رأي
د.الخمسي يكتب: الترمضين والعدوانية!
د.محمد الخمسي
من دون شك ان بعض المهن تتطلب جهدا جسميا ونفسيا للقيام بها وخاصة في شهر رمضان المبارك، واصحابها مأجورون عظيم الاجر على ذلك، الا ان البعض تضيع عليهم هذه الفرصة الثمينة بسوء المعاملة الى درجة العدوانية، هذه العدوانية تأخذ صورا متعددة منها:
1 الشارع العام حلبة للملاكمة:
ففي أول يوم من شهر رمضان، يحاول بعض السائقي الطاكسي أن يجد ثغرة أمام سيارة زملائه واصدقائه وإخوانه من اصحاب الطاكسي، أملا أن يربح بعض الوقت، وان يختار الاتجاه والمسافة، فلا يستقر له حال حتى يطل برأسه من نافذة سيارته ليوجه سيل سباب وشتائم من كل الألوان والأنواع لكل من لم يسهل عليه الفوضى، اويساعده على انانيته، لا يعرف حرمة للشهر وحرمة للمومنين ، فسرعان ما يتحول الى مادة قابلة للاشتعال، بل تصل الشتيمة واستعمال الممنوع من الألفاظ اخلاقا وتقاليد مغربية، وتبدا اختبارات الرجولة: “انزل إلا كنت راجل و……”.
واذا صادف من هو في مستوى اخلاقه او ادنى لن يتردد في فتح باب سيارته، ويبدأ خناق وسرعان ما تنطلق الجولة الأولى من الملاكمة الحرة، ومع الأسف الشديد يغيب صوت العقل ولا يستجيبون لأي نداء للعودة إلى الرشد والارتقاء.
2 مصطلح “الترمضينة”:
اخترع المغاربة لفظة “صليوا على النبي راه شهر رمضان هذا” تعظيما لحرمته وتأدبا باجواءه وما يفرضه من حسن المعاملة، فرمضان شهر التسامح والعفو بامتياز. غير ان الثقافة الشعبية المنحرفة في هذا الجانب اعطت تفسيرا منهزما ومتخلفا وربطته بشهر رمضان، فجعلته شهر توتر وقلق وعصبية ومزاجية سادية الى درجة اخترعت مصطلح: ” مرمضن”
فتحول شهر الهدوء والسكينة والطمئنينة الى شهر يتجاوز فيه عن العنف والصخب و التهديد واحتقار المؤمنين، بل وتهديد النظام العام .
ان الانتصار على الغضب والقدرة على تمالك النفس والتحكم في الأعصاب من حكم الصيام وغاياته ومن اهداف تدريب النفس على السمو والارتقاء.
فلا يقبل ولا يعقل ان نشجع سلوكا منحرفا وان نروج لحال سيئ اخلاقا وعبادة، ونجعله شماعة للتغطية على الاخطاء و السلوك الفادح المنحرف. فلا تبرر انسلاخ الناس من أخلاق الشهر الكريم و اخلاق القران الكريم تحت غطاء قد ترك فلان الطعام والماء.
3 فضاءات اجتماعية اصبحت مخيفة:
واشد الفضاء صعوبة في رمضان الكريم واخطرها الأسواق نظرا للجشع من جهة ونظرا لغلبة الغريزة من جهة أخرى، وهي معركة اراد الصيام لنا الانتصار فيها، ويزم تتحسن الأخلاق في الاسواق سنعلم آنذاك اننا نحسن الصيام، واما وسائل النقل العمومية فتصبح تحت رحمة السائقين واول ما يداس عليه في رمضان احترام قانون السير عموما، الأضواء والاسبقية خصوصا، فالسير يصبح بسرعة جنونية، والكل يريد ان يتنازل الاخرون له عن حقوقهم، اما الرجالون فيتحولون الى ممارسة رياضة اسمها النجاة من الموت، وكذلك المؤسسات العمومية والطرقات حتى البيوت، فأينما كان هناك شخص ما يؤمن بأنه صائم ومتوتر، فإن سيناريوهات الصراع والخلاف جزء من برنامجه اليومي الى ينتهى رمضان وهو في كل لحظة هذا “المترمضن” شخص قابل للاشتعال، وتصرفاته الخرقاء واردة في كل حين وقابلة للتأجج في أي لحظة.
ولو كان هناك جهاز لقياس الغضب في شوارعنا لكنا من الاوائل في العالم في هذا الشهر الكريم. وهل الصيام في حاجة إلى ارتفاع العمل في قسم الإنعاش والطوارء بسبب الجهلة بقيمة ومعاني الدين الذين يستبيحون حرمة وامن المسلمين.
قد يقول قائل ان هناك وضع واقعي وحقيقي يفسره علم النفس والطب ناتج عما يقع في جسم الإنسان من اختلالات واضطرابات هرمونية وفيزيولوجية، وسلوك مرتبط أساسا بسلوكيات مزاجية، ناجمة عن حالات مرضية او ادمان. ان الأمر متروك لاهل الاختصاص في تقدير الحالات والعلاج، ولا يبرر ذلك او يشفع لخلق الفوضى، وتهديد حياة الناس وراحتهم تحت مبرر مصطلح يختبأ وراءه اصحاب النوايا السيئة اسمه “الترمضينة” الذي ينتهي بمجرد تدخل الأمن والقوات العمومية، بل يمكن القول ان شهر رمضان يقدم فرصة للأفراد الذين يجدون صعوبة العيش في اجواء رمضان لتعزيز قدراتهم على التحكم في ذواتهم وضبط أنفسهم
وتنظيم حياتهم ، وطلب المساعدة من اقرب الناس اليهم للعبور بهذا الشهر الكريم نحو عوالم الفضل والخير والسعادة،
فيه الأرقام كلما أسيء استخدام الطريق، وتلكئ الصائم بصيامه ليبرر تسرعه واستعجاله وعدم تمسكه بمقومات وأخلاقيات الطريق التي من المفترض أن يسهم الشهر الكريم في تعزيزها وعلو ومنسوبها.
مدرسة الطريق
وأمام هذه الأرقام والوقائع تستمر الحملات التوعية في مستهل هذا الشهر لتوعية الناس بمخاطر الطريق خاصة وقت الازدحام، كما تتظافر جهود المتطوعين لوضع الصائمين في إطار من الهدوء المشبع بالروحانيات لدعوتهم للتريث والتمسك بأخلاقيات الصائم القائمة على التسامح والإحسان والعطاء.
كما تعكف الدوريات المرورية المشددة على تعليمات السرعة والأمانة والتدخل السريع لحل أي إشكال مروري، كالتصادم الخفيف، وغيرهم لضمان الانسياب المروري وعدم اختناق تدفق السيارات خاصة في الفترة المسائية.
ويشجع الإعلام الناس على جعل الطريق إحدى مقاييس اختبار صيام الصائم الحق وسلوكه وأخلاقياته العالية، وانجاح صيامه، وهنا يعمد بعض المتطوعون لتوزيع التمور والمياه وغيرها قبيل الإفطار لتشجيع مستعملي الطريق على التحلي بالصبر والتريث في عودتهم لبيوتهم وضمان السلامة لهم وإمساك الصائم بزمام الممارسة المرورية السليمة على الطريق.
الحقيقة الخالدة ليس الترمضين ولك ما جاء في قوله تعالى:
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ البقرة 185، فهو باختصار شهر الهدى والفرقان وشعر التكبير والشكر.
التحدي 24
د. الخمسي يُحلل نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية
محمد الخمسي
تمكن ترامب بوضوح من أركان السلطة الثلاث وبشكل جد مريح:
الرئاسة ومجلسي الشيوخ ومجلس النواب، مما سيجعله يتمتع بسلطة سياسية قوية ومتماسكة، ومن بين الاشارات التي التقطها الخصوم والانصار ان ثقة في الخيارات التي كان قد قدمها اختارها الناخب الامريكي، بحيث يرى ترمب انه حضي بالتفويض شعبي من اجل تصحيح ما اعتبره تزويراً واستهدافا شخصيا وتصفية حسابات في الانتخابات السابقة.
يمكن استنتاج بعض الخلاصات ومنها أن فوزه هو دعم لليمين في العالم وان اوروبا سيسهل فيها فوز اليمين وربما اليمين المتطرف، كما ستعود نظرية “اشتروا منا حمايتكم” وسيطبقها على أوروبا من خلال كلفة حلف الناتو، التي يطالب اوروبا بالدفع الجيد وتحمل مسؤولية الدفاع عن انفسهم، وفي ظروف إقتصادات مريضة مما يجعل فاعلية الحلف على المحك،
اما دول الخليج فسيتم بيع الحماية لهم من ايران بكلفة عالية، وبمنطق الصفقات.
تعتبر روسيا اكبر مستفيد من هذه النتائج، فهي تهيئ نفسها للتعاون مع ترمب الذي ربما ساهمت بشكل او اخر في فوزه، وسياخذ ملف أوكرانيا مسار حله بضمانات تجعل روسيا تشعر بامن استراتيجي، اي اغلاق الباب امام العضوية في الحلف الاطلسي مع بعض التفاصيل، التي ستكون محل اتفاقية وسيكون حتما التفاوض فيها سهلا على روسيا وصعب على اوكرانيا.
يمكن اعتبار ان فوز ترامب هو اتمام انطلاق نوع اخر من الحروب، كان قد بدا في ولايته الاولى، فالصين ستدخل صراعا اقتصاديا واضحا مع الولايات المتحدة، وستبدأ حرب وتقنية وسيكبر التجسس الصناعي بشكل مهول، مع شدة التنافس على الاسواق واستعمال ادوات الحماية الجمركية.
لا زال العالم يتذكر الخطوة التي قام بها ترامب في اتجاه كوريا الشمالية، وربما ينفتح مرة اخرى لينجح في محاولته بالتوصل إلى صفقة عبر روسيا، في ربط علاقة طبيعية مع كوريا الشمالية،
يعتبر ملف الشرق الاوسط الملف الاكثر تعقيدا، لكن سيخضع ايضا لمنطق الصفقات لكون هذا التفكير ثابت في منطق ترامب، والسؤال هل في الشرق الاوسط من هو مستعد للصفقات؟
هذه منطقة تحكمها وساوس التاريخ وصعوبة الاحداث وحجم الدماء التي ساهم فيها الديمقراطيون بشكل كبير، فمنذ اوباما وهو نفس المنطق
” خلق الفوضى المدمرة للدول العربية”
سيكون احد التحديات سرعة ايقاف الحرب وما يترتب عنها،
لا شك ان تركيا تنظر الى ترمب كفرصة للعودة كلاعب أساسي في المنطقة، أو على الأقل ان يكون لها دور مهم، وهي في حالة ترقب متفائل.
بالنسبة لوطني وبلدي المغرب، ربما تكون مرحلة تعمق خيار المغرب فيما يتعلق بوحدته الترابية، اي دعم الحكم الذاتي ضمن السيادة المغربية، وتحقيق ما كان يتردد من قنصلية بالدتخلة او العيون، فقد اصبح الحديث ممكننا بعد رحيل بليكن الذي وصلت به مناوراته ان يعتبر الحكم الذاتي احد الخيارات وليس الخيار والوحيد. وقد ظهر من هذه الخيارات تقسيم الصحراء المغربية.
في كل الاحوال، فالجزائر لن تكون بخير، لان ترامب رجل صفقات وهي طريقة تعتبر عصية على عقلية عسكر الجارة الشرقية، فهم أفشل الناس في هذا النوع من التفكير، اذ لو كانوا يتمتعون بهذه المرونة لكانت المنطقة مزدهرة الى أبعد الحدود ومن زمان بعيد، ولكنه عقل صلب غير قابل للتفاوض و بناء منطق رابح/رابح، فلغة التهديد هي اول علامات عقم الخيال السياسي لدى حكام الجارة الشرقية، وننتظر المزيد من الوضوح بعد تشكيل الفريق السياسي في الولايات المتحدة، التي لا يمكن فهم الادوار الا بشرط فهم دورها.
رأي
من اجل قناة محترفة في الوثائق والمستندات (رأي)
محمد الخمسي
هذه الايام قرأت مقترحات ذكية متعلقة بحجم الوثائق التي ستصبح تحت تصرف واطلاع المغرب، هذا الارشيف من الوثائق التاريخية سيرفع الغطاء عن مضمونها وهو ما يمثل ثروة لكثير من المؤسسات، ومن المعلوم أن معرفة الماضي و الحاضر يساعد على اتخاد افضل القرارات في المستقبل (سلسلة ماركوڤ les chaînes de Markoff) ، هذه الوثائق و المخطوطات تحتاج الى عدة تخصصات لمعالجتها ودراستها علميا د، علم الوثائق اتخذ تسميات متعددة منها التوثيق (Documentation) او علم المعلومـات والتـوثيق (Information Science and documention) او علم الوثائق (الدبلوماتيك diplomatics)
او علم الوثائق (الدبلوماتيك diplomatics)
بل اصبح هناك تخصص علم الطرق النقدية لمصادر التاريخ الرسمية.
لاشك أن العلاقات الدولية إستفادت من دراسة المواثيق والقوانين والمعاهدات والعقود والسجلات القانونية، والوثائق الأخرى المشابهة، كما اهتمت واشتملت عبر مسار دراسة نشأتها وتكوينها تقييمها وتمييز الصحيح من المزور من الوثائق على خبرة تفاوتت فيها الدول.
إن دراسة الوثائق التاريخية مهم من أجل التحقق من حدوث وقائع تاريخية معينة من عدمها، وإن مظاهر تطور علم الوثائق يمكن قياسه اعتماداً على مؤشرات إيجابية توفرت للمغرب منذ عدة عقود وأهم هذه المؤشرات:
1 وجود باحثين في مجالات علم الوثائق ومدرسين يعملون في حقل الوثائق،
2 مؤسسة بحجم وامكانات دولية محترمة “المديرية العامة للدراسات و المستندات” ولا شك انها تتوفر على خبرة عالية في معالجة المعلومات المتوفرة في الوثائق، كما ان الامر يتطلب الى جانب هذا وبسبب حجم ما يبتوفر للمغرب من وثائق:
3 وبرامج دراسية جامعية متخصصة لهذا النوع من المعطيات والارشيف،
4 مؤسسات بحثية وأكاديمية مهتمة بعلم الوثائق والمعلومات.
و من باب التذكير ايضا ان هناك أنواع من الوثائق وأشكالها حيث يمكن تقسيمها وفق عدة أسس منها الوثيقة المعتمدة من حيث الغرض الذي يرمي إليه الفاعل القانوني من كتابة الوثيقة وتقسم إلى نوعين وثائق يقصد بها أن تكون مستنداً أو دليلاً أمام القضاء وخاصة الدولي، يثبت بها الفعل أو التصرف القانوني الذي يتم بمجرد توافق الإرادتين·
و وثائق ضرورية لقيام بعمل قانوني، ومثال ذلك: الهبة التي لا تتم من الناحية القانونية إلا بوثيقة·
إن هذا التقسيم مهم من وجهة نظر القانون فكلما زاد الاعتماد على الوثائق المكتوبة في دعم رأي أو عمل ما كان ذلك دليلاً على تقدم النظم القانونية والحضارية في الدولة، إذ إن الكتابة تفوق الشهادة، والكلام ينسى وتبقى الكتابة من خلال الدواوين الاقوى من حيث صحتها ومبلغ الاعتماد عليها، إذ الوثيقة الكتابية تتكون من كل ما أؤتمن على وديعة مخطوطة باليد وتظهر بأجزاء متتابعة أو مدة محددة وزمن معين وكتبت من مسؤول رسمي وهذه الوثائق صحيحة لايمكن الطعن فيها·
و ايضا هناك وثائق قام بتحريرها أفراد دون الرجوع إلى موظف رسمي مختص، أو أنها ليست معتمدة من جهة رسمية·
ومع التطور التقني اصبحنا امام الوثيقة التصويرية، ويأتي نوع من الوثائق في درجة تلي الوثيقة الكتابية، وتعد في علم التوثيق وثيقة مساعدة بمعنى أنه لا يعتد بها وحدها، لأن المحتوى فيها موضع ترجيح أو شك وهي في الغالب رسم ما نقل بالزيت أو بالقلم أو بالفحم أو صورة أو نقش في الحجر أو صورة شمسية·
وايضا الوثيقة التشكيلية وتعد أيضاً من الوثائق المساعدة، وهي مماثلة للوثيقة التصويرية في كثير من المقومات، واضيفت الان الوثيقة السمعية، التي تدخل أيضاً في نوع الوثائق المساعدة التصويرية والتشكيلية وهي في الغالب تسجيلات صوتية أو إذاعية أو تسجيل أسطواني أو شريط سينمائي·
ومع التطور المعاصر والتطورات الإلكترونية أصبحت هذه الوثيقة يعتمدها الخبراء في دراسة اللهجات الخطابية وأسلوب الحوار والنقاش عند رجال السياسة وزعماء العالم فيستندون بذلك على دراسة شخصياتهم ومدى تأثيرهم على الجماهير على سبيل ونموذج الاستفادة من الوثائق.
من وجهة نظر المؤرخين تنقسم الوثائق إلى وثائق الديوان اي صدرت عن ديوان أو دواوين وتتبع قواعد وأساليب ثابتة في صياغتها وطرق إخراجها وشكلها· او وثائق غير ديوانية أصدرتها هيئة أو مؤسسة ليست لها قواعد أو أساليب أو أشكال ثابتة، ثم تليها وثائق وطنية اوقومية تحفظ تراث الأمة الذي يعكس نشاطها في كل المجالات ولاسيما المخطوطات والرسائل وأشكال الوثائق.
فرصة تاريخية لمؤسسة تلفزية “المغربية للوثائق والمخطوطات”
ستكون هذه مؤسسة مساعدة على بناء دراع اعلامي وطني، يفتح النقاش بين المتخصصين في الوثائق واستخلاص نتائج عملية اجرائية، وبناء عليها سيعطي عملا منظما يعتمد الرقمنة كوسيلة للحفظ والنشر، ويغني الوعي المغربي بالذاكرة التاريخية، ويسلط الأضواء على تاريخ واحداث الجارة الشرقية وكيف تم صناعتها، ودمع الكشف عن طرق اغتصاب ونزع مساحات من الدول المجاورة، والتلاعب في خرائط المنطقة سواء المغربية او التونسية او الليبية وهو ما يمهد الى المطالبة بالحقوق الأرضية من طرف الدولة التي تعرضت الى تزوير حدودها على يد الاستعمار الفرنسي الذي كان يعتقد انه لم يغادر الجزائر الى الابد.
ومن أجل هذه الغاية الوطنية الكبرى هناك عائق عقلي ونفسي قد يفوت علينا هذه الفرصة اسمه الوضع الحالي للاعلام العمومي، الذي لا تنقصه الكفاءات وانما روح وحرية تشجيع المغاربة على الابداع وهو أمر غير قابل للاستيراد من الخارج، والا لما كان معنى للحديث عن الروح الوطنية،وهنا وجب أن يكون القطب الاعلامي العمومي في مستوى التحديات والفرص التاريخية.
رأي
المحامون العرب وموقف الشرف من الوحدة الترابية.. (رأي)
محمد الخمسي
اتحاد المحامين العرب منظمة عربية دولية غير حكومية تأسست عام 1944، مقرها الدائم القاهرة، اذا بحكم التاريخ هي اقدم من ظهور دولة الجارة الشرقية، التي لم تعرف وجودها في الامم المتحده الا عند مطلع الستينات، وتشتغل ليل نهار على شراء المواقف المعادية للوحدة الترابية ومنها موقف محكمة العدل للاتحاد الاوروبية.
1 اشارات حول الاتحاد،
يمكن التذكير ان اتحاد المحامين العرب منظمة عربية دولية غير حكومية، مقـــــرها الــــدائم القاهرة، وتتكون من نقابات ومنظمات وجمعــــيات المحـــاميـــــــن في الأقطار العربية المنضمة إلى الاتحاد، بالإضافة إلى الأفراد الممارســــــين للمــهنة بصفتهم الفردية طبقا للقواعد والضوابط التي يحــددها المكـــتب الدائم.
ومن المهم التذكير ايضا ان الاتحاد لا يقتصر دوره على المجال المجتمع المدني، وإنما يمتد إلى المجال الحكومي الرسمي نظرا للدور الذي يقوم به في المنطقة العربية من أجل رفعة المواطن في هذه المنطقة دور يعكس الضمير الانساني، ويذكر الحكومات العربية بواجباتها تجاه احترام هذه القيم ويدعو الشعوب إلى اليقظة الى جانب حكوماتها في حماية الحقوق و الواجبات.
1بعض مساهمات الاتحاد،
لقد ساهم الاتحاد في إنشاء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، و شارك في صياغة العقد التأسيسي للمركز العربي للحقوق والحريات النقابية، وساهم في تكوين الشبكة الدولية المناهضة للتعذيب (s.o.s). كما كان له دور ايجابي في تكوين المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وساهم مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان والرابطة التونسية لحقوق الإنسان في إنشاء المعهد العربي لحقوق الإنسان، كما يشارك في إدارة المعهد العربي.
2 من ثقافة الاتحاد،
ممارسة أسلوب الدبلوماسية الهادئة للتضامن مع المحامين، ونقاباتهم المضطهدة أو أسلوب التعبئة السياسية ضد النظم التي لم تستجب لدبلوماسيته الهادئة.
وكان له ساهم في الحملة العالمية لإطلاق سراح المناضل الإفريقي نلسون مانديلا.
3 موقف الشرف
ادان اتحاد المحامين العرب قرار محكمة الاتحاد الأوروبي بشأن سيادة المغرب على صحرائه
، وفي هذا السياق أصدرت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب بياناً يدين بشدة قرار محكمة العدل الأوروبية الصادر في 4 أكتوبر 2024، والمتعلق بالاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
لقد كانت فرصة أكد فيها الاتحاد من خلال بيانه دعمه الثابت لسيادة المغرب على صحرائه، واصفاً قرار المحكمة بأنه غير قانوني وغير عادل بموجب القانون الدولي.
كما انتبه الاتحاد إلى كون القرار يقوض الحقوق المشروعة للمغرب، خاصة فيما يتعلق بالاتفاقيات الزراعية واتفاقيات الصيد البحري التي أبرمها مع الاتحاد الأوروبي بشكل قانوني.
وخلاص البيان إلى اربع انحرافات في قرار المحكمة الأوروبية:
1 انتهاك المعاهدات الدولية،
2 الضرر بالعلاقات الاقتصادية بين المغرب والاتحاد الأوروبي،
3 المس بالقطاعات التجارية الحيوية مثل الزراعة،
4 تجاوز الاختصاصات و تسيس العدالة مما يهدد العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين الدول.
وخلاصة البيان انه مثل شرف المهنة النبيلة في الدفاع عن قضية عادلة ممثلة في حقوق وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، من خلال دعوته إلى إدانة أوسع لهذا قرار المحكمة، محققا بذلك التضامن الكامل مع المغرب ورفض أي مزاعم تشكك في سيادته على أراضيه.
-
التحدي 24قبل 3 أشهر
الموت يغيب الصحافي جمال براوي بعد معاناة مع المرض
-
التحدي 24قبل 9 أشهر
السمك “مفقود” في الأسواق المغربية وأسعاره تبلغ إلى مستويات قياسية..
-
رأيقبل 8 أشهر
هل تكون بنت خريبكة أمينة دومان أول فائزة بـ “فيلدز”؟
-
رأيقبل 5 أشهر
ما غفل عنه السيد مصطفى الرميد!
-
مجتمعقبل 4 أشهر
اندلاع حريق بوحدة متخصصة في صناعة المناديل الورقية بالمنطقة الصناعية ببرشيد
-
رأيقبل 9 أشهر
“بداية باردة لإعادة تسخين العلاقة بين المغرب وفرنسا”
-
التحدي 24قبل 9 أشهر
فيسبوك وانستغرام يعودان للخدمة وسط مخاوف من تكرار الانقطاع
-
رأيقبل 7 أشهر
الدعم المدرسي: لحظة إجهاد مجتمع بكامله! (رأي)