رأي
الاستعراض العسكري الصيني وبعض رسائله.. (تحليل)

محمد الخمسي،
شهد العرض العسكري ” الذي تم تنظمه في الصين، الأربعاء، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ80 لنهاية الحرب العالمية الثانية في ” ساحة تيانانمن” المملوءة بالدلالات والرمزبة حدثا مهما ومع ظهور الرئيس الصيني شي جينبينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون معًا لأول مرة إشارة الى تحالف أكثر من تقليدي خاصة وأن الحفل عسكري بإمتياز.
كشفت الصين في هذا اليوم عن أسلحتها النووية الأكثر تطورًا في العرض، وفي ظل حرص القادة المناهضين للغرب على الوحدة وعلى بعث رسالة جدية أن الامن في العالم لن يكون إلا بمشاركة الجميع .
هذا الاستعراض يمثل حدثا لأول مرة” حيث جمع شي و بوتين وكيم “معا” ثلاثي يملك ترسانة نووية رهيبة، قادرة على تدمير الحياة فوق الارض عشرات المرات وليس مرة واحدة.
شارك قادة آسيوييون العرض العسكري مثل رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، والرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، والرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ، وغيرهم. وهي رسالة أخرى أن كل قارة قد تدافع عن نفسها وفق تكثلات جديدة. بل إستطاعت الصين أن تقنع أطرافا من أوروبا، كرئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، والرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بالمشاركة والحضور، ويمثل العديد من القادة الآخرين بقاعًا أخرى من العالم، من إفريقيا إلى منطقة البحر الكاريبي، بمن فيهم الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، ورئيس جزر المالديف محمد معزو.
عندما أسقطت سبع قاذفات شبح من طراز B-2ما عدده 14 من أقوى الأسلحة التقليدية في العالم على الهدف دون التعرض لأي نيران مضادة من طرف إيران، تساءلت عدة اطراف عن القدرات الصينية الحالية في الهجوم على ايران، وكان الجواب أن السيادة الأمريكية على الجو لا زالت تخيف الاعداء والاصدقاء، ولم يُظهر سلاح الجو الصيني حتى الآن قاذفة شبح من فئة B-2، رغم التقارير التي تُشير إلى أنها قيد التطوير، وحتى مع ذلك، فإن الجيل القادم من القاذفات الأمريكية، B-21، لا يزال في مرحلة النموذج الأولي.
قول الجنرال المتقاعد في الجيش الأسترالي، ميك رايان، بتصريح لـcnnإنه يعتقد أن الولايات المتحدة لا تزال أقوى جيش في العالم، “ولكن ربما بهامش أقل مما كانت عليه لعقود عديدة” مع تقليص الصين للفارق إعتراف ضمني أن الفارق أصبح ضئيلا ، وأضاف أن “الجيش الصيني متطور للغاية من الناحية التكنولوجية.. والأهم من ذلك، أنه يبني كل ما يحتاجه محليًا تقريبًا”، مضيفًا أن هذا يعني أن بكين لا يمكن “إكراهها” من قبل موردي الأسلحة الأجانب، لكنه أشار إلى أنه لم يتم اختبار أي من الأسلحة المعروضة في القتال. وتابع:
“رغم أنها تبدو مثيرة للإعجاب ظاهريًا، إلا أن العروض العسكرية ليست مؤشرًا جيدًا على الفعالية العسكرية”.
إن الصين باستعراضها العسكري بعثت برسائل منها :
1 النظام والانتظام والتنظيم،
2 ملامح المشاركين كلهم في سن الشباب ، والقيادات في سن الكهولة بل اعمار متقدمة، معناه تكامل الأجيال
3 إشارات قوية لحضور التكنولوجيا ونوعيتها مع الحضور جوا وبرا وبحرا، وهي سمة الامبراطروريات المعاصرة،
4 الصرامة انطلاقا من أعلى سلطة سياسية، وتبدو من خلال الاستعراض الذي استغرق ساعات،
5 وحدة الأمة الصينية وتجلت في افتخار الجميع بقوة الردع وحماية الصين،
6 رسائل الي الجوار الإقليمي والدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية،
7 هذا الاستعراض قال بلغة شديدة التركيز لا معنى للسياسة الا بقدر ما تملك من قوة لتنفيدها،
الدرس من الصين على رأس من يقصد به الغرب، ولعل الانجليز يتذكرون كم كان لهم من صولة وجولة هناك، وكم كانوا يهيمننون على بحار تلك المناطق.
والخلاصة أن هناك لاعبين جدد يجب نسج العلاقة معهم، بل وتغيير وجهة الدراسة نحوهم، ومنهم الصين وتعلم الصينية من بعض مفاتيح المستقبل. وحتى المؤسسة العسكرية يمكن أن تستفيد من الصين، فبوصلة العالم تعددت اقطابها وفي الأرض متسع لخيارات وطنية حكيمة عقلانية.
رأي
تآكل الحدود بين المدني – الجمعوي والرسمي: مقاربة في ضوء مفهومي السلطة والشرعيّة

الدكتور محمد الخمسي
تتناول هذه الورقة حالة إشكالية تكشف عن تآكل الحدود بين أدوار الفاعلين المدنيين الجمعويين وأدوار المؤسسات الرسميّة في السياق العام التربوي المغربي، حيث يقوم بعض رؤساء الجمعيات بتوجيه تعليمات مباشرة إلى الأطر التعليميّة، في سلوك يتجاوز حدود الاختصاص القانوني، ويعيد طرح سؤال الشرعيّة والهيبة المؤسسية.
تستند الورقة إلى مقاربة نظرية مزدوجة لفهم ديناميات هذا الانزياح:
- مفهوم السلطة المشتتة عند ميشيل فوكو،
- ومفهوم الشرعيّة القانونيّة والعقلانية عند ماكس فيبر،
تُظهر بعض الممارسات المدنية في المجال العمومي ميلاً متزايداً إلى التوسع في الاختصاصات على حساب المؤسسات الرسمية، بحيث يتقمص الفاعل الجمعوي أدواراً سيادية ليست من صلاحياته.
هذا، ومن أبرز هذه الممارسات توجيه التعليمات إلى نساء ورجال التعليم بضرورة الالتحاق بمقرات العمل، وهو سلوك يبدو في ظاهره خدمة وطنية، لكنه في العمق يطرح أسئلة عن شرعية الخطاب ومآلاته المؤسساتية.
هنا ثلاثة اسئلة جوهريّة تفرض نفسها: - كيف يُعاد إنتاج السلطة خارج فضائها المؤسسي الرسمي؟
- هل نحن أمام مجرد مبادرة فردية، أم أمام تجلٍّ لما يسميه فوكو بـ”انتشار السلطة” عبر شبكات غير متوقعة؟
- ما أثر هذه الممارسات على الشرعية القانونية – العقلانية التي اعتبرها فيبر أساس استقرار المؤسسات الحديثة؟
- (شارل دو فوكو) والسلطة المنتشرة:
يرى شارل دو فوكو أن السلطة لا تُمارس فقط من الأعلى إلى الأسفل، بل تتوزع عبر شبكات المجتمع وخطاباته. في هذا الإطار يمكن قراءة تدخل رئيس جمعية باعتباره محاولة لإنتاج سلطة رمزيّة جديدة، عبر خطاب يوحي بالمراقبة والانضباط، حتى قبل بداية الموسم الدراسي. - (ماكس فيبر) والشرعية:
يؤكد ماكس فيبر أن الشرعية في الدولة الحديثة تقوم على أساس الطابع “القانوني – العقلاني” للسلطة، حيث تُمارَس الاختصاصات وفق قواعد واضحة ومؤسسات محددة.
هذا، وأي تجاوز لهذه القواعد يؤدي إلى تآكل الشرعية، ويقوض الثقة في المؤسسات الرسمية، إذ يصبح موقع الوزير ذاته قابلاً للمنازعة والتقزيم.
إن خطاب الفاعل الجمعوي محل النقاش ينطوي على ثلاث مخاطر أساسية: - خطر الاتهام المسبق:
إذ يستبطن دعوى تقاعس الأطر التعليميّة دون سند واقعي أو قانوني، مما يضعف ثقة الفاعلين في المؤسسة. - خطر التشويش المؤسسي:
فبدل دعم انطلاقة الموسم الدراسي، يتحول الخطاب إلى عنصر إرباك، ويغدو مصدراً للقلق بدل أن يكون دعامة للتعبئة. - خطر الهيبة الرمزية:
حيث يُختزل موقع الوزير في صورة قابلة للتجاوز، فيتآكل البعد الرمزي للمنصب العمومي، وتصبح “السلطة الرسميّة” مجرد موقع تفاوضي بين فاعلين مدنيين.
وهنا تبرز المفارقة:
فبينما تركت قضايا بنيوية حقيقية ـ مثل الاكتظاظ، والنقل المدرسي، والمطاعم المدرسية ـ دون معالجة، جرى استهلاك الجهد الرمزي في ممارسة سلطة لا يخولها القانون، ما يعكس حالة من إعادة هندسة غير معلنة للسلطة داخل الحقل التربوي.
خلاصة:
تكشف هذه الحالة عن مظهر من مظاهر التسيب المؤسساتي، حيث تتآكل الحدود بين الأدوار المدنية والأدوار الرسمية، ويتعرض البعد الرمزي للسلطة العمومية لعملية تقزيم.
- (شارل دو فوكو) والسلطة المنتشرة:
- من منظور فوكو، نحن أمام مثال على انتشار السلطة خارج مواقعها الرسمية عبر خطاب جمعوي يسعى لإنتاج شرعية بديلة.
- ومن منظور فيبر، نحن أمام تهديد مباشر للشرعية القانونية – العقلانية التي تُعد أساس استقرار المؤسسات.
يبقى السؤال مفتوحاً: كيف يمكن ضمان توازن دقيق بين حق المجتمع المدني في النقد والمساءلة، وبين ضرورة حماية الهيبة والشرعيّة المؤسساتيّة للدولة؟
بالفيديو
تحليل: “المغرب يعيش بؤسا سياسيا” (فيديو)
رأي
فرصة تاريخية ليكسب المغرب أوراقا لصالحه.. (تحليل)

د. محمد الخمسي،
مما كشفته حرب روسيا/اوكرانيا ان اوروبا تعيش على المعلومات المتوفرة من الولايات المتحدة ، بحيث اصل الى نسبة 95٪ كمعلومات عسكرية استخباراتية باعتراف قادة الاتحاد، وتبين أن المظلة الأمنية التي تعتمد المعلومات اصبحت حلقة ضعيفة في الاتحاد الاوربي ومن هنا يمكن طرح أربعة اسئلة:
1 كم تحتاج اوروبا للمعلومات من دول صديقة في مجال الارهاب والمخدرات وباختصار الجريمة المنظمة؟
2 ما هو المقابل الذي يقدمه الاتحاد لهذه الدول بغرض تحقيق امنه؟
3 لماذا تطلب اوروبا من دول شمال افريقيا حمايتها من الهجرة غير النظامية دون جهد ملموس مثل الذي تقوم به لفائدة تركيا ؟
4 لماذا لا يساهم الاتحاد الاوروبي في تنمية افريقيا عموما وشمال افريقيا خصوصا باعتباره المتضرر اولا من هذه الهجرة والتي يشتغل شبه دركي لهم؟
و الخلاصة ان هناك مطلب عملي وهذه فرصة ليتفاوض المغرب مع الاتحاد الاوروبي تحت عنوان :
يجب ان تساهموا معنا ماليا في أمنكم كما فعلت الولايات المتحدة على المستوى العسكري،
في الحد الادنى الاعتراف الجماعي بالوحدة الترابية، فالتاريخ يعطي فرص لا تتكرر دائما، نحن امام فرصة عنوانها ان امننا ليس اقل شانا من امنكم!، وبالتالي على هذا الاتحاد ان تكف عن الابتزاز ب”جمهورية” الوهم.
-
التحدي 24قبل سنة واحدة
السمك “مفقود” في الأسواق المغربية وأسعاره تبلغ إلى مستويات قياسية..
-
التحدي 24قبل سنة واحدة
الموت يغيب الصحافي جمال براوي بعد معاناة مع المرض
-
رأيقبل 7 أشهر
الدكتور الخمسي يكتب: “التحدي من اجل البقاء..”
-
رأيقبل سنة واحدة
هل تكون بنت خريبكة أمينة دومان أول فائزة بـ “فيلدز”؟
-
رأيقبل سنة واحدة
ما غفل عنه السيد مصطفى الرميد!
-
بالفيديوقبل 10 أشهر
البرلماني الكيحل: الاحتفاء بذكرى المسيرة هاد العام هو احتفاء بـ “ما بعد الحدث” (فيديو)
-
رأيقبل 6 أشهر
قنوات تلفزية عاجزة عن الابداع!
-
رأيقبل سنتين
“بداية باردة لإعادة تسخين العلاقة بين المغرب وفرنسا”