصادي وتجاري تحت عنوان “صنع في المغرب”
آراء
المركز الملكي للدراسات و أبحاث الدفاع منعطف تاريخي
حمل نص “الأمري اليومي” لجلالة الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى ال 67 لتأسيسها …

منشور
منذ أسبوعينفي
18 مايو 2023بقلم
محمد الخمسي
حمل نص “الأمري اليومي” لجلالة الملك القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى ال 67 لتأسيسها منعطفا تاريخيا في حياة هذه المؤسسة، متمثلا في إنشاء المركز الملكي للدراسات و أبحاث الدفاع التابع للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، ومهمته قائمة على تحقيق ركنين :
1 تكوين ثقافة المقاربة الإستراتيجية في التعامل مع إشكاليات و تحديات منظومة الدفاع، و الأمن في ابعادها،
2 خلق فضاءات للكفاءات التحليلية المدنية و العسكرية.
هذا الأمر كان محكوما برؤية تعتمد استشراف المستقبل، و ضرورة التأقلم مع عوالم التكنولوجيا و الرقمنة و الاستخبارات.
لا شك ان تعدد المهام و تنوعها في كل الظروف و الأوقات مسبوق بالتخطيط و القيادة، و معتمدا على شبكة واسعة من وسائل الاتصال و المعلوماتية، بغرض تنفيذ المهام الأساسية بانضباط و احترافية، و هي أمور اقتضت برامج التطوير و البحث العلمي بشراكة مع الجامعات و المعاهد المغربية دعمها .
اننا امام تراكم خبرات و محطات و تطور مؤسساتي، قلبها و شعارها الله الوطن الملك، مؤسسة تعي و تشتغل على التحديات الامنية و العسكرية للقرن الواحد والعشرين، مؤسسة تتطور في نخبها و عقليتها ومهنيتها، مؤسسة لها من التجربة التي لا زالت تراكمها في مجال تدبير المخاطر و الازمات، مما جعلها مؤسسة وطنية تحضى بسمعة دولية مرموقة.
ان القوات المسلحة الملكية تساهم في حفظ السلام بعدة مناطق من العالم، وهذا جزء من الوجه الانساني للجيش المغربي، فقد جعل منها جلالة الملك شريكا فاعلا موثوق به داخل الهياكل و الهيئات الاممية، جيش يعتمد التكوين النظري و التطبيقي و يساير احدث ما يوجد في عالم التكنولوجيا، الامر الذي اهله و يمكنه بالقيام بمهامه الاساسية، ومنها حفظ أمن المغرب و وحدته الترابية، وحفظ سلامة الوطن و المواطنين، فهيبة الجيش تتجلى عند سياج الحدود.
نستحضر هنا ايضا إعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية، وهي رسالة الى الشباب الراغبين في الاستفادة من التكوين المهني، ومساهمة من المؤسسة في فتح آفاق لخدمة الوطن، وخدمة أنفسهم، انها إرادة ملكية عازمة تعتمد مقاربة متكاملة.
سيكون للمركز الملكي للدراسات و أبحاث الدفاع تطوير اساسي و مساهمة في الدفاع عن المغرب، ومواكبة جودة اداء المؤسسة العسكرية، و أفق استراتيجي لدعم السلم العالمي و المشاركة العملية في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للبلاد، و خاصة مع تطوير الصناعات العسكرية الذكية.
آراء
يونس التايب يكتب: عودة سوريا إلى الجامعة العربية.. دروس الخطاب الديبلوماسي لمملكة مغربية عريقة
أول تجليات العراقة في الجانب الديبلوماسي للدول، هو ضبط أهلها للخطاب الرسمي و تأطير تواصل المسؤولين…

منشور
منذ 3 أسابيعفي
7 مايو 2023بقلم
محمد زكى
أول تجليات العراقة في الجانب الديبلوماسي للدول، هو ضبط أهلها للخطاب الرسمي و تأطير تواصل المسؤولين، حتى لا يصدر عنهم كلام يسيء لبلدانهم، أو لا يساعد على إيصال المعنى المراد إيصاله ….
في هذا الصدد، تعتبر المملكة المغربية من الدول التي تولي عناية كبيرة لصياغة الخطاب الرسمي الذي يصدر عن مؤسساتها السيادية، حيث انتقاء الكلمات بعناية فائقة، و وضع كل كلمة في السياق المراد لها، و تحميل الجمل المقصود من المعاني فعلا، لكي يرقى التواصل الرسمي إلى أعلى مراتب البلاغة المتاحة في اللغة والكتابة الرسمية، و تتحقق الغايات المرجوة منه. نلمس ذلك بوضوح في الخطب الملكية السامية، وفي بيانات الديوان الملكي. كما نلمسه في مضامين الكلمات التي تلقى باسم المملكة المغربية، بأمر من جلالة الملك حفظه الله، و في البيانات التي تصدر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
هذا اليوم، في اجتماع مجلس وزراء خارجية دول الجامعة العربية بالقاهرة، الذي خصص لموضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية، عشنا لحظة تميز تواصلي من خلال كلمة المملكة المغربية، التي ألقاها وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة. ويمكن الوقوف عند عدد من الفقرات التي حملت “اللمسة المغربية الأصيلة”، لغة و معنى، بصياغة بعثت عدة رسائل تجدد التأكيد على مواقف المغرب و المبادئ الثابتة التي تتحرك ضمن إطارها ديبلوماسيته.
ومن الفقرات التي كانت صياغتها موفقة لغويا، وبليغة سياسيا وديبلوماسيا، أذكر ما يلي :
– التأكيد على أن عودة سوريا يجب أن يشكل شحنة لإطلاق مسار سياسي يفضي إلى حل شامل ودائم للأزمة في ذلك البلد، و التذكير برؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس بضرورة احتواء الأزمات ومعالجتها في إطارها المناسب.
– التذكير بالروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب و سوريا، و بأن دماء الجنود المغاربة والسوريين والعرب التي امتزجت وسالت أثناء حرب أكتوبر 1973 دفاعا عن حرمة سوريا، هي أكبر تجليات الأخوة بين الشعبين الشقيقين.
– الأسف لما طال سوريا من محنة وعنف واضطراب طيلة إثني عشرة سنة. والتنبيه إلى أن الأزمة انعكست سلبا على السوريين في طمأنينتهم و وضعهم المعيشي، و في تطلعاتهم الفردية نحو الآفاق الواسعة التي تتيحها الحرية والانفتاح والمساهمة الفعالة في الشأن العام، فضلا عن كون هذه الازمة ألقت بظلالها على جميع دول المنطقة.
– التساؤل حول ما إذا كانت عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية هدفا في حد ذاته، أو أن الغرض يمتد لأبعد من ذلك. والتصور الثاني يجعل من الجامعة العربية منفذا من بين المنافذ لإحلال السلام و استتباب الأمن، و مساعدا من بين المساعدين المخلصين لسوريا على تحقيق ما تصبو إليه من تنمية وازدهار.
– التشديد على أنه إذا كنا نتشبث بمبدأ الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها الترابية ولحمة مجتمعها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية كإحدى ثوابت العمل العربي، فإن الالتزام المشترك فضيلة و واجب تبرهن عنهما تدابير ملموسة لإثبات القدرة على معالجة القضايا الملحة الأخرى بالنسبة للسوريين أنفسهم وللدول العربية وغيرها، كالعودة الآمنة للاجئين وتسهيل عملية إيصال المساعدات الإنسانية والطبية وإطلاق مسلسل المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب بشتى أنواعه.
أما “النويطة ديال المعلمين الكبار”، فقد أتت، في رأيي، في فقرة تنويه المملكة المغربية بالجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية من أجل عودة سوريا إلى الجامعة العربية، من خلال جملتين بليغتين، هما :
– الأولى، التنصيص على أن “الخير لا يأتي بالفرقة والانقسام بل بالوحدة والتكامل” … و …
– الثانية، هي التأكيد على أن ما بذلته المملكة السعودية من جهود، هو ما “سيجعل من قمة جدة المقبلة، قمة حقيقية للم الشمل العربي”.
ركزوا معي على الجملة الأخيرة، راه فيها “ثلاثة و ضامة” … أو “كوفرة و بيلانتي”، حيث المعنى بليغ و بديع. وأكيد أن الرسالة ستصل وتوجع من في قلوبهم مرض و كثير من جنون العظمة والهوس بذات منتفخة بالفراغ …
#سالات_الهضرة
#المغرب_كبير_على_العابثين

تسجيل 2240 مستلزم طبي جديد بمديرية الأدوية والصيدلة

عزيز أخنوش يمثل جلالة الملك في مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لنيجيريا

رقم معاملات مجمع الفوسفاط يستقر عند 18,28ملياردرهم

الرباط على موعد مع اللقاء الأول لقادة المؤسسات الثقافية المقدسية

نشرة انذارية:زخات مطرية رعدية قوية مرتقبة اليوم الإثنين بهذه المناطق

بيدرو سانشيز يعلن عن إجراء انتخابات عامة مبكرة باسبانيا في 23 يوليوز المقبل

إختيار حكيمي ضمن التشكيلة المثالية لموسم الدوري الفرنسي 2022-2023

تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” بطنجة

توقعات أحوال الطقس اليوم الاثنين

الرياض وواشنطن: انتهاك الهدنة بالسودان أعاق إيصال المساعدات الانسانية

6 علماء مغاربة أدهشوا العالم بإنجازاتهم..

عبد الحق عتيق المقاول الذي باع النعناع لإعالة أسرته

هل نسي شنقريحة يوم اعتقاله بالمغرب؟

هام لزبناء الموقع الصيني “SHEIN”

فوزي النجاح.. العبقري صاحب فكرة السيارة التي تعمل بالهيدروجين الأخضر

مقاولون بدأوا من الصفر: الحسين الحبشي نمودج ناجح للشباب المغربي

ايموزار كندر وجهة تقودك إلى معانقة متعة السياحة الجبلية

هام.. احذروا رسالة دعم الحكومة للفقراء بـ3700 درهم التي تغزو “الواتساب”

سعيد ابرنوص: نجم الانترنيت الذي حول تدويناته الى صورة

هذه هي كل المعلومات التي تحتاجها قبل زيارة شاطئ مولاي بوسلهام

البيضاويون مُستاؤون: “المدينة تقترب من أن تصبح واحة نخيل بدون تمور” (فيديو)

بالفيديو.. اندلاع حريق بمستودعات لوجيستيكية بالدارالبيضاء

في حادث خطير.. حافلة ألزا تصدم حافلة للنقل المدرسي بالدار البيضاء(فيديو)

الخارجية الفرنسية: لدينا شراكة ثنائية استثنائية مع المغرب

جهة الشرق تشرع في إطلاق مشاريعها الجديدة من ثمار المبادرة الملكية (صور وفيديو)

فيديو.. “شرقيات” يوحد مسؤولي الجهة حول أهداف التنمية

بالفيديو.. جهة الشرق تحتفي بالخطاب الملكي التاريخي وتستعد لإقلاع تنموي جديد

بالفيديو.. انطلاق محاكمة سعد لمجرد بفرنسا في قضية الإغتصاب

بالفيديو.. فيفا يصدر الأغنية الرسمية للموندياليتو

بالفيديو.. شاهد مستودع الملابس العالمي بملعب طنجة الكبير استعدادا “للموندياليتو”
الأكثر تداولاً
-
جهاتمنذ 4 أيام
البيضاويون مُستاؤون: “المدينة تقترب من أن تصبح واحة نخيل بدون تمور” (فيديو)
-
التحدي 24منذ أسبوع واحد
تعليق معالجة الفيزا الفرنسية في هذا التاريخ
-
جهاتمنذ أسبوع واحد
محمد الصديقي وزير الفلاحة يترأس فعاليات المعرض الدولي للأركان بساحة الإنبعاث أكادير
-
التحدي 24منذ 5 أيام
وفاة أسطورة موسيقى الروك الأمريكية “تينا ترنر” بعد صراع طويل مع المرض
-
التحدي 24منذ 6 أيام
كوسموس إلكترو” تباع في المزاد العلني بدءا من 201 مليون درهم
-
مغاربة العالممنذ أسبوع واحد
المنتخب المغربي ينهزم أمام السنغال بنهائي كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة
-
سياحةمنذ أسبوع واحد
مجموعة بن حم تبحث مراحل تطور أحد أكبر المشاريع السياحية في العاصمة الرباط
-
اقتصادمنذ أسبوع واحد
قوة “صنع في المغرب” و العمق الافريقي