رأي
رأي: الفن والسياسة من قلب البرلمان الكندي..
محمد الخمسي*
لاشك في أننا نعيش زمن الصوت والصورة، وخاصة إذا كانت محمولة بأدوات الفن، فهي تعبر وتسافر عبر العقول لتستقر في المشاعر والوجدان والقلوب.
كان ولازال الفن الوسيلة الاشد انتشارا والاوسع تأثيرا على الجماهير، من هنا تعد فاطمة الزهراء العروسي وجه اشتهر على الساحة الفنية في الوطن العربي، بإبداع متميز مغربي، جمع بين جمال الصوت وأناقة الازياء الأصيلة المغربية، ومضمون فني راق ،بقاعدة جماهيرية كبرى من جميع أنحاء العالم، ونظرًا للتطور التكنولوجي الهائل الذي تعرفه المجتمعات الحية، وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي تمكن الناس من متابعة أشخاصهم المفضلة، فقد صار التواجد الجغرافي غير مانع من المتابعة والمشاهدة.
ان المسار الفني و الابداعي لفاطمة الزهراء العروسي جعلها في موقع إحياء الحفل الكبير المنظم للاحتفاء بالذكرى الثانية و الستين لاقامة العلاقات الدبلوماسية و التعاون بين المملكة المغربية و جمهورية كندا، علاقة 63 سنة من الدبلوماسية المتميزة في تبادل المصالح والمنافع، ونظرا لنجاح كندا في مجالات عالمية جعلت المغرب يعتبرها وجهة يستفاد منها، غير ان الرسالة التي رافقت الاحتفال هو المكان الذي انطلقت منه، إنها قبة البرلمان الكندي مفخرة الديمقراطية الكندية وفضاء حرية التعبير ورمز سيادة القانون وسيادة الدولة الكندية، احتفال بحضور وازن لأبرز الشخصيات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية و الثقافية من مختلف الجنسيات المتواجدة بكندا، امر يحمل رسائل للمستقبل فيما يتعلق بتبادل المصالح والخبرات والكفاءات، بل تعتبر الجالية المغربية في كندا وعلى قلة عددها اذا ما قورنت بدول اوربا الغربية جالية نوعية تم انتقاءها، بناء على كفاءتها ومهارتها وخبرتها، ولاشك ان اتنظيم هذا الحفل في هذا المكان ومن اجل هذه المناسبة سيجعلها فرصة لبناء لوبي مغربي بامتياز، ليشتغل في اتجاه علاقة رابحة للطرفين وفي مصلحة الشعبين والدولتين وفي دعم وسند كندا للوحدة الترابية المغربية.
حين نالت فاطمة الزهراء العروسي إعجاب الحضور وهي تأكد على عراقة الحضارة المغربية المتميزة بالطعام والكريم و اللباس والصناعات المغرببة العريقة، ومنها اللباس أحد مفاخرها المتمثل هنا بالقفطان المغربي، و تألقها بأداء النشيد الوطني الذي يحمل رسائل قيم المجتمع المغربي، وخلاصة العناوين الكبرى لنظامها السياسي، ويمكن القول ايضا ان تعدد لغات الغناء زادت من رسالة النبوغ والذكاء المغربي، امر لم يفت المتابع، حيث كانت اللغات الاربع حاضرة العربية الفرنسية الانجليزية و الاسبانية مما اثار إعجاب الحضور والمشاهد.
حدث تصرفت فيه السفارة المغربية بكندا و الجمعية المغربية لمغاربة أوتاوا كاتينو و البرلمانية ماري فرونس لافوند و المركز الثقافي المغربي بذكاء، فاختيار قبة البرلمان الكندي تحمل من الرمزية والرسائل الكثير، وتبعث برسائل الى باقي السفارات المغربية بالبحث عن ابداع وسائل التواصل والتفاعل وان الدفاع عن المغرب وسمعته ومصالحه ووحدته الترابية معركة الجميع، ومن أجل الجميع، هي معركة الفن الى جانب السياسة والاقتصاد، معركة قيادة وشعب من اجل مكانة يستحقها المغرب بين الامم التي ساهمت في بناء الحضارة الإنسانية ، بين امم تعشق الحرية والكرامة، بين امم كانت ولازالت لها امجاد تاريخية بامتياز.
اقتصاد
الصين والمغرب: شراكة استراتيجية متوازنة
محمد الخمسي*
كانت زيارة دولة ولو كره الخصوم
بعد زيارة الدولة من طرف فرنسا للمغرب والتي توجت بقرار سياسي جد مهم، من خلال
دعم موقف المغرب في قضية وحدته الترابية والذي كان فيها الرئيس الفرنسي صريحا في
خطابه داخل المؤسسة التشريعية المغربية، جاء دور الرئيس الصيني، وإن كان في زمن
الزيارة وجيزا فاستقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ من قبل ولي العهد الأمير مولاي
الحسن مهمة وذات دلالات متعددة. ذلك أن الامر يتعلق بزعيم ثاني أقوى دولة في العالم
اليوم، وأقوى ثقل ديمغرافي حيث يتعلق الامر بحوالي مليار ونصف مليار من ساكنة الكرة
الارضية أي أكثر من ريع سكانها، وبالتالي لم يتوقف بالمغرب تقنيا كما رددت ألسنة
السوء والافك، وهناك إشارات واضحة تجعلها زيارة دولة الصين إلى المغرب زيارة
تدخل ضمن أجندة الدولتين لتعزيز التعاون الصيني الإفريقي أطلسيا عبر البوابة المغربية،
وضمن معادلة المصالح بين الصين والمغرب وأوروبا مثل اقتصادي يسعى المغرب
للتموقع فيه بشكل إيجابي.
إن حضور المغرب من خلال ولي العهد و رئيس الحكومة المغربية يجعل للزيارة وزنا
سياسيا واقتصاديا بين الدولتين وضمن مسلسل تطور وصيرورة لعلاقات استراتيجية منذ
زيارة الدولة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس إلى بكين سنة 2016.
بعض رسائل الزيارة ببعد اقتصادي
تحمل هذه الزيارة مجموعة من الرسائل ومنها:
1 اشتغال المغرب بمنطق مؤسسات الدولة ومن هنا كان الاستقبال بمن ينوب عن رئيس
الدولة ومن يمثل الجهاز التنفيذي، وقد يكون هذا مقدمة لما يتم تناوله في وسائل الاعلام
وخاصة الجارة الإسبانية أن زيارة الرئيس الصيني مقدمة لموقف إيجابي لبكين من
تطورات ملف الصحراء المغرب، لوعي الصين أن طريق الحرير يمر عبر المغرب وأن
الحضور الجيوستراتيجية للصين بكامل غرب إفريقيا الأطلسية يتطلب ميناء الداخلة
الأطلسي كأحد أكبر الموانئ بإفريقيا بالمغرب.
2 اعتماد الصين على منطق التجسير مع الدول التي تتمتع بمصداقية سياسية في العلاقات
الدولية، والتي يمكن بناء جسور التعاون معها ضمن تحقيق المصالح الصينية المغربية
خاصة في قارة قابلة للنمو والاستثمار القارة الافريقية.
3 هناك وعي مغربي وخاصة لدى المؤسسة الملكية بالاستقطاب بين الدول الكبرى
والمصالح المتعددة والمتناقضة في الغالب، تجعل المغرب يرتب أجندته وفق منظور دعم
استقراره وتحقيق مصالحه الامنية والاقتصادية، فكلما كانت مصالحه الوطنية العليا سياسيا
واقتصاديا وأمنيا في المعادلة كلما كان المغرب مستعد للتعاون ضمن حسابات قوى دولية
للقرن 21 ، وضمن جغرافية معقدة بما أن الامر يتعلق بالبحر الابيض المتوسط. من هنا
ساد منطق الاقتصاد وتطوير مستمر لعلاقات اقتصادية وتجارية ، ولعل أحد أبرز
المشاريع الاقتصادية التي يسعى المغرب للشراكة فيها مع الصين هي تدشين خط الغاز
المغربي النيجيري، ومبادرة تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وتراهن
الرباط على بكين لإنجاح مشاريع، مثل السيارات الكهربائية، ومشاريع السكك الحديدية،
ومشاريع أخرى في إطار استعداد المغرب لتنظيم كأس العالم عام 2030 برفقة إسبانيا
والبرتغال. ضمن خطة أوسع لتنويع شراكاته الاقتصادية والتجارية، مخففا من ثقل الاتحاد
الأوروبي الذي يستحوذ على 60% من تجارة المغرب. لقد بدأت ملامح الشراكة تظهر
بقوة الارقام والمعطيات، فقد تضاعف حجم الاستثمار الصيني بالمغرب خمس مرات من
2016 إلى 2023، بينما تضاعف حجم التبادل التجاري مرتين في الفترة نفسها. وأطلق
المغرب السنوات الماضية مشاريع عملاقة ما يجعله يبحث عن شركاء دوليين لتنفيذها
بالكامل على أرض الواقع. خصوصاً المشاريع الرامية إلى خلق الثروة وتعزيز الاستقرار
والأمن، والازدهار الاقتصادي للبلدان الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، ومبادرة
تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي”.
في 23 ديسمبر 2023، اتفق وزراء دول الساحل الأفريقي بمدينة مراكش، على إنشاء
فريق عمل وطني في كل دولة، لإعداد واقتراح سبل تفعيل مبادرة دولية للملك محمد
السادس، لاستفادة بلدان الساحل من المحيط الأطلسي. خاصة وأن المشروع الاستراتيجي
لخط أنبوب الغاز المغرب / نيجيريا الذي يطمح إلى تعزيز التكامل الإقليمي وتحفيز التنمية
الاقتصادية على طول الساحل الأطلسي الأفريقي وخارجه سيخلق بيئة سياسية وأمنية
تقضي على التطرف والمرتزقة بالمنطقة.
لاشك أن المغرب يتصدر إنتاج السيارات في أفريقيا وهي صناعة مركبة كل دقيقة، و أن
المبادلات التجارية بين البلدين أي المغرب والصين ارتفعت بأزيد من 50%، ما يجعل
الصين ثالث أكبر شريك تجاري للمملكة وشريكها الأول على مستوى آسيا، بحجم مبادلات
إجمالي بلغ 7.6 مليارات دولار في 2022. من المهم أن نستحضر الاستثمارات الصينية
في المغرب في 2022 لأكثر من 56 مليون دولار، وتتعلق بالأساس بالصناعة والنقل
والعقار والطاقة والمعادن، مع استحواذ الصناعة على حصة تبلغ 52%. وبحسب وزارة
الخارجية المغربية ينشط في المغرب أكثر من 80 مشروعاً مشتركاً مع الصين أو شركات
صينية، ومنها ما هو قيد الإنجاز في جميع أنحاء المملكة. وقد شارك رئيس الحكومة
المغربية عزيز أخنوش، في سبتمبر الماضي، في اجتماع رفيع المستوى حول “دعم
التصنيع في أفريقيا، وتحديث الزراعة، والتنمية الخضراء على طريق التحديث”. وبلغ حجم
التجارة بين الصين وأفريقيا حوالى 177 مليار دولار في النصف الأول من العام الجاري،
وفق إعلام صيني، و وقّع المغرب والمجموعة الصينية الأوروبية “غوشن هاي تيك” على
مذكرة تفاهم لتصنيع بطاريات الليثيوم المخصصة للسيارات الكهربائية. وبحسب بيان
لـ”صندوق الإيداع والتدبير” الحكومي، فإن البطاريات ستُصنَّع في مصنع قيد التشييد بمدينة
القنيطرة وستكون تكلفة المرحلة الأولى للمشروع 13 مليار درهم (1.3 مليار دولار)،
ومن المنتظر أن يخلق 2300 فرصة عمل.
لقد ساهمت بطاريات الليثيوم في الثورة التكنولوجية، عبر سرعة الشحن واستعمالها في
الحواسيب والهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية فضلاً عن وزنها الخفيف،
واستعمالاتها المتعددة.
إن التطور الصناعي والاقتصادي هو ما جعل المغرب ضمن الفرص المتاحة في المهن
العالمية للمغرب، وشجع الاستثمارات الصينية بالمملكة، حيث تشكل طنجة تيك التي تضم
شركات متخصصة في التكنولوجية الحديثة مشروعاً طموحاً لمدينة صناعية وذكية،
وتوضح تقارب الرؤيتين المغربية والصينية”. لتصبح طنجة حاضنة رئيسية للتقنيات
المتقدمة، والمشاريع الصناعية للجيل الجديد، وتؤكد الاستثمارات الصينية المتنامية المسجلة
في المملكة، ولا سيما في قطاعات التنقل الكهربائي، والسيارات، والطاقات المتجددة والبنية
التحتية، نجاح التعاون المغربي الصيني.
الصين و الاهداف الاستراتيجية من تعزيز علاقاتها بأفريقيا
إن تطور العلاقات بين المغرب والصين وضع يجعل المغرب أول بلد في أفريقيا ينضم إلى
مبادرة “الحزام والطريق” خلال يناير 2022. و”الحزام والطريق” مبادرة تهدف إلى ضخ
استثمارات ضخمة لتطوير البنى التحتية للممرات الاقتصادية العالمية، ولربط أكثر من 70
بلداً. والمبادرة أطلقها الرئيس الصيني عام 2013، هي عبارة عن مشروع يهدف إلى
إنشاء حزام بري من سكك الحديد والطرق عبر آسيا الوسطى وروسيا، وطريق بحري
يسمح للصين بالوصول إلى أفريقيا وأوروبا عبر بحر الصين والمحيط الهندي، بكلفة
إجمالية تبلغ تريليون دولار. وهو ما يفسر تزايد الاستثمارات الصينية بالمغرب، فهناك
رغبة قوية للصين من أجل إدخال ميناء الداخلة ضمن خطتها التجارية وأيضا للظفر بموقع
متقدم في السوق الطاقية الإفريقية.
هناك خطط عمل كبيرة تتضمن نقل الصين لجزء كبير من مصانعها المنتجة، ومنصاتها
الصناعية الحساسة إلى الصحراء المغربية…مع فتح بكين لقنصليتها قبل أن تبدأ أمريكا بنقل
استثماراتها من كندا والمكسيك إلى مدن الصحراء المغربية كما هو متوقع في مقبل الايام.
زيارة صينة تحت عيون أوروبا
لا شك أن الدور المتنامي للمغرب في إفريقيا وأروبا بسبب اقتناع هذه الاخيرة منذ قدم
التاريخ أن المغرب بوابة إفريقيا في المقابل يعتبر الصينيون المغرب بوابة إفريقيا و
وأروبا. و لاشك أن بعض العقوبات الاقتصادية من طرف هذه الاخيرة على الاقتصاد
الصيني كما أنه من المحتمل أيضا أن يفرض ترامب على الشركات الصينية العاملة في
الصين عقوبات في أطار الصراع والتنافس، تتوجه هذه الأخيرة لتوطين صناعاتها في
أنحاء مختلفة من العالم. و من هذه الصناعات التي ثم توطينها في المغرب نجد البطاريات
الكهربائية للسيارات التي استقرت في طنجة. و الهدف تسويقها في أوربا. إننا نعيش في
عالم متحول و دور الحكومات الذكية التأقلم مع هذه التحولات وتنويع الشركاء وتشبيك
المصالح، بمعنى امتلاك أوراق متعددة في مجال العلاقات الدولية.
لا شك أن استثمارات المغرب و الصين تزعج بل تخيف الجارة الشرقية التي تبين أنها لم
يعد لديها مشروع سياسي إلا مشاريع الهدم والتفتيت وتعطيل الاستقرار والتنمية لدى دول
الجوار وعلى رأسها المغرب، مع إبقاء باقي دول المغاربية تحت عتبة الحاجة اليها في
مجال الطاقة. أن المقاربة التي اعتمدها المغرب على المستوى الدولي بأن يكون شريكا
إيجابيا جعلت النظام العسكري بالجزائر يعيش نوعا من العزلة السياسية، وأن انتهاء ملف
الصحراء المغربية سيدخلها فراغا سياسيا قد يعصف بالاستقرار الداخلي الهش، وإذا تأكدت
أخبار مجموعة من الدول في تأييد مقترح المغرب فسيكون الامر ضربة قوية وموجعة
للعسكر ونهاية للعب بدمية 1975 وهي أقدم دمية سياسية في العالم.
التحدي 24
د. الخمسي يُحلل نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية
محمد الخمسي
تمكن ترامب بوضوح من أركان السلطة الثلاث وبشكل جد مريح:
الرئاسة ومجلسي الشيوخ ومجلس النواب، مما سيجعله يتمتع بسلطة سياسية قوية ومتماسكة، ومن بين الاشارات التي التقطها الخصوم والانصار ان ثقة في الخيارات التي كان قد قدمها اختارها الناخب الامريكي، بحيث يرى ترمب انه حضي بالتفويض شعبي من اجل تصحيح ما اعتبره تزويراً واستهدافا شخصيا وتصفية حسابات في الانتخابات السابقة.
يمكن استنتاج بعض الخلاصات ومنها أن فوزه هو دعم لليمين في العالم وان اوروبا سيسهل فيها فوز اليمين وربما اليمين المتطرف، كما ستعود نظرية “اشتروا منا حمايتكم” وسيطبقها على أوروبا من خلال كلفة حلف الناتو، التي يطالب اوروبا بالدفع الجيد وتحمل مسؤولية الدفاع عن انفسهم، وفي ظروف إقتصادات مريضة مما يجعل فاعلية الحلف على المحك،
اما دول الخليج فسيتم بيع الحماية لهم من ايران بكلفة عالية، وبمنطق الصفقات.
تعتبر روسيا اكبر مستفيد من هذه النتائج، فهي تهيئ نفسها للتعاون مع ترمب الذي ربما ساهمت بشكل او اخر في فوزه، وسياخذ ملف أوكرانيا مسار حله بضمانات تجعل روسيا تشعر بامن استراتيجي، اي اغلاق الباب امام العضوية في الحلف الاطلسي مع بعض التفاصيل، التي ستكون محل اتفاقية وسيكون حتما التفاوض فيها سهلا على روسيا وصعب على اوكرانيا.
يمكن اعتبار ان فوز ترامب هو اتمام انطلاق نوع اخر من الحروب، كان قد بدا في ولايته الاولى، فالصين ستدخل صراعا اقتصاديا واضحا مع الولايات المتحدة، وستبدأ حرب وتقنية وسيكبر التجسس الصناعي بشكل مهول، مع شدة التنافس على الاسواق واستعمال ادوات الحماية الجمركية.
لا زال العالم يتذكر الخطوة التي قام بها ترامب في اتجاه كوريا الشمالية، وربما ينفتح مرة اخرى لينجح في محاولته بالتوصل إلى صفقة عبر روسيا، في ربط علاقة طبيعية مع كوريا الشمالية،
يعتبر ملف الشرق الاوسط الملف الاكثر تعقيدا، لكن سيخضع ايضا لمنطق الصفقات لكون هذا التفكير ثابت في منطق ترامب، والسؤال هل في الشرق الاوسط من هو مستعد للصفقات؟
هذه منطقة تحكمها وساوس التاريخ وصعوبة الاحداث وحجم الدماء التي ساهم فيها الديمقراطيون بشكل كبير، فمنذ اوباما وهو نفس المنطق
” خلق الفوضى المدمرة للدول العربية”
سيكون احد التحديات سرعة ايقاف الحرب وما يترتب عنها،
لا شك ان تركيا تنظر الى ترمب كفرصة للعودة كلاعب أساسي في المنطقة، أو على الأقل ان يكون لها دور مهم، وهي في حالة ترقب متفائل.
بالنسبة لوطني وبلدي المغرب، ربما تكون مرحلة تعمق خيار المغرب فيما يتعلق بوحدته الترابية، اي دعم الحكم الذاتي ضمن السيادة المغربية، وتحقيق ما كان يتردد من قنصلية بالدتخلة او العيون، فقد اصبح الحديث ممكننا بعد رحيل بليكن الذي وصلت به مناوراته ان يعتبر الحكم الذاتي احد الخيارات وليس الخيار والوحيد. وقد ظهر من هذه الخيارات تقسيم الصحراء المغربية.
في كل الاحوال، فالجزائر لن تكون بخير، لان ترامب رجل صفقات وهي طريقة تعتبر عصية على عقلية عسكر الجارة الشرقية، فهم أفشل الناس في هذا النوع من التفكير، اذ لو كانوا يتمتعون بهذه المرونة لكانت المنطقة مزدهرة الى أبعد الحدود ومن زمان بعيد، ولكنه عقل صلب غير قابل للتفاوض و بناء منطق رابح/رابح، فلغة التهديد هي اول علامات عقم الخيال السياسي لدى حكام الجارة الشرقية، وننتظر المزيد من الوضوح بعد تشكيل الفريق السياسي في الولايات المتحدة، التي لا يمكن فهم الادوار الا بشرط فهم دورها.
رأي
من اجل قناة محترفة في الوثائق والمستندات (رأي)
محمد الخمسي
هذه الايام قرأت مقترحات ذكية متعلقة بحجم الوثائق التي ستصبح تحت تصرف واطلاع المغرب، هذا الارشيف من الوثائق التاريخية سيرفع الغطاء عن مضمونها وهو ما يمثل ثروة لكثير من المؤسسات، ومن المعلوم أن معرفة الماضي و الحاضر يساعد على اتخاد افضل القرارات في المستقبل (سلسلة ماركوڤ les chaînes de Markoff) ، هذه الوثائق و المخطوطات تحتاج الى عدة تخصصات لمعالجتها ودراستها علميا د، علم الوثائق اتخذ تسميات متعددة منها التوثيق (Documentation) او علم المعلومـات والتـوثيق (Information Science and documention) او علم الوثائق (الدبلوماتيك diplomatics)
او علم الوثائق (الدبلوماتيك diplomatics)
بل اصبح هناك تخصص علم الطرق النقدية لمصادر التاريخ الرسمية.
لاشك أن العلاقات الدولية إستفادت من دراسة المواثيق والقوانين والمعاهدات والعقود والسجلات القانونية، والوثائق الأخرى المشابهة، كما اهتمت واشتملت عبر مسار دراسة نشأتها وتكوينها تقييمها وتمييز الصحيح من المزور من الوثائق على خبرة تفاوتت فيها الدول.
إن دراسة الوثائق التاريخية مهم من أجل التحقق من حدوث وقائع تاريخية معينة من عدمها، وإن مظاهر تطور علم الوثائق يمكن قياسه اعتماداً على مؤشرات إيجابية توفرت للمغرب منذ عدة عقود وأهم هذه المؤشرات:
1 وجود باحثين في مجالات علم الوثائق ومدرسين يعملون في حقل الوثائق،
2 مؤسسة بحجم وامكانات دولية محترمة “المديرية العامة للدراسات و المستندات” ولا شك انها تتوفر على خبرة عالية في معالجة المعلومات المتوفرة في الوثائق، كما ان الامر يتطلب الى جانب هذا وبسبب حجم ما يبتوفر للمغرب من وثائق:
3 وبرامج دراسية جامعية متخصصة لهذا النوع من المعطيات والارشيف،
4 مؤسسات بحثية وأكاديمية مهتمة بعلم الوثائق والمعلومات.
و من باب التذكير ايضا ان هناك أنواع من الوثائق وأشكالها حيث يمكن تقسيمها وفق عدة أسس منها الوثيقة المعتمدة من حيث الغرض الذي يرمي إليه الفاعل القانوني من كتابة الوثيقة وتقسم إلى نوعين وثائق يقصد بها أن تكون مستنداً أو دليلاً أمام القضاء وخاصة الدولي، يثبت بها الفعل أو التصرف القانوني الذي يتم بمجرد توافق الإرادتين·
و وثائق ضرورية لقيام بعمل قانوني، ومثال ذلك: الهبة التي لا تتم من الناحية القانونية إلا بوثيقة·
إن هذا التقسيم مهم من وجهة نظر القانون فكلما زاد الاعتماد على الوثائق المكتوبة في دعم رأي أو عمل ما كان ذلك دليلاً على تقدم النظم القانونية والحضارية في الدولة، إذ إن الكتابة تفوق الشهادة، والكلام ينسى وتبقى الكتابة من خلال الدواوين الاقوى من حيث صحتها ومبلغ الاعتماد عليها، إذ الوثيقة الكتابية تتكون من كل ما أؤتمن على وديعة مخطوطة باليد وتظهر بأجزاء متتابعة أو مدة محددة وزمن معين وكتبت من مسؤول رسمي وهذه الوثائق صحيحة لايمكن الطعن فيها·
و ايضا هناك وثائق قام بتحريرها أفراد دون الرجوع إلى موظف رسمي مختص، أو أنها ليست معتمدة من جهة رسمية·
ومع التطور التقني اصبحنا امام الوثيقة التصويرية، ويأتي نوع من الوثائق في درجة تلي الوثيقة الكتابية، وتعد في علم التوثيق وثيقة مساعدة بمعنى أنه لا يعتد بها وحدها، لأن المحتوى فيها موضع ترجيح أو شك وهي في الغالب رسم ما نقل بالزيت أو بالقلم أو بالفحم أو صورة أو نقش في الحجر أو صورة شمسية·
وايضا الوثيقة التشكيلية وتعد أيضاً من الوثائق المساعدة، وهي مماثلة للوثيقة التصويرية في كثير من المقومات، واضيفت الان الوثيقة السمعية، التي تدخل أيضاً في نوع الوثائق المساعدة التصويرية والتشكيلية وهي في الغالب تسجيلات صوتية أو إذاعية أو تسجيل أسطواني أو شريط سينمائي·
ومع التطور المعاصر والتطورات الإلكترونية أصبحت هذه الوثيقة يعتمدها الخبراء في دراسة اللهجات الخطابية وأسلوب الحوار والنقاش عند رجال السياسة وزعماء العالم فيستندون بذلك على دراسة شخصياتهم ومدى تأثيرهم على الجماهير على سبيل ونموذج الاستفادة من الوثائق.
من وجهة نظر المؤرخين تنقسم الوثائق إلى وثائق الديوان اي صدرت عن ديوان أو دواوين وتتبع قواعد وأساليب ثابتة في صياغتها وطرق إخراجها وشكلها· او وثائق غير ديوانية أصدرتها هيئة أو مؤسسة ليست لها قواعد أو أساليب أو أشكال ثابتة، ثم تليها وثائق وطنية اوقومية تحفظ تراث الأمة الذي يعكس نشاطها في كل المجالات ولاسيما المخطوطات والرسائل وأشكال الوثائق.
فرصة تاريخية لمؤسسة تلفزية “المغربية للوثائق والمخطوطات”
ستكون هذه مؤسسة مساعدة على بناء دراع اعلامي وطني، يفتح النقاش بين المتخصصين في الوثائق واستخلاص نتائج عملية اجرائية، وبناء عليها سيعطي عملا منظما يعتمد الرقمنة كوسيلة للحفظ والنشر، ويغني الوعي المغربي بالذاكرة التاريخية، ويسلط الأضواء على تاريخ واحداث الجارة الشرقية وكيف تم صناعتها، ودمع الكشف عن طرق اغتصاب ونزع مساحات من الدول المجاورة، والتلاعب في خرائط المنطقة سواء المغربية او التونسية او الليبية وهو ما يمهد الى المطالبة بالحقوق الأرضية من طرف الدولة التي تعرضت الى تزوير حدودها على يد الاستعمار الفرنسي الذي كان يعتقد انه لم يغادر الجزائر الى الابد.
ومن أجل هذه الغاية الوطنية الكبرى هناك عائق عقلي ونفسي قد يفوت علينا هذه الفرصة اسمه الوضع الحالي للاعلام العمومي، الذي لا تنقصه الكفاءات وانما روح وحرية تشجيع المغاربة على الابداع وهو أمر غير قابل للاستيراد من الخارج، والا لما كان معنى للحديث عن الروح الوطنية،وهنا وجب أن يكون القطب الاعلامي العمومي في مستوى التحديات والفرص التاريخية.
-
التحدي 24قبل 3 أشهر
الموت يغيب الصحافي جمال براوي بعد معاناة مع المرض
-
التحدي 24قبل 9 أشهر
السمك “مفقود” في الأسواق المغربية وأسعاره تبلغ إلى مستويات قياسية..
-
رأيقبل 9 أشهر
هل تكون بنت خريبكة أمينة دومان أول فائزة بـ “فيلدز”؟
-
رأيقبل 5 أشهر
ما غفل عنه السيد مصطفى الرميد!
-
مجتمعقبل 5 أشهر
اندلاع حريق بوحدة متخصصة في صناعة المناديل الورقية بالمنطقة الصناعية ببرشيد
-
رأيقبل 9 أشهر
“بداية باردة لإعادة تسخين العلاقة بين المغرب وفرنسا”
-
التحدي 24قبل 9 أشهر
فيسبوك وانستغرام يعودان للخدمة وسط مخاوف من تكرار الانقطاع
-
رأيقبل 8 أشهر
الدعم المدرسي: لحظة إجهاد مجتمع بكامله! (رأي)