عصام دروي شاب مغربي لم يكمل بعد عقده الثالث، لكنه راكم نجاحات و إنجازات قد يراكمها المرء على مدى سنوات طوال .
عصام ابن مدينة وجدة كبر وترعرع في المنطقة الشرقية من البلاد، و اشتغل في العديد من المهن الموسمية في العطل المدرسية، وعمل كمساعد سائق في النقل الطرقي،قبل أن ينشئ مشروعه الخاص في نفس المجال لكن بصيغة وحلة أكثر تطورا.
أسس عصام دروي منصة “la gare.ma “وهي المنصة الإلكترونية الأولى في المغرب لخدمة حجز تذاكر الحافلات عبر الأنترنيت، بقاعدة بيانات تضم أكثر من 10 آلاف رحلة يوميا في جميع إتجاهات المملكة المغربية ب 150 وجهة وطنية،ونحو الخارج بمعدل 7 وجهات أوروبية،وهي متوفرة ب10 لغات و25 عملة نقدية مختلفة.
“إنشاء بوابة “la gare.ma “لم يأت بمحض الصدفة بل هو نتيجة سنوات من الخبرة في ميدان نقل المسافرين وأيضا بميدان المعلوميات و الهدف الأساسي وراء إنشاء البوابة الإلكترونية، هو المساهمة في توفير خدمات ذات جودة عالية إنطلاقا من الأنترنيت، وهو ما نسعى لتحقيقه بتطوير خدماتنا و بثقتكم بنا”.هي جمل تقرأها إذا ولجت الصفحة الرئيسية للمنصة الإلكترونية، وهي بمثابة عقد ثقة أبرمه عصام مع زبائنه.
كسب ثقة الزبون لم يكن التحدي الوحيد الذي واجه عصام في بداياته، بل كسب ثقة الشركات كذلك لم يكن بالأمر السهل، ولولا خبرة سنوات راكمها دروي في مجال النقل الطرقي بالرغم من صغر سنه لما تمكن من ربح هذا الرهان.
قام عصام ببرمجة المنصة بمفرده مستثمرا في ذلك المهارات التي تعلمها في مجال البرمجة، وكان عليه أن يحجز اسم نطاق لمنصته، فحصل على دعم صغير جدا وكان هو الدعم الوحيد لبدء مشروعه.
“في سبتمبر 2013 ،بدأت برمجة الموقع بحجز اسم نطاق بمبلغ 250 درهما أي 25 دولار، وبعد ستة أشهر من العمل أطلقت المنصة في 15 مارس 2014”.كما جاء في تصريح صحفي لعصام دروي.
و بعد مدة قصيرة من إطلاق المنصة الإلكترونية، أجرى عصام استطلاع رأي لمستخدمي المنصة، وكانت النتائج التي حققها خاصة وأنه في البدايات مبهرة و مرضية، وشكل له ذلك حافزا ليطور من عمله و يجعله أكثر احترافية، فأسس فريق عمل كإعلان عن بداية مرحلة جديدة في مشروعه.
منذ انطلاقة “المنصة الإلكترونية”و عصام دروي يحرص تطوير مشروعه من كافة الجوانب، وإدخال مجموعة من التعديلات عليه قصد تسهيل استعمال العملاء له، حيث قام بإنشاء تطبيق للموقع خاص بالهواتف الذكية، لتسهيل الإطلاع على المواقيت.
لم يكن عصام يفوت أي فرصة لحضور التظاهرات والمناسبات للتعريف بشركته الناشئة حينها،و بعد سنة من إطلاق مشروعه ، قرر في نوفمبر 2014، المشاركة في تظاهرة الشركات الناشئة في المنطقة الشرقية بالمغرب، وحازت شركته على الرتبة الأولى.
وبذلك بدأ عصام برص أولى لبنة في مشوار التميز وانتزاع الألقاب والجوائز واحدة تلو الأخرى، ففي سنة 2016 حصلت شركة عصام على لقب أفضل منصة للتجارة الإلكترونية في المغرب. وفي نفس السنةدخل عصام في ترتيب أفضل 12 شابا مقاولا في أفريقيا عن طريق “africain leadership academy ” و “Mastercard foundation “
وفي سنة 2017 صنف عصام دروي ضمن قائمة أفضل 30 مقاول شاب أقل من 30 سنة الأكثر تأثيرا في إفريقيا ضمن تصنيف مجلة فوربس المعروفة.
وفي سنة 2018 حازت مقاولة عصام الناشئة على أول صفقة استثمار لها، بهدف تطوير الخدمات الشركة على المستوى الوطني والتوسع في دول أخرى في شمال إفريقيا كتونس ومصر وعلى مستوى الشرق الأوسط وبدأت حتى في أوروبا وبالتحديد في البرتغال.
و إلى جانب تميز وتألق عصام دروي في عالم المقاولة قرر الشاب الطموح خوض غمار عالم السياسة، لأنه وحسب عصام لإحداث التغيير الذي نريد أن نراه لا بد من الإنخراط داخل العمل السياسي بدل التذمر من بعيد.
نجاح تجربة عصام دروي يجب أن تكون نموذجا يحتذى به ويلهم الشباب المغاربة، خاصة وأن عصام بدأ بمفرده من الصفر، و اعتمد على نفسه في كل مراحل المشروع، بدء من تعلم البرمجة وصولا إلى إنشاء مقاولته واليوم شركته تتوسع في أكثر من دولة.