رأي
ذوبان القطب الشمالي وفرصة ترامب للتوسع الجغرافي (تحليل)
د. محمد الخمسي
شجع ذوبان القطب المتجمد الشمالي، وظهور ممرات بحرية، في ظهور أطماع جغرافيّة للرئيس الأمريكي (دونالد ترامب). فقد سبب الوضع البيئي في القطب الشمالي، إلى جشع سياسي لا يخفيه الرئيس الأمريكي المنتخب. فمنذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ازدادت رغبة (دونالد ترامب) علانيةً وبدون تأويل في توسيع جغرافية الولايات المتحدة، حيث بدأت المطالبات بالتوسع و بطابع استفزازي خالياً من الرسميات والديبلومسية، بغرض البحث عن مساحات جديدة لبلاده.
لحد الآن تضم القائمة كندا، وهي دولة مستقلة تتمتع بموقع عالمي، وتتميز بمجالات صناعيّة متعددة، كل ذلك لم يمنع (ترامب) من الإفصاح أن تكون الولاية 51 من الولايات المؤسسة لأمريكا. أما جزيرة (غرينلاند) التابعة للدنمارك، فهي المفاجأة، دون أن ننسى قناة (بنما)، التي يحلم الرئيس المنتخب بغزوها وضمها، وعودتها إلى السيطرة الأمريكية.
1. القوة الاقتصادية مفتاح الصراع:
يتضمن خطاب (ترامب) استخدام القوة الاقتصاديّة لضم (كندا) التي تؤكد كدولة بوضوح أنها لن تنحني للإبتزاز الجمركي. وهو وضع لم تشهده السياسة الدولية، حيث يواصل (دونالد ترامب) أسلوب الضغط على الحلفاء الذين يعتبرهم الحلقة الأضعف على الخريطة الدولية، بهدف انتزاع تنازلات تجاريّة وسياسيّة. والآن يقترح طابع الالتحاق بالولايات المتحدة الأمريكية كجزء من سيادتها.
لقد انطلقت هذه الفكرة في حجم أقل خلال فترته الرئاسية الأولى؛ غير أنه الآن يخطط لاستخدام أسلوبه التقليدي القائم على رفع سقف المطالب. قد تبدو مستحيلة للآخرين من أجل التفاوض واكتساب الأقل منها؛ ولكن أفضل مما يعتقد لدى الخصوم.
إن ما يمتاز به (ترامب)، هو اختصار الزمن عن المخاطبين. فقد بدأ حتى قبل توليه المنصب رسميًا بممارسة ضغوطات نفسية على الدول المعنيّة، سواء كانت في الخليج أو كندا أو الإتحاد الأوربي أو الحلف الأطلسي، عبر طرح أفكار مسكوت عنها، كلها تدور حول تحقيق مصالح أمريكا أولاً وأخيراً ، وفرض مقاربته الخاصة، ومنها التعريفة الجمركية والتحكم في الهجرة، ومكافحة المخدرات، والهيمنة وترجيح الكفة في التجارة الدولية، وبشكل عام انتقل أخيراً إلى الرغبة في التوسع الجغرافي.
يعتقد (ترامب) أن المناخ الدولي أو التوترات الدولية والتخويف من الصين وروسيا “كقوتين تعاديان الديمقراطيات” فرصة تاريخيّة لجعل الولايات المتحدة تتسع جغرافيًا، وأنها فرصة لإستغلال الرأي العام داخل هذه المناطق من أجل الإلتحاق بالسيادة والعلم الأمريكي لتجنب الغزو الروسي أو الصيني.
إن الزخم الذي اكتسبه من خلال حملته الانتخابية، حيث يعتقد أن الشعب الأمريكي يثق في مقترحاته حول قضايا الاقتصاد والأمن القومي والحدود، كما أظهر أن العلاقة مع القوى الدولية الأخرى التي تتأثر بالضغط الاقتصادي، هذه الثقة جعلته يعلن عزمه فرض رسوم جمركيّة إضافية بنسبة 25% على التجارة مع المكسيك وكندا، مشددًا على ضرورة وقف ما سماه: “الهجرة غير الشرعية” و”تهريب المخدرات”، وضمان أمن الحدود.
لقد قرأ الآخرون المعنيون بهذه التصريحات أن ترامب متمسك بموقفه، بل الذي يعتبره الموقف القوي و”العادل” بالنسبة للولايات المتحدة.
2. الولايات المتحدة وفكرة وشراء الأراضي:
كشف ترامب عن نواياه في إعادة فتح الملفات الاقتصادية السابقة مرة أخرى لتحقيق مزيد من المكاسب، ولكن هذه المرة قام بقفزة أخرى، فقد أدلى بتصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن كندا ستصبح الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة. لقد تم استدعاء التاريخ الأمريكي، الذي شهد ضم أراضٍ وشرائها لتوسيع الولايات الأمريكية، ذلك ان التاريخ القريب يخبرنا بان هاواي الولاية الخمسين للولايات المتحدة بعد ضم جزرها عام 1898، ثم انضمت رسميًا عبر استفتاء أُجري عام 1959. وبالنسبة إلى ألاسكا، وهي الولاية التاسعة والأربعين، فقد اشترتها الولايات المتحدة من روسيا عام 1867 وأُعلنت ولاية عام 1959. أما ولاية نيو مكسيكو، فقد ضُمّت بعد الحرب مع المكسيك عام 1848 وأصبحت الولاية السابعة والأربعين عام 1912.
يُظهر ترامب بوضوح استخدامه الجوانب النفسية مستدعيا تاريخ أمريكا التوسعي، لممارسة الضغط وانتزاع تنازلات من خصومه او اعداءه او حلفاءه، ففكرة شراء الارض كما يشترى العقار تسكن العقل الامريكي، فهو لم يوجه أنظاره إلى كندا فقط، بل يود أيضا “شراء” غرينلاند من الدنمارك، لقد سعى ترامب الى التأكيد ان “السيطرة على غرينلاند تمثل ضرورة” للولايات المتحدة، هذا المطلب عبر عنهوفي ولايته الرئاسية الأولى، حيث أعلن رغبته في شراء غرينلاند، الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي تحت سيادة مملكة الدنمارك، لكنه قوبل برفض قاطع. ومؤخرًا، أعاد ترامب طرح هذه الفكرة، ورغم صعوبة إقناع الدنمارك بالموافقة، فإن هذه الخطوة تشير مجددًا إلى نزعاته التوسعية التي تتماشى مع تاريخ الولايات المتحدة في هذا المجال. لقد ادى ذوبان الجليد في منطقة القطب الشمالي الى استدعاء منطق التوسع بحيث ان هناك فرص اذا لم تستفيد منها الولايات المتحدة فهي فرصة اكثر لصالح روسيا، وتثير اهتمام الصين.
ان الموقع الجغرافي يجعل روسيا القوة الرئيسية التي تهيمن على طرق التجارة الجديدة المتوقع فتحها في هذه المنطقة، وهذا ما يفسر سلوك ترامب، لقد تزايدت أهمية القطب الشمالي من الناحية التجارية ومصادر الطاقة الامر الذي يدفع الولايات المتحدة إلى محاولة تعزيز نفوذها هناك. وتمثل غرينلاند، التي تضم قاعدة أمريكية كبيرة وتغطيها الثلوج بشكل واسع، هدفًا استراتيجيًا لهذه الطموحات. وإذا نجحت الولايات المتحدة في ضم غرينلاند، فقد تكون هذه الخطوة بمثابة انتصار سياسي واستراتيجي كبير، ينسجم مع شعار ترامب “اجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، ويسهم في موازنة النفوذ الروسي والصيني في المنطقة.
لقد تعود العالم من ترامب ان يقوم باستراتيجية طرح أفكار متطرفة او مبالغ فيها او مستبعدة لإحداث تأثير نفسي وارتباك سياسي الامر الذي يدفع الأطراف الأخرى لقبول حلول أقل تطرفًا وتبدو أكثر قبولًا ، انه تكتيت اقرب الى عقل التاجر منه الى السياسي. لدى ليس من المستبعد أن يسعى ترامب في ولايته الثانية إلى تجاوز النجاحات التجارية المتواضعة نحو توسيع حدود الولايات المتحدة جغرافيًا، خاصة مع غياب الضغط المرتبط بإعادة الانتخاب. وبالنظر إلى التاريخ الأمريكي الحافل بممارسات السيطرة، سواء عبر الاحتلال أو الضم أو التدخلات السياسية والاقتصادية، فإن إقدام ترامب على اتخاذ خطوات بجرأة عالية هدفها تعزيز النفوذ الأمريكي لن يكون مفاجئًا، ولكن لا احد يعرف لحد الان كيف ستكون الردود العالمية؟
3. قناة بنما والانزعاج الدولي:
هنا أسباب داخلية أيضاً بالنسبة لتصريحات ترامب حول ضرورة استعادة الولايات المتحدة السيطرة على قناة بنما، بحيث يمكن تفسير هذا الموقف برغبة ترامب في تخفيف التضخم الناجم عن الضرائب المرتفعة التي يخطط لفرضها على التجارة الخارجية، ويعتمد الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير على الواردات منخفضة الضرائب، مما يعني أن أي زيادة ضريبية ستنعكس سلبًا على المستهلكين الأمريكيين. من هنا يحاول ترامب الضغط على بنما، باعتبارها دولة صغيرة، لتقليل رسوم عبور السفن في القناة، مستخدمًا خطابًا يستحضر مرة أخرى تاريخ الولايات المتحدة التوسعي خارج أراضيها، علما أن قناة بنما كانت تحت السيطرة الأمريكية حتى 25 عامًا مضت، عندما نُقلت إلى السيادة البنمية بموجب اتفاقية أُبرمت خلال رئاسة جيمي كارتر، مع ضمان بقاء القناة مفتوحة دائمًا للاستخدام الأمريكي.
ومع ذلك، إذا تجاوز ترامب المطالبة بخفض الرسوم وسعى إلى استعادة السيطرة الكاملة على القناة، فقد يتسبب ذلك في انتهاك للقانون الدولي. ورغم الانتقادات المحتملة، يبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كانت هناك قوة قادرة على كبح هذه الطموحات؟
التحدي 24
عبد الحق نجيب يُكرَّم بجائزة الاستحقاق الفكري لعام 2024 من الاتحاد الدولي للكتّاب العرب
تكريم جديد لمسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي
تُوّج الكاتب والصحفي والمفكر المغربي عبد الحق نجيب بجائزة الاستحقاق الفكري لعام 2024 من الاتحاد الدولي للكتّاب العرب التابع للأمم المتحدة، وذلك في سياق مسيرة حافلة بالإنجازات الفكرية والثقافية، وبعد تكريمات سابقة كـ “رجل ثقافة في العالم العربي” عامي 2020 و2022، وتعيينه سفيراً للفنون والآداب في العالم العربي.
تقدير لجهود متواصلة في خدمة الانسانية و نشر الثقافة وصدى الإبداع
جاء اختيار عبد الحق نجيب لهذه الجائزة المرموقة بعد تصويت جرى في مكاتب الاتحاد الدولي للكتّاب العرب في الأمم المتحدة بجنيف، سويسرا. وقد أُسنِدَت الجائزة تقديراً لـ “جهوده المستمرة في خدمة الفكر والثقافة الإنسانية، ومساهماته من أجل السلام والحوار بين الثقافات، واهتمامه كمفكر يعمل على رفع مستوى الفكر الإنساني على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية”.
وأخذ التصويت بعين الاعتبار مسيرة الصحفي المغربي المعتز بانتمائه لمنطقة الحي المحمدي بالدار البيضاء، والتي تعتبر مهدا للمبدعين والمفكرين بالمغرب. تلك المسيرة التي كرسها للثقافة والفنون، متجاوزاً الحدود لبناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات، مسلطاً الضوء على الاختلافات الإنسانية التي تُغني العالم.
كما يُعزى هذا التكريم إلى تنوع إنتاجه الفكري والأدبي، الذي يشمل أكثر من عشرة مجموعات شعرية، وأكثر من 30 عملاً فلسفياً، وأكثر من 10 مقالات حول الفنون والأدب، و10 روايات، و7 كتب فنية، و6 مقالات في علم السياسة، ناهيك عن العديد من المؤلفات الجماعية التي أدارها، بالإضافة إلى مقالاته الصحفية، وعموده الأسبوعي، والبرنامج الثقافي ” صدى الإبداع” الذي يقدمه على القنوات التلفزيونية الوطنية المغربية منذ 12 عاماً، فضلا عن العديد من المؤتمرات السنوية حول مواضيع معاصرة مثل: أزمة القيم، الفكر الإسلامي، الديمقراطية، صراع الثقافات، الحرب والسعي نحو السلام، والفنون كمحركات للتنمية البشرية.
مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات
تمتد مسيرة المحتفى به لأكثر من ثلاثين عاماً كصحفي بارز على الساحة الوطنية والدولية، حيث أدار العديد من المنشورات، ملتزماً بأعلى معايير الأخلاق والمهنية. وفي عام 2024، أضاف إنجازاً جديداً إلى رصيده بإخراج أول فيلم روائي طويل له بعنوان “الهاربون من تندوف”، وهو عمل إنساني يناهض الظلم والجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب في مخيمات تندوف. من المقرر أن يبدأ الفيلم جولة في إفريقيا في يناير 2025، لعرض الحقائق حول هذه المخيمات. كما يُعرف عن نجيب انخراطه في قضايا عالمية، كما يتضح من كتابه “فلسطين، الدولة المستحيلة”.
التكريم مسؤولية وحافز للمزيد من العطاء
يرى عبد الحق نجيب في هذا التكريم مسؤولية جديدة، مؤكداً أن “عمل رجل الفكر يتلخص في شيء بسيط: أن يكون موجوداً، وأن يكون منخرطا في كل لحظة، يراقب المجتمع، والعالم وتفرعاته، يدرس، يرى، يدرك، يحلل، يشكك، يسأل، يبحث عن بدايات الإجابات ولا يمتلك أبداً يقينيات، لأن من يمتلك اليقينيات هو من لم يتعمق في شيء”.
ويستعد المتوّج حالياً لإنتاج فيلم سينمائي ثانٍ وكتاب موثق حول سقوط الإمبراطورية العربية والإسلامية، من منظور التاريخ والفلسفة.
رأي
هل أصبح حزب الله الخاسر الأكبر في المنطقة؟
الدكتور محمد الخمسي
إن الراصد لحركة الأحداث؛ سيكتشف حقد إيران على محيطها الإقليمي والسعي للانتقام منه منذ نهاية حرب الخليج الأولى، (الحرب العراقية الإيرانية)، التي عرفت عند النظام العراقي ب: “قادسية صدام”، بينما عُرفت في إيران باسم: “الدفاع المقدس”. حرب نشبت بين العراق وإيران من سبتمبر سنة 1980 حتى أغسطس من سنة 1988؛ حيث أكلت إمكانات البلدين، ولعب الغرب دور المدد بالسلاح سرّاً وجهرًا، بشكل يطيل الحرب ولا يسمح بالحسم.
منذ نهاية هذه الحرب، وضعت
إيران خطة اختراق الدول المجاورة ببرنامج “التخريب من الداخل”!،
فساعدت أمريكا على اجتياح العراق، ثم تسلمته منها، فقتلت علماءه، بل المتفوقين من طلبته، ونهبت آثاره ومتاحفه وبنوكه. ومن إنجازاتها؛ إنشاء “داعش” وتدريبها داخل سورية وتخريب مناطق السنة بالعراق، خاصةً في منطقة الفلوجة التي بقيت عصيّةً على أمريكا نفسها.
ادوات التخريب وجغرافيته:
لقد اعتمد النظام الإيراني أدوات دنيئة؛ منها القتل للعقول والأطر العسكريّة العراقيّة، ونشر الفساد في المؤسسات، وتخريب البنية التحتيّة، وتهجير السنّة وتعميم إرهاب أعمى!! ومحاصرة التيار الصدري، لا لشيء؛ فقط لأنه أراد أن يتحرر من عباءة “قم”، وأن يكون شيعة العراق أولى بقضايا الشيعة في العالم.
أما لبنان؛ فقد صنعت فيه حزبًا عسكريًا، أصبح يهدد الجميع. ودخلت به لبنان، فحجمت سيادة هذا البلد الغني ثقافياً وحضارياً، وخربته سياسياً واقتصادياً تخريباً كاملاً، فحولته إلى دولة فقيرة وعاجزة وفاسدة، وعمقت فيه الطائفيّة بشكل رهيب، ونحرت فيه التعدديّة والعيش المشترك، مما يحتاج إلى ترميم عبر عشرات السنين!!
ثم جاء الدور على اليمن، ووجدت عبد الله صالح قد مهد لها بغباء الدكتاتورية، ودون أن يدري؛ يسر لها الطريق، وساعدها في ذلك البحر، أي إيران، بسبب الموقع الجغرافي، فقامت بتسليح الحوثيين، وهدمت دولة، بل حضارة اليمن، واشتغل معول التقسيم، لتتحول أرض “الحكمة يمانية” وأرض الماء والزراعة، إلى بلد الفقر والقات. دولة مكتملة الفشل في كل شيء!
أمّا سورية، فهي العدو التاريخي، لأنها دولة الأمويين، فبدأت بتدمير النسيج الاجتماعي، والتحريض الطائفي، ووجدت أغبى ديكتاتور على الأرض، لتنفيذ مخطط رهيب ضد شعبه ووطنه، ومما زاد من تعقيد الأمر تقاطع المصالح، مما صنع تواطئاً روسياً معها.
هكذا أصبحت سورية بين قتيل وطريد ومهجر وصامت صمت القبور من شدة الخوف. لقد تعرض الشعب السوري إلى تهجير الملايين نحو تركيا، بل إلى مختلف دول العالم الذي كان شاهد على ذلك، وما صورة الطفل السوري الذي لفظه البحر ميتاً على شواطئ اليونان ببعيدة منّا.
ألسنا في أقصى الجغرافيّة من المنطقة ووصلنا السوريون في أسوأ الظرف والحال، واستقبلهم المغاربة بما يليق بتاريخهم من حسن الكرم والضيافة…!؟
لقد تاجرت إيران، وصدقها الكثير من السذج الذين لا يعرفون عقل (ابن العلقمي)؛ بوهم تحرير القدس وفلسطين، حيث استغلوا عاطفة عمياء، ووظفوا قضية حق وعدل، من أجل الاستقطاب، حيث ركزوا على الشباب الذين كانوا وقوداً لمشارعهم الدموية بالمنطقة.
تحرير القدس تلك الخاتم المغناطيس:
عملت إيران باستغلال فكرة عظيمة، اسمها: “تحرير القدس” من خلال دعم “حزب الله”، هذا الحزب الذي كان سلاحه أقوى من سلاح جيش الدولة اللبنانية، ووظفته إيران لأغراضها السياسية تحت عنوان: “المقاومة” التي لم يبق له منها شيء. وكان أهم شرط تحتاجه أي مقاومة في العالم؛ هو استقلال قرارها السياسي. هذا الزر كان ممنوعاً من طرف إيران، إذ جعلت حزب الله جماعة وظيفيّة تنفد الأجندة المكتوبة في طهران.
لقد حرم مبكراً حزب الله، ومنذ النشأة، من استقلال بندقيته. فقد أحكمت إيران القبضة على كل الأدوات التي صنعتها للدعم؛ سواء المالية أو السلاح أو اللوجستيك أو الإعلام والدعاية. وهكذا زاد الانقسام في لبنان، وغدت مشاعر الملايين من العرب والمسلمين في العالم بالوهم، حتى أصبح سلوك طهران مقدساً، لا يجوز انتقاده أو الشك فيه أو حتى مجرد طرح سؤال حوله!
وجاء 7 اكتوبر لينكشف الغطاء:
اتضحت خسائر حزب الله بعد عام من صمود المقاومة الفلسطينية، ليكتشف العالم أن هذه المقاومة التي تدعمها إيران؛ مخترقة إلى النخاع، وقابلة للبيع في كل لحظة، بحيث لم تصمد إلاّ أشهراً معدودات.
جاءت الحرب في غزة والحملة الإسرائيلية الأخيرة، لتضع هذا الحزب على سكة اختبار ميداني. فتحت عنوان جبهة إسناد بقي الأمر ملتبساً إلى أن جاءت “معركة مباشرة” على أراضيها في جنوب لبنان، ودفعت إثر ذلك خلال الشهرين الماضيين الكثير من الفواتير على صعيد قادة الصف الأول، وتصدرها حادثة اغتيال أمينها العام حسن نصر الله. ولم تقتصر الخسائر على ما سبق، إذ بعدما طرأت سلسلة تحولات على شكل استهدافات إسرائيل واستراتيجيتها العسكرية في لبنان، وصلت الحالة المرتبطة بـ «دفع الفواتير” لدى حزب الله إلى مخازن الأسلحة الخاصة به، والتي تضم خليطاً واسعاً من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، فضلاً عن أشكال متنوعة من القذائف والطائرات المسيّرة. وهناك من يعتبر أن ما تبقى من قدرته أقل من 20 في المئة.
لقد اتضح للعالم أن عدد المقاتلين الذين كان يتحدث عنهم حزب الله بأنه يتجاوز حاجز ال 100 ألف مقاتل، مجرد أسطورة لا واقع لها، واكتشف من أول خطاب للأمين العام الجديد، انخفاض سقف التهديد وواقعية ومحدودية القدرات، كما اكتشف انه ضمن صفقة كبيرة لبقاء نظام إيران قبل بداية الحفر الكبير له.
لقد تم استنزاف مخزون حزب الله من الصواريخ، ودمرت البنية المؤطرة له، والآن بعد سقوط نظام بشار؛ فإن إمكانية إعادة التزويد من إيران لحزب الله، لم تعد متاحة، بل ينتظر وضوح الساحة في سورية، فقد بدأ يتحسس رقبته.
لقد اكتشف العالم أن إيران حقيقة هي أوهن من بيت العنكبوت، حيث يتم اغتيال ضيوفها، وقصة الصواريخ وصلت سقفها، حسب تحليلات بعض “الخبراء” المؤدى لهم مسبقاً على قنوات المنار والميادين…. وغيرها؛ حول قوة إيران وتضخيم قدراتها، أمر لا تصدقه الدول، خاصة وإن حرب أوكرانيا كشفت الكثير.
تبقى ورقة وحيدة ستكتشف مع مجيء (دونالد ترامب)؛ هو ما مستوى تقدم إيران على مستوى السلاح النووي؟ وهل وصلت مرحلة تستطيع بها التهديد، أم أن الأمر لازال في طور البدايات؟
إن سياسة التهويل والتضخيم، سياسة أتقنتها الولايات المتحدة مراراً قبل ضرب العدو.
قراءة سريعة في آخر ظهور للأمين العام لحزب الله:
قال نعيم قاسم: “إن الحزب كان يتوقع حصول العدوان الإسرائيلي على لبنان في أي لحظة، لكن لم يكن يعلم بالتوقيت. وهذا كان قبل طوفان الأقصى وبعده.” وهنا لابد من التوضيح: هل كان الحزب ينتظر من إسرائيل، وهو أمر ليس من أخلاقها؛ أن تعلن عن تاريخ بداية العدوان!؟ بل تاريخياً كانت دائمًا تعتمد استباق العدوان متى توفرت لها الظروف والمعطيات الاستخباراتية، وبالتالي قول الأمين العام هذا؛ لا جديد فيه.
أما قوله إن العدو الصهيوني لم يحقق أهدافه في عدوانه على لبنان؛ فهو يناقض الواقع والحقائق. طبعاً حقق الكثير من الأهداف وسنقدمها في الخلاصة.
هناك حقيقة ومسلمة يريد نعيم قاسم أن يذكرنا بها وكأنها اكتشاف خاص بحزب الله حيث قال: “العدو يريد إلغاء أي مقاومة تقف بوجه مشروعه التوسعي على مستوى كل المنطقة، ونسي أن إسرائيل لا تخفي هذا وتسعى إليه ليل نهار، وبالتالي كل دول المنطقة عبرت أو لم تعبر عن إدراكها لهذه الحقيقة، فهي تعلمها. والسؤال ماذا أعد أو يمكن إعداده لذلك؟
تبقى فكرة أن الجرائم الإسرائيلية ليست إنجازاً، وهذه حقيقية لا تختلف عليها العقول السوية…! فالإبادة أكبر جرائم الأرض، ولا تعتبر نصرًا أو إنجازاً في التاريخ، بل جرائم ضد الإنسانية.
أمّا قول إن العدو الإسرائيلي أدرك أن الأفق أمام مقاومة حزب الله مسدود، فذهب إلى وقف إطلاق النار، فالمسرب من المعلومات أن حزب الله قبل بالشروط الإسرائيلية عبر الوسيط الأمريكي مع (نبيل بري)، وأن التعديلات لم تؤثر عن البعد الاستراتيجي للاتفاق الذي هو لصالح إسرائيل، وما تم تعديله هو من باب الاستهلاك السياسي، وخاصة أمام أنصار حزب الله وأعضائه واتباعه.
لا شك أن نعيم قاسم يريد أن يقول إننا لا زلنا في المعادلة وننتظر بعد سقوط النظام السوري، ومن المؤسف إنه لم يشر إلى كلفة ما دفعه هذا الحزب لإطالة عمر هذا النظام المجرم من سنة 2011 إلى سنة 2024، وسنقدمها في الخلاصة، حيث قال: “سقط النظام السوري على يد قوى جديدة، ولا يمكننا الحكم عليها إلا بعد استقرارها وانتظام الوضع في سورية، هنا قد أكد على حقيقة واحدة ان حزب الله خسر في المرحلة الحالية طريق الإمداد القادم من سورية، قائلا: “لكن هذا تفصيل صغيرة وقد يتبدل مع الزمن” و في الحقيقة والموضوعية العسكرية هذه ليست صغيرة ومن الصعب تغييرها مع الزمن، بل شرايين الامداد اذا قطعت ستشل اليد العسكرية لهذا الحزب.
الخلاصة
الذين يحملون فكرة حزب الله كنموذج مقاومة ضد إرادة الدولة الوطنية، لهم هذه الحصيلة المؤقتة خلال شهرين:
خسروا الصف الاول والثاني من القيادات السياسية،
خسروا الصف الاول من القيادات العسكرية،
قدموا أكثر من 5000 قتيل في سوريا بدون فائدة وظلما للشعب السوري وتعميقا للجرح الطائفي،
صنعوا عداء مطلقا ضدهم في سورية ولبنان وتركيا اضافة إلى الأردن ومن زمان،
استقر بهم الحال خلف الليطاني، مع مراقبة جنيرال امريكي لأي حركة عسكرية منهم داخل لبنان،
حظر تجول والمنع التام للإشهار السلاح، وبالتالي نزع التغول على اللبنانيين،
افتقدوا اعينهم على مطار لبنان، الذي كان شبه تابع لهم امنيا،
خلقوا حذرا شديدا منهم في جميع الدول العربية، لأنهم بدأوا في تنزيل فكرة التدريب على حرب العصابات، آخرها تدريب الجناح العسكري لمليشيات (البوليزاريو) التي تعيش ايامها الاخيرة، وهي واحدة من عدوانهم على الاستقرار في شمال افريقيا،
تخلت عنهم إيران بعدما انتهت مهمتهم الإقليمية وتجفيف منابعهم المالية،
والأشد والأسوأ أطلقوا كل رصاصهم لدعم بشار، الذي لم يطلق رصاصة واحدة ساعة الجد لدعم نظامه، بل سلم كل المعلومات المتعلقة بهم معناه ايام تصفيات ومطاردة أسوا من التي عاشوا من قبل.
رأي
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرفض الاستقالة ويعد بتعيين رئيس وزراء جديد قريبا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس ، إنه سيسمى رئيسا جديدا للوزراء خلال “الأيام المقبلة”، بعد استقالة ميشال بارنييه إثر حجب الثقة عن حكومته في الجمعية الوطنية. وأوضح ماكرون في خطاب موجه للأمة تمسكه بالبقاء في منصبه “بشكل تام” حتى انتهاء ولايته في 2027، وهاجم بشدة اليمين المتطرف واليسار الراديكالي، متهما إياهما بتشكيل “جبهة مناهضة للجمهورية” تهدف إلى إثارة الفوضى وإسقاط الحكومة.
-
التحدي 24قبل 5 أشهر
الموت يغيب الصحافي جمال براوي بعد معاناة مع المرض
-
التحدي 24قبل 10 أشهر
السمك “مفقود” في الأسواق المغربية وأسعاره تبلغ إلى مستويات قياسية..
-
رأيقبل 10 أشهر
هل تكون بنت خريبكة أمينة دومان أول فائزة بـ “فيلدز”؟
-
رأيقبل 6 أشهر
ما غفل عنه السيد مصطفى الرميد!
-
رأيقبل 11 شهر
“بداية باردة لإعادة تسخين العلاقة بين المغرب وفرنسا”
-
مجتمعقبل 6 أشهر
اندلاع حريق بوحدة متخصصة في صناعة المناديل الورقية بالمنطقة الصناعية ببرشيد
-
التحدي 24قبل 10 أشهر
فيسبوك وانستغرام يعودان للخدمة وسط مخاوف من تكرار الانقطاع
-
اقتصادقبل 6 أشهر
قصة “محمود” الذي هاجر للدراسة وعاد مقاولا في مجال السياحة