Connect with us

رأي

رأي: الزمن المدرسي ودور قواعد التربية الأسرية!

بتاريخ

الدكتور محمد الخمسي*

حين يصل التلميذ الى المدرسة فهو لا يصل كمادة خامة أو وعاء فارغ، وإنما يصل حاملا معه اثار التربية داخل اسرته، بل ويحمل اثار قيم المجتمع الذي يحتضنه ويعيش فيه، هذا التلميذ ليس صفحة بيضاء سلمت للمدرسة كي تشكلها كما يعتقد الكثير، وهو اعتقاد خاطئ، هذا التلميذ يحمل معه اسئلة مستنزفة للمؤسسة، وغير مجدية في تكوينه، ظاهرها البحث عن الجواب، وباطنها يعكس حجم الفراغ الذي يعاني منه هذا التلميذ، ومن بين هذه الاسئلة وهي بالعشرات ما يرهق الاستاذة أو الاستاذ ويبدد الزمن المدرسي، نتناول في المقالة مجموعة منها منتظمة تحت عناوين كبرى ودون تفصيل الا بقدر ما يسمح به المقال.

1 اسئلة التلميذ التي تدور حول الكتاب المدرسي:

سنتناول بعضها مقترحين طرق التربية التي تساعد على الإجابة عنها، اسئلة منبعها الفقر الذي تعيشه بعض الأسر التي تعجز عن توفير الكتاب المدرسي، الكتاب الذي لا غنى عن للتدريس والتحصيل به وعبره، اللهم اذا اردنا ان يكون القسم امتدادات للحلقة الاجتماعية مثل نموذج “جامع الفنا” فتلك الحلقة لا تتطلب دفترا او قلم رصاص، من هنا فسؤال من مثل ان يطلب التلميذ كتابا مدرسيا لزميله، او ان يغير المكان حتى يستطيع المتابعة في مطالعة صديقه، او ان يطلب من القسم المجاور الكتاب من قريبه، كلها اسئلة من تلميذ عجز عن استحضار الكتاب المدرسي، او في الحد الادنى يعيش فوضى في بيته إلى درجة انه يضيع كتابه المدرسي داخل هذا المنزل، ويترتب عن هذا ان الاستاذ مطالب منه تدبير أزمة نقص الكتاب المدرسي داخل القسم، ومعها كثير من الاسئلة التي تأكل زمن التدريس دون فائدة، هنا يمكن اقتراح حلول بسيطة وناجعة، ومنها توفر الخزانة المدرسية على قدر من الكتب التي تيسر الأمر وتحقق حدا أدنى من النسخ التي تفيد بالغرض وتساعد على تجاوز سؤال الحاجة للكتاب المدرسي، ولما لا ان توجد لوحات إلكترونية تحتوي على الكتاب المدرسي، حيث يستدعى استعمالها عند الضرورة والحاجة.
إن فتح نقاش لمعرفة أسباب عدم وجود الكتاب المدرسي مرة واحدة في أول السنة وتبنى حلول نهائية مع انطلاق الموسم الدراسي ستغلق الباب أمام هذه الاسئلة باجوبة عملية مفصلة على كل حالة بما يناسبها، وهو عمل تربوي اخلاقي إحساني يتم تحقيق الجواب عنه في أول السنة مع الاستراحة من تكراره.

2 اسئلة مرتبطة بالتدريب وامتلاك مهارات ايجابية:

ان سؤال استئذان الاستاذ بالدخول إلى القسم، وسؤال هل نكتب تاريخ اليوم في الصفحة الجديدة؟ او سؤال اي الالوان ممكن استعمالها؟ وسؤال تغيير المكان داخل الفصل، اوسؤال الكتابة على هامش الصفحة، وسؤال اخطأت في تاريخ اليوم! وعشرات الاسئلة التي ليست في عقل التلميذة او التلميذ الا اسئلة جادة، وقد تكون في عقل الذي لا يشتغل بحقل التربية والتعليم اسئلة متعبة وتافهة.
هذه الاسئلة واخواتها تحتاج اولا الى اعتماد مقاربة نفسية اجتماعية بالاساس، ومعرفة طرق تهذيبها والحد منها، وتوجيه السائل او السائلة عنها بحسن التصرف دون الحاجة إلى الاستئذان، ومن أنجع الطرق هو فتح نقاش في بعض الحصص مع التلاميذ واستخراج الحلول منهم، وتدريبهم على الاستقلال في الراي والقرار والسلوك ، دون الحاجة إلى مطالبة إذن الاستاذ مخافة الوقوع في الخطأ، أو الحرص على القيام بالصواب، هنا يتجلى ذكاء المدرسين في عبارة واحدة:
المرونة ثم المرونة، وتمرير قواعد تربوية تعليمية عامة تجيب عن مثل هذه الاسئلة

.3 عبارات التواصل بين الكلام الفاحش والكلام العنيف:

هناك خانة من الاسئلة مرتبطة بعملية التربية مباشرة وليس عملية التعليم فقط، ومنها قاموس الالفاظ الخادشة للحياء ويعتبر عنها في الثقافة الشعبية:
“أستاذ هذا قالي كلمة خايبة”
يدخل على الخط قائلها و الشاهد على القول “أستاذ نعم قالها ليها، وجواب الانكار من شاهد اخر ” أستاذ راه ما قاليها والو” ، هكذا نصبح امام أربعة تلاميذ في قائل وشاهد على القول ومنكر للقول والتلميذة المعنية بالقول، حادثة داخل القسم في الحد الادنى ستأخذ خمسة دقائق، وهو زمن مهم اذا تم رصد التراكم فيه، بل يترتب عن هذا القول عنف خارج القسم وقرب باب المؤسسة مباشرة بعد مغادرتها، ونصبح في ثلاثية الاسر والإدارة والقيم وتتبعها اسئلة من مثل:
أستاذ راه ضاربها على برا و أستاذ راه هو اللي جبدنا، وتطورت احداث بدأت بهذا المستوى لتصل الى القضاء،
ان غياب الاسرة عن عملية التنسيق والتأطير والتربية والتوجيه وخاصة رصد الالفاظ المعبر عنها من طرف الأبناء، تجعل من نساء ورجال التعليم ضحايا هذا المعطى الاجتماعي، فهم ينتقلون في زمن وجيز من التعليم والتربية والتوجيه الى مخفر للشرطة والقيام بالتحقق من القول من عدمه، كل ذلك على حساب باقي التلاميذ في التربية والتحصيل، أمر يؤدي الى استنزاف زمني آخر بسبب غياب مساهمة الاسر في توجيه ابناءها وتربيتهم على ما يقال وما لا يقال خاصة في فضاء اسمه المدرسة،

4 تجاوز العتبة الاجتماعية في التواصل والحوار في المستوى الثانوي:

حين تصل الجرأة بالتلميذ او التلميذة في الثانوي ان يقول او تقول:
أستاذ عطيني واش ممكن تعطيني ستيلو ديالك؟
الاستاذ هدي مسكة زوينة واش تاخذ وحيدة منها؟
استاذة او استاذ كتعجبني الريحة لي كتستعملي او كتستعمل!!
أستاذ جات معك اللبسة او أستاذ شفتك البارح كادور في السويقة مع واحد السيدة واش هاديك مراتك؟
حين تصل اللغة الى هذا المستوى من الإشارة والاحياء، فرغم استحضار كمية من العفوية والبراءة، فإنها اسئلة ممهدة اجتماعيا بتكسير الحواجز والمرور الى الخصوصيات، ولاشك انها اسئلة كاشفة عن بعض الاغراض المراهقة، ومن وراءها وان قيلت بغلاف التنكر من اشاراتها، رسائل تعرفها سن واعمار الثانوي، وهنا يجدر برجل وامرأة التربية والتعليم ان تسترد المبادرة، وتفصل بين الخاص والعام و تؤكد على المواقع والادوار، وان تقوم بواجب التربية والتوجيه وان تبني خطابا تواصليا ذكيا يتجنب الإحتقار او جرح المشاعر، ولكن في نفس الوقت يؤكد على المهمة النبيلة التي تحملها قيم التربية والعلم و التوجيه والنصيحة، وممارسة سلطة الأخلاق والقانون دون قسوة ولكن دون ضعف، ان هذا النوع من الانزياح إلى تبادل مقدمات الحياة الخاصة المتعلقة بالذوق و اللباس وحرية الحركة، اذا لم توضع عليه علامة منطقة خاصة، فإن بداية مجموعة من مشاكل التعليم الأسرية والاجتماعية والانسانية بدات من الصمت وعدم احترام وتقدير لكل طرف من اركان العملية التربوية التعليمية.


وكخلاصة عامة، فإن مهنة التربية والتعليم مهنة إنسانية تسمو بنا بالقدر الذي نسمو بها، وتشرفنا بالقدر الذي نتشرف بها، وترفعنا بالقدر الذي نرفعها، هي ليست حرفة وانما هي بناء الامم والاجيال، لها طبيعة خاصة ومتميزة ياليت من يزاولها او تزاولها تكتشف او يكتشف اسرارها مبكرا!!.

رأي

فرصة تاريخية ليكسب المغرب أوراقا لصالحه.. (تحليل)

بتاريخ

الكاتب:

د. محمد الخمسي،

مما كشفته حرب روسيا/اوكرانيا ان اوروبا تعيش على المعلومات المتوفرة من الولايات المتحدة ، بحيث اصل الى نسبة 95٪ كمعلومات عسكرية استخباراتية باعتراف قادة الاتحاد، وتبين أن المظلة الأمنية التي تعتمد المعلومات اصبحت حلقة ضعيفة في الاتحاد الاوربي ومن هنا يمكن طرح أربعة اسئلة:

1 كم تحتاج اوروبا للمعلومات من دول صديقة في مجال الارهاب والمخدرات وباختصار الجريمة المنظمة؟

2 ما هو المقابل الذي يقدمه الاتحاد لهذه الدول بغرض تحقيق امنه؟

3 لماذا تطلب اوروبا من دول شمال افريقيا حمايتها من الهجرة غير النظامية دون جهد ملموس مثل الذي تقوم به لفائدة تركيا ؟
4 لماذا لا يساهم الاتحاد الاوروبي في تنمية افريقيا عموما وشمال افريقيا خصوصا باعتباره المتضرر اولا من هذه الهجرة والتي يشتغل شبه دركي لهم؟

و الخلاصة ان هناك مطلب عملي وهذه فرصة ليتفاوض المغرب مع الاتحاد الاوروبي تحت عنوان :
يجب ان تساهموا معنا ماليا في أمنكم كما فعلت الولايات المتحدة على المستوى العسكري،
في الحد الادنى الاعتراف الجماعي بالوحدة الترابية، فالتاريخ يعطي فرص لا تتكرر دائما، نحن امام فرصة عنوانها ان امننا ليس اقل شانا من امنكم!، وبالتالي على هذا الاتحاد ان تكف عن الابتزاز ب”جمهورية” الوهم.

اكمل القراءة

رأي

قنوات تلفزية عاجزة عن الابداع!

بتاريخ

الكاتب:

د. محمد الخمسي

قبل القول حول العجز في الابداع من طرف الاعلام العمومي، كانت هناك كتابات تدعي انه لا يمكن التعليق على مسلسلات القنوات العمومية الا بشرط مشاهدتها، وهو قول ينطوي على مغالطة منطقية، اذ لو اخذنا بهذا الرأي فلا يمكن الحديث عن الجريمة الا بارتكابها، وعلى السرقة الا بممارستها، ولا بمناقشة القانون الا بالتخصص فيه، علما ان كثير من اعضاء المؤسسات التشريعية من عوالم اخرى.

القول المتوازن ان من له ارضية لا باس بها في مجال الاعلام، ومن له احتكاك باصحاب الفن الدرامي، ومن خلال الاطلاع والانصات تكفيه حلقة او اقل ليستنتج الكثير.
لا يشك احد ان المغاربة يحبون ثقافة بلدهم ومعالجة قضاياه، ولكن بعين سينمائية ذكية تعطي قيمة مضافة من خلال المقاربة والمعالجة، وتقترح رؤى إنسانية و اجتماعية نحو الهدف، عبر الرفع من الذوق العام، وتهذيب المشاهد، و اقتسام تجارب اجتماعية بلغة إبداعية، ولا يكون ذلك الا بمهنية وحرفية محترمة، وتراكم جهود موصولة بروح النقد البناء، متحررة من الإنتهازية وثقافة الزبونية، وهنا نقف عند مواقف وسلوك يعبر عن ان الاعلام العمومي يصبح غنيمة في رمضان بحيث نجد أنفسنا امام نماذج ثلاثة:

1 “الفنانة” التي تفهم النقد على انه شتيمة، وانها مستعدة للقضاء لمن قام بالنقد، لا داعي ان ترفع من قيمتها بالنقد، فهي لا تؤمن الا بالنقود، وبالتالي احدى ادوات تطور المجال وهي النقد في مجال الدراما معطل بل مرفوض لانه إختلط في عقل الصغار انه شتم.

2 “الفنان” الذي يتحدث بنفس لغة المقهى داخل المسلسل، هو لا يقوم بدور اشتغل عليه، لكونه يعيش الامتداد الطبيعي لحياته الشخصية امام اللاف المغاربة، وبالتالي لا تناقش “طرف ديال الخبز الله يحسن لعوان” مسكين وجدها أسهل مما كان يعتقد، ذلك ان شخصية الفنان هي شخصية الدور الملتزم به داخل نسق القصة، او المسلسل، وليس تقديم شخصه اليومي كما يعيش مع اسرته واقرانه والمقهى المعتاد.

3 “المخرج” الذي لم يتخرج من اي مؤسسة فنية أو علمية أو أدبية ، ينظر الى القنوات العمومية سوق تباع فيها السلع ويقبض الثمن.

و الخلاصات ،ان الابداع من خلال السماسرة لن يكون فنا ولو ادعى اهله ذلك، تشابهت العناوين فقط كما تشابه البقر على أمن من قبل.

اكمل القراءة

رأي

الدكتور الخمسي يكتب: “التحدي من اجل البقاء..”

بتاريخ

الكاتب:

محمد الخمسي*

كل الكتابات التي تتهجم على الاردن، او تنتقص منه تعتقد اننا نعيش تاريخ الأفراد، كل سياسي هو بحجم بلده وتاريخ بلده و إمكانيات وطنه والوضع الاقتصادي والسياسي لهذا البلد وعلاقاته الدولية، بل الاهم والاشد هو المنظومة الحضارية التي ينتمي اليها (لنستحضر حجم مساعدة الغرب لاوكرانيا) والاطراف المساندة او المعادية وحضورها في معادلة الصراع والبقاء عند كل لقاء، كلنا نعلم ان الجامعة العربية اضعف منظمة إقليمية في التاريخ الحديث، كلنا نعلم ان المؤتمر الإسلامي عنوان بلا مضمون، بل مشتت بين السعي للهيمنة من اطراف عدة (تركيا ايران باكستان اندونيسيا السعودية مصر… كل واحدة من هذه الدول لها غاياتها الخاصة داخل هذا المؤتمر اي اكبر تجمع اسلامي في العالم ولكن دون فاعلية) الجهة الأخرى تمثل اكبر قوة في العالم، وتنتمي الى اقوى حضارة غالبة تسمى الحضارة الغربية، وينتمي اليها 2.5 مليار مسيحي ، ولو على مستوى المشاعر، اذا عند الحديث عن موقف الأردن لابد من استحضار ما سبق حضارة فاعلة وحضارة في حال نوم شتوي.

ومع ذلك ربما جاءت فرصة لصناعة التاريخ الكبير، ولو انه يبدو للاخرين مستحيل التحقق!
لنتصور اجتماعا ل22 دولة عربية وقد قرروا الخروج مما هم فيه بحيث الكل في وضع لا يحسد عليه. فرصة للخروج من الذل والهوان تقتضي :
1 جدول اعمال من اجل “لا” للتهجير قوية وواضحة، ومقترحات غير التهجير عملية وواضحة ولا تنقص الخبرة والاستراتيجيات السياسية في اقتراح حلول غير حلول الاستسلام وغير حلول صناعة حرب أهلية لقتل ما تبقى من الفلسطينين!
2 السفر الى الصين و روسيا والهند وامريكا اللاتينية خاصة البرزيل والمكسيك والارجنتين من اجل الدعم والإستشارة، وجمع تأييد دولي حول “خطة لا ” ورصد ادوات المناعة والمواجهة،
3 القاء خطاب الصراحة مع الشعوب، للحديث عن ثمن الحرية والحاجة إلى الصمود، وان الايام القادمة ايام الاستقلال التاني، ألخلاصة ان الامر صعب ولكنه غير مستحيل، غير ذلك سندخل الم الثانية من احتلال المنطقة وامتداداتها الجيوسياسية، وربما مئة سنة لفرصة اخرى.
و الخلاصة الثانية، لا يحمي الانظمة سوى شعوبها، وبالتالي تجنى ثمار الشدة على حسب ما زرع في ايام الرخاء، ومن انفصل عن شعبه اهانه عدوه، وان تظاهر بالصداقة.

اكمل القراءة

الأكثر قراءة

Copyright © Attahadi.ma 2024