Connect with us

رأي

البطالة: التحدي الكبير للحكومة والمجتمع!

بتاريخ

محمد الخمسي

هناك ارقام مزعجة سياسيا ومقلقة اجتماعيا لا يمكن ذكر جميعها في هذا المقالة، التي سنقف فيها على البطالة، فقد احتل المغرب المرتبة 120 من أصل 189 دولة في تصنيف مؤشر التنمية البشرية العالمي؛ وهذا يعكس غياب الاثر والوقع على المستهدفين بالتنمية ومشاريعها مع قلة الفاعلية والنجاعة على أرض الواقع، ثم ان البنيات والمقرات دون تغيير العقليات و التاثير فيها ثقافيا وسياسيا واجتماعيا للمستهدفين لا تحقق الأهداف المسطرة او المحددة، كما ان تراجع المغرب من المركز 62 إلى المركز 70 من بين 113 دولة في تصنيف مؤشر الحكامة؛ يعطي دليلا اخر على غياب الشفافية، وان المال العام لا زال يعاني من الكثير من سوء تدبيره، كما ان آليات السياسيات العمومية لا تقوم بدورها، سواء كانت مؤسسات تنفيدية او مؤسسات رقابة او مؤسسات استشارة، هذه المرتبة مرتبطة ايضا ومؤكدة من خلال تراجع المغرب في مؤشر “إدراك الفساد” إلى الرتبة 78 من اصل 180 دولة حسب ترانسبرانسي ؛ ونعلم ان الفساد يخلق بيئة طاردة للاستثمار، وان الفساد يشل فاعلية المؤسسات، وان الفساد يسبب في عدم الثقة في المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة القضاء، وكل ما سبق يصعب معه ان نتحدث عن مجتمع سعيد، او مجتمع مطمئن على مستقبله، وهو ما يؤكده ايضا تراجع المغرب في مؤشر السعادة العالمي بـ7 مراتب من 100 إلى 107..

هذا مسح خفيف لمؤشرات تعطي صورة سلبية عن واقع المجتمع المغربي ومؤسساته، ولكن تبقى القنبلة الاجتماعية المتمثلة في حوالي 1,5 الذين لا يتوفرون على أية مؤهلات! هي التحدي الكبير للحكومة بل للمجتمع بكامله!

1 البطالة مشكلة حقيقية امام هذه الحكومة

مثل بقية دول العالم، يعاني المغرب من بطالة حادة طويلة الامد، بحيث اصبح مؤشرها البياني يتجه بانتظام نحو الأعلى، ومع غياب معلومات حقيقية عن حجم المشكلة وأسبابها، بل التناقض احيانا بين ارقام الحكومة والمؤسسات المهتمة بالشان الاقتصادي والاجتماعي، ولا يمكن للمواطن الا ان يصدق والي بنك المغرب و المندوبية السامية للتخطيط ، لانهما أكثر مهنية وحيادا من باقي الاطراف، خاصة أنهما يؤكدان ان البطالة اصبحت أزمة مستعصية على العلاج بسبب ضعف عام في التنسيق بين الفاعلين السياسيين من جهة، و من جهة أخرى تردد الفاعلين الاقتصاديين لاسباب عديدة منها وضبابية لوحة المؤشرات المساعدة على التشغيل ،

لاشك أن البطالة التي تصيب بصورة خاصة الشباب او الفئة الأكثر حيوية وقوة في المجتمعات التي تراهن على هرم ديمغرافي فاعل هي الاصعب في العلاج، فالشباب المغربي يعاني اليوم أنواعا من البطالة، أبسطها هو “البطالة الصريحة” التي يعجز فيها الشاب عن العثور على عمل مفيد، بأجر مناسب يحترم كرامته ويحقق في الحد الادنى من احتياجاته، وهناك “البطالة المقنعة” التي يحصل فيها الشاب على وظيفة لا تفيده ماديا ، ولا وقع لها او نفع على المجتمع، بل في الغالب لا تدر عليه العائد الذي يجزيه ويكافئ جهده، بل لا تعكس ايضا تخصصه وما قضى فيه عمرا للتحصيل فيه والتكوين عليه، فالمهندس الذي يتحول الى شخص يوقع الوثائق فقط، هو مهندس لم يستفد منه وهو في شبه بطالة …

يمكن تشريح انواع اخرى من البطالة، فهناك البطالة “الموسمية” التي ترتبط بموسم سياحي او ظرف اقتصادي، تجعل الشاب يقول لك اشتغل أربعة أشهر من السنة فقط ، أو بطالة مرتبطة بنشاط اقتصادي، مثل الذي يقوم بتجارة موسمية مرتبطة بشهر رمضان او الدخول المدرسي او العطل الصيفية، المشترك في هذه البطالة ضعف الاجر وموسمية العمل وقد ايظاف الان ما يمكن تسميته “بالبطالة التكنولوجية”.

كما اشرت فان هدف المقالة تريد الوقوف فقط على الابعاد الاجتماعية والأمنية المرتبطة ببطالة الشباب ورصد اهم مفاصيلها، وأسباب زيادتها وانتشارها، وهنا يمكننا أن نرصد الأخطار الاجتماعية التالية:

  1. زعزعة الشعور بالانتماء الوطني والولاء للدولة،
    فالظروف الصعبة ترافقها ظروف نفسية، لان الحاجة إلى العمل من أجل الضروريات تقع على رأس هرم الحاجات الاجتماعية الأساسية، ومن وجهة تصبح نظرة أي شاب الى مجتمع لا تتوفر فيه ظروف تحقيق الاحتياجات الأساسية نظرة تتراوح بين الياس والكراهية، والدولة التي تعجز عن حل هذه المشكلة يبدأ مع الزمن الزهد في الانتماء لها والتضحية من أجلها، وتدخل على الخط شبكات التواصل الاجتماعي التي تحرض على العداء والكراهية لمقومات الجبهة الداخلية، وزرع الشرخ فيها، هنا يسهل الاختراق والتوظيف في كل عوالم السر او الجريمة ، ولتخيل هشاشة النفوس ليس في البحث عن الحلول والوعود ولكن في حجم الصعوبات المتراكمة، مما يجعلنا نصبح امام استثمار في اليأس. وما العزوف السياسي لدى الشباب الا احد تجلياتها.
  2. تهديد سلم الاجتماعي،
    لا شك ان الشاب الذي يعاني من البطالة لن يمنع نفسه من “ممارسة” الحقد والكراهية تجاه أولئك الذين حصلوا على فرصة عمل، فضلا عن أولئك الأثرياء الذين يركبون السيارات الفارهة وتملأ صورهم الصحف والمجلات والقنوات التلفزية، واول ما يقع هو الاستهتار بالحياة السياسية والعزوف عن اي نشاط مدني، بل التمرد على قيم بقيت صامدة لمئات السنين مؤطرة الاسرة والمجتمع ، واسال اهل الصناعات التقليدية هل يستطيعون ايجاد يد عاملة مهذبة او جدية او امينة ؟ وهذا سببه ضعف ثقافة السلم الاجتماعي،
  3. ارتفاع الجريمة،
    هي ظاهرة عالمية وقانون اجتماعي ثابت بحيث كلما ارتفعت البطالة الا وارتفعت معها الجريمة المنظمة، وهناك عدد من الجرائم المرتبطة بزيادة البطالة، وعلى رأسها السرقة بأنواعها والقتل الذي سببه مخزون العنف الذي يسكن الشباب وخاصة حين يفكر في اسرع طريق للخروج من الفقر فيبدأ في جرائم التهريب والاحتيال وجرائم الجنس، وانتشار تعاطي المخدرات، وهو ما يؤدي في النهاية إلى شيوع مناخ الخوف والجريمة التي بدفع ثمنها المجتمع بكل مكوناته واطيافه.
  4. قد تكون البطالة طريق للتطرف والأفكار الهدامة،
    فالعاطل عن العمل الذي قد يعيش نراها من الحقد على المجتمع، يسهل التقاطه و غسل دماغه بأفكار متطرفة عدوانية، ومع اعتماد خطاب ديني متطرف اقصائي عنيف تجعل كثيرا من الشباب ضعيف المناعة امام هذا الخطاب الاستقطابي التحريضي

هذه الاشارات الاربعة كافية لنجعل من ملف البطالة ملف يحتاج الى كثير من المسؤولية السياسية والاخلاقية إزاء شباب علما اننا لم نناقش اثر البطالة على النمو الاقتصادي ،واثرها وفي تراجع الشعور بقيمة التعليم باعتباره قيمة تستحق العناء، وشيوع مفاهيم الاستهزاء به والانتصار الى الجهل بدل المعرفة والتحصيل وهو ما يساهم في التسرب من التعليم للأسر التي تجد كبير ابناءها لم يستفد من سنين الدراسة

وفي خاتمة هذه المقالة نستحضر ما قاله جلالة الملك في خطاب سام يربط بين الشباب والشعب:

  • أن التقدم المحرز لا يعود بالفائدة على “الشباب الذين يمثلون أكثر من ثلث عدد سكان” المملكة وأضاف أن النموذج التنموي المغربي أصبح حاليا “غير قادر على الاستجابة” لمطالب شعبه، داعيا الحكومة إلى “إعادة النظر فيه”.

ولفت إلى أن “التقدم الذي يعرفه المغرب لا يشمل مع الأسف كل المواطنين وخاصة شبابنا، الذي يمثل أكثر من ثلث السكان”، داعيا إلى بلورة “سياسة جديدة مندمجة للشباب”.
وجوهر السياسة الحفظ على كرامة المواطنين وخاصة الشباب الذي لا يمكن ان نقنعه بالكرامة وهو غارق في “نار البطالة”

رأي

عندما تختلط حرية التعبير والرغبة في التدمير.. (رأي)

بتاريخ

الكاتب:

د. محمد الخمسي

لا يختلف اثنان حول أن قطاعات وزارية ورغم الإمكانات المالية التى أنفقت عليها، أحيانا مع سوء التدبير وأحيانا بهدر عام لإمكانات متعددة، بحيث أصبح حينها المشكل أزمة نسق بكامله، ومن الأكيد ان الحلول التقليدية عاجزة عنوالجواب،
لقد تعطلت عدة مؤسسات عبر الزمن ومنها الصحة في تحقيق الحد الأدنى للفقراء و الطبقات الهشة والتربية والتعليم الذي نحتل فيه مواقع مؤسفة و لا احد يشعر بمردوديتها الاقتصادية والاجتماعية، وقطاعات اخرى….

الان نحن أمام واقع لا توجد فيه عصى سحرية، وأن الأمور قد بلغت حدا يستوجب يقظة الجميع فيه، فقد كفل الدستور حرية التعبير وضمن حق الاحتجاج السلمي والتعبير بكل الوسائل الحضارية عن المواقف والآراء فيما يمس الحقوق والواجبات، غير أنه ومع حرية التعبير ظهرت رغبة جامحة في التخريب و الحرق، بل محاولة القتل، وأصبح رجال السلطة والأمن والدرك مهددين في حياتهم، وبدأ خطاب الكراهية ينتشر ضد مغاربة مثلنا جميعا، يفرض عليهم الواجب َالمسؤولية والحفاظ على النظام العام، وحماية الأرواح والممتلكات، تحريض نابع من ضعف التربية والقيم الأخلاقية الرفيعة وانعدام الحس الوطني، مما يقتضي حزما و منعا للفوضى باسم حرية التعبير!.

ان الأمر يقتضي قرارا سياسيا يبعث الثقة بين المغاربة، لأنها فُقدت بين المواطنين، ومجموعة من القطاعات الأساسية وضرورية ومن مهام الدولة الحديثة، وهذا يتطلب ورش ترميم بل إعادة بناء هذه الثقة، لقد كشفت الاحداث اننا أمام جيل هجين فيه الكثير من العقلاء الأذكياء والسلميين، ولكن هناك جهلة تم تخريب عقولهم من كل مفهوم للمواطنة والمسؤولية والعيش المشترك، يعتبرون أنفسهم ضحايا في كل شيئ ويجب أن يحصلوا على كل شيئ ودون بدل اي جهد، إنه جيل ألامسؤولية باختصار.

لقد أصبح المناخ الاجتماعي العام ينتظر التقاط الإشارات والرسائل لتحديد وجهة العمل والتركيز ومنها على سبيل المثل لا الحصر:
1 لا أحد فوق القانون والمحاسبة، فهذه الإشارة مهمة في زمن الأزمات، تبعث على الثقة والاطمئنان وهي مستويات منها ما هو سياسي ومنها ما هو قضائي،
2 برنامج استعجلالي حقيقي، يرتب الأولويات ويبني على قراءة الرسائل والمستجدات، فقد وقعت الحكومة في تناقض رهيب حدين بعثت بإشارة اننا نملك القدرة على إنجاز مشاريع رياضية كبرى وعاجزون عن إصلاح سكانير معطل في أحد مستشفيات الدولة! لقد كانت رسالة سياسية بها كثير من الارتجال إن لم يكن التحريض، يضاف الي ذلك عجز بعض المسؤولين على اختيار القول عند مخاطبة الرأي العام، فجملة “سير تحتج في الرباط” دخلت قاموس التواصل الفاشل،
3 وعي عام من النخب العقلاء والمسؤولين اي كان حجم وموقع المسؤولية ومن جميع مكونات المجتمع انه لا مكاسب سياسية تتحق بالابتزاز وعبر الشارع ومن خلال التخريب، ان هذا الوعي هو الذي سيجعل كل مسؤول سياسي يراجع أقواله وأفعاله كل صباح وخاصة في هذه الأيام الحرجة،

نعلم جميعا أن الجمعة الثانية من شهر أكتوبر مناسبة دستورية لورش بقرار سياسي حكيم، كما في ذاكرة التاريخ القريب، فالمغرب عريق بتاريخه ذكي بتجربته، ولم يكن دوما في يد حزب يعبث، به مهما بلغ حجمه او شعبيته او امواله، الأحزاب تتجدد والرةالات تذهب والمغرب صامد باق ما بقى جبال الأطلسي والريف، فنحن في منطق يعتمد المؤسسات وهي أولى من الأشخاص، والمغرب أكبر من شركات الانتخابات،
ومن الحكمة أن نذهب جميعا إلى بناء غد افضل، لمغرب قوي، دون حقد او انتقام الا ما كان بالقانون وعبر محاسبة سياسية او محاكمة قضائية ، لأن المغرب والمغاربة يستحقون ذلك، ولأن المغرب له مجد عريق.

اكمل القراءة

رأي

الاحتجـاج للتعبير ، لا للتدميـر.. (رأي)

بتاريخ

الكاتب:

بقلم: مصطفى يخلف
محامي بهيئة أكادير وعضو جمعية عدالة

وأنا أتابع بحزن وأسف شديدين كل ما رافق العديد من الاحتجاجات التي شهدتها العديد من المدن المغربية ، من أحداث عنـف وتخر يب ونهب واعتداء على الممتلكات العامة والقوات العمومية والخاصة، وجدت نفسي ، كمواطن غيور وفاعل جمعوي وقانوني ، أمام واجب وطني وأخلاقي يدفعني إلى رفع الصوت عاليًا:
“الوطن خط أحمر، وأمنه وسلامة مواطنيه وممتلكاته أمانة في أعناقنا جميعًا.”
بلادنا تعيش لحظة دقيقة وفارقة ، حيث تتزايد الأصوات المطالِبة بالعدالة الاجتماعية، والحق في التعليم والصحة والشغل والكرامة ، وهي مطالب مشروعة ومفصّلة في صلب الوثائق الحقوقية والدستورية ، لكن ما يُقلق اليوم هو أن هذه الاحتجاجات، في بعض المناطق، تخلّلتها أعمال شغب عنيفة واعتداءات همجية تمس صلب الدولة والمجتمع معًا، وتُهدد مسارنا الديمقراطي وأمننا المشترك.
وهنا يبرز السؤال المؤرق:
كيف نحصّن شرعية المطالب من منزلقات العنف والفوضى؟
ولا بد ان نذكر بان الاحتجاج ادا كان حق ، فإن العنف جريمة .
لقد علمتنا تجارب الأمم، وراكمت ذاكرتنا الوطنية، أن الاحتجاج السلمي شكل ناضج من أشكال التعبير ، لكنه يفقد كل معناه عندما يتحوّل إلى منصة للعنف، وتخريب المرافق العمومية، وحرق الممتلكات، والاعتداء على رجال الأمن، ونهب المحلات.
الاحتجاج ليس ساحة حرب ، ومن يطالب بالكرامة لا يحمل الحجارة، و من يريد مستشفىً جيدًا لا يُحرق سيارة إسعاف او يحرق مركز الدرك او مقر جماعة او مقر الحالة المدنية.
ما يُؤلم أكثر هو أن العديد من الشباب القاصرين انساقوا خلف تلك السلوكيات التخريبية، ليجدوا أنفسهم في مواجهة القضاء، ومعرضين لعقوبات جنائية قاسية، وسجلات عدلية قد تُطاردهم في حياتهم المدنية لسنوات ، كل ذلك بسبب لحظة غضب، أو انسياق أعمى خلف محرضين
وهنا أوجه ندائي لكل الأسر:
راقبوا أبناءكم، تحدثوا معهم، وامنحوهم بدائل للتعبير دون تدمير.
فالعواقب القانونية لا ترحم ،و ليعلم الجميع ، أن كل اعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة يُشكّل جناية أو جنحة بحسب فصول القانون الجنائي المغربي، وأن المشاركة في الشغب أو التجمهر العنيف تُعرّض مرتكبيها للمساءلة الجنائية ، وأن ذلك يُسيء لصورة الحركات الاحتجاجية نفسها ويُفقدها المصداقية الشعبية والمؤسساتية.
من منّا لا يطلب تعليمًا لائقًا؟
من منّا لا يريد مستشفى نظيفًا؟
من منّا لا يُعاني من الغلاء، والبطالة، والإهمال؟
لكننا لن نحصل على هذه الحقوق عبر الفوضى.
بل نحصل عليها عبر تنظيم المطالب، والمرافعة الرصينة، والضغط السلمي المسؤول.
أنا مع الشباب الذي يُطالب بالكرامة.
أنا مع التلاميذ الذين يرفضون الهدر التعليمي.
أنا مع كل مواطن يُنادي بالعدالة الاجتماعية.
لكنني — وبكل وضوح —
ضدّ كل من يستغل المطالب النبيلة لزرع الفوضى، أو التحريض على العنف، أو توريط القاصرين في معارك خاسرة لا تخدم سوى الفساد والتخلف.
هذه المرحلة، هي مرحلة تحسيس وتوعية وتذكير جماعي بخطورة الانزلاق إلى العنف ، فإن نجحنا جميعًا في هذه المهمة، ستكون المرحلة التالية هي الدعوة لحوار وطني شبابي، تشارك فيه الأصوات الغيورة على الوطن، وتُقدّم فيه المقترحات، وتُفتح فيه قنوات التواصل مع من يملكون القرار والإمكانيات.
و لنتفق:
الاحتجاج للتعبير… لا للتدمير
والوطن خط أحمر… لا نُفرّط فيه مهما كانت الظروف .

مصطفى يخلف
عضو جمعية عدالة ومحامٍ بهيئة أكادير

اكمل القراءة

رأي

حراك الشارع بعيدا عن الشيطنة أو التخوين.. (تحليل)

بتاريخ

الكاتب:

محمد الخمسي

لاشك أن الفشل في قطاعات أساسية والقضاء على حياة سياسية مسؤولة لا تبدو اثاره الا مع امتداد الزمن، حيث يكتشف المجتمع ومن قبله صناع القرار أن قدر من الحياة السياسية وتحررها من الركود والجمود ضروري ، وأن شيخوخة الطبقة السياسية وعجزها عن بناء حلول جادة مكلف جدا، ومشوش على الاستقرار الاجتماعي، بل إن الاجهاز على كل البنيات الوسيطة من مؤسسات نقابية وجمعيات مدنية صادقة، ومحل ثقة ضرورة في النسق الاجتماعي العام، فمن خلالها وعبرها يمكن التواصل وإبلاغ الرسائل الاجتماعية بحياد موضوعية، إن “شيخوخة” الأطر الحزبية جعلت بينها وبين جيل Z مسافة كبيرة ، سواء على مستوى الفهم أو امتلاك التقاط على قراءة الرسائل او الوعي بطرق التفكير لهذا الجيل وامتداداته،
كل ذلك جعلت الشارع فضاء تعبير بدون جسور، بحيث لا وجود لمن يلتقط الرسالة بين الطرفين، والصور والتعبيرات خير دليل على ذلك، ونخشى غدا ان يكون احتجاج بدون سقف ! بل بدون بوصلة وقابل للاختراق والاستغلال والتوظيف التخريبي.

الأمر الأكيد وهو جزء من الوهم الاعتقاد بأن المسألة مسألة ضبط أمني، وأنه كاف للحد من الاحتجاج، ذلك أن من افتقد الثقة في وطنه ومؤسساته، ويشعر بأنه على الهامش في كل شيئ، ولا تنتظره سوي البطالة والضياع والمخدرات فلا يشعر بفرق مهم بين ما يعيش وبين السجن الا السماء،
الحل العقلاني هو الإجابة على ملفات عديدة وبإجابات سياسية، ان سؤال التعليم وسؤال الصحة وسؤال الشغل وسؤال الاستقرار العائلي وسؤال المشاركة في الحياة الاجتماعية والشعور بالانتماء أسئلة مستعجلة مشروعة تحتاج أجوبة حكيمة عقلانية،
ان مما أفسد المشهد السياسي وسحب بساط الثقة منه هذا خلط المتعمد بين ممارسة التجارة والسياسة معا، بل جعل الثانية في خدمة الاولى، فالمغرب ليس ضيعة لحلب البقر.
هناك استفزاز متعمد من طرف بعض الأحزاب للمغاربة، تبعث بصورة واحدة ان ممارسة السياسة عندهم فقط لحماية مصالحهم، وتضخيم ثروتهم، و توسيع الوعاء للممتلكاتهم، إن الجهل او التجاهل بحقيقة المعارضة والاحتجاج الرقمي كحقيقة موضوعية ستتحول مع الزمن إلى حقائق واقعية، وبغض النظر عن من يريد استغلالها من أجل ابتزاز سياسي، او يريد عنونتها وسرقتها باسم تيار ايديولوجي، فإن هذا التجاهل بلادة سياسية وانتكاسة وقصور في الفهم، ففي كل الأحوال هناك جمر تحت الاناء، ولا يعالج الأمر بزياد الجمر، بل بترتيب البيت السياسي الذي أصبح المستعجل فيه:
1 التخلص من الفاشلين في قطاعاتهم وسراق المال العام والمستفيدين من مناصبهم بدون وجه حق وبدون قانون، الذين جعلوا من قاعدة تعارض المصالح مبدأ سياسيا يؤمنون به، و يفرضونه على الآخرين. هؤلاء هم من يصنع قبل غيرهم الاحتجاجات،
2 فتح نقاش عميق وجاد بين الشباب والمؤسسات المعنية عبر وسائل الإعلام والتقاط الرسائل بكل وضوح،
3 تجنب لغة الشيطنة و التخوين والقاء هؤلاء الشباب في أحضان الاعداء، الذين يريدون سوء بهذا البلد، والذين يبحثون عن أدنى ثغرة لنقل مطالب مشروعة وتحويلها إلى نار تحرق الأصول،
4 لابد من بعث برسائل مسؤولة من خلال قرارات حازمة في حق من أفسد المناخ السياسي، و خرب كثير من الفرص الحقيقية للتنمية، وإعفاءه من كل مسؤولية، فلا يعتقد احد ان معظم الشباب الذي لجأ الى الشارع يطلب أكثر من كرامته وحقه في العيش الكريم، اما من يريدون الفتنة في هذا البلد فهم فئتين:

  • الذين يصنعونها بسوء من خلال قراراتهم، والذين يستغلون كل احتجاج اجتماعي مشروع ليحولوه الى سقف سياسي غير مشروع وإن كانوا يختبئون وراء الدستور الى حين فهم لا يؤمنون به إلا مؤقتا ومكرهين يامعين ان تكون لهم الغلبة في يوم من الايام.
    الخلاصة، لابد من حزم يجمع بين حسن الانصات وشجاعة اتخاذ القرار فقد أصبحت بركة الحكومة راكدة جدا.
اكمل القراءة

الأكثر قراءة

Copyright © Attahadi.ma 2024