Connect with us

رأي

رجاء لاتبعثوا أمثال هؤلاء للوعظ والارشاد !

بتاريخ

محمد الخمسي

تقوم وزارة الأوقاف بمجهود جبار في حماية تدين مغاربة العالم من خلال المساهمة بإرسال من يقوم بذلك في شهر رمضان المبارك، ويشمل هذا الإرسال كثيرا من دول العالم غير الاسلامي، والتي تعتبر المغرب نموذجا في هذا المجال، وهو جهد يستحق الشكر والتقدير، وخاصة في تكوين الائمة عبر المؤسسات المختصة بذلك، أبرزها معهد محمد السادس.

عمل يدخل في الديبلوماسية الدينية والحق في الامن الروحي، غير انه و في رمضان تظهر مع هذه الوفود فئة من الدعاة.. رجاء وقد اقبل شهر رمضان ثم رجاء لا ترسلوها، خاصة وان الجالية تشكون منهم لاترسلوا:

1. المتسولون الذين لا يخجلون من الحيل من أجل هدايا وماهي بهديا! فالذي يسلم قائمة الحاجيات الى المغاربة الذين يزورون المساجد و ليسوا كفأ للوعظ والارشاد في اي دين كيفما كان ! فما بالك في دين الله القيم. لاترسلوا من يقول إن الحاجة زوجته تريد كذا وكذا، مطالب مغلفة بلغة اجتماعية، انه تعبير عن تسول من خمس نجوم، وبعض الاسماء تعطي الرائحة الكريهة، بعضها محسوب على الجامعة المغربية وبعض المؤسسات المهتمة بالحقل الديني.

2. لاترسلوا السماسرة الذين يذهبون للبحث عن سيارة اخر نموذج، ويحرك الظاهر و الباطن من الاسماء والعلاقات، لتكون معه سيارته بعد عيد الفطر في المغرب، هل من الوعظ شغل الناس بالامور الخاصة واستنزاف زمانهم لقضاء مأراب خاصة؟
3. لاترسلوا الأميين في اللغات ، بمعنى اخر ليس معهم الا اللسان العربي وفي الغالب بمستوى غير مبين، حفظ و استظهار و غياب مرونة او ذكاء، بل قد يصمت في ما لايجب الصمت فيه، فقد ياتيه سؤال حول الوحدة الترابية، ويتظاهر الرجل انه هو اختصاصي في فقه الوضوء، حياد الجبناء و خوار العزيمة، وبالتالي لابد من تكوينهم في هذا الجانب، نعم الشأن الديني لا يمنع بمقاربة دينية في الدفاع عن الوحدة الترابية، ومن كان عاجزا عن هذا الحد الادنى من الدفاع عن وحدة بلاده فهو يرتزق فقط ولا داعي ان يختبأ وراء التكليف، ويمكن الجواب باسلوب راق دون ازعاج او انزعاج ولكن دون صمت حتى يكون الصمت هو تاييد الباطل

4. لاترسلوا الوهميين الذين يعتقدون ان الناس لا تعرف عن الاسلام شيئا، علما ان الغرب وفي إطار “حرية التعبير” طبعا له مارب ازدياد الشرخ والانقسام اعطى الفرصة الى كل الجماعات والطوائف الدينية وخاصة في بريطانيا ان تدلي بدلوها كما يقال، فلماذا نرسل اناسا يقدمون دروسا في الشهادة وكانه طارق ابن زياد جاء ليدخل الناس الى الاسلام، ان مستوى وعي المسلمين في اوربا يجعل بعض من ترسلهم وزارة الاوقاف في محنة حقيقية نظرا لكون البضاعة ضعيفة والزاد قليل، والقدرة على البيان والبلاغ بها عجز كبير.

5. لاترسلوا الاعراب الذين يعرفهم الناس بالانحراف هنا، فكيف يكونون قدوة هناك ، هؤلاء كثير تجمعهم خيمة واحدة :
“واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم”

ان تجربة وزارة الاوقاف تجربة رائدة والفكرة نبيلة والغاية عظيمة الامر الذي يفرد حمايتها من الفئات الخمس، فرجاء لا ترسلوهم.

رأي

الأستاذ مصطفى يخلف يكتب: “الحق في الولوج المباشر للطبيب العمومي”

بتاريخ

الكاتب:

لم يعد الحق في العلاج مجرد شعار اجتماعي أو بند دستوري، بل أصبح مقياساً لمدى احترام كرامة الإنسان وتكافؤ الفرص داخل المجتمع. غير أن الواقع الصحي المغربي يكشف عن معضلة صامتة تتجلى في صعوبة وصول المريض إلى الطبيب دون وسائط، سواء كانت إدارية أو اجتماعية أو حتى محسوبة على القطاع الصحي.
هذه الظاهرة التي تتداخل فيها الاجراءات الإدارية المعقدة مع تقافة الزبونية (الباك صاحبي ) ، والتي تُحوّل رحلة العلاج إلى مسار مليء بالعراقيل، وتُضعف ثقة المواطن في المرفق العمومي الذي يُفترض أن يكون ملاذاً آمناً للتطبيب والعلاج .
إن تأمين وصول المريض إلى الطبيب دون وسائط ليس مجرد إجراء تنظيمي، بل تحوّل ثقافي ومؤسساتي يعيد الاعتبار للحق في الصحة والعدالة الاجتماعية ، فحين يشعر المواطن أنه يُعالج بصفته إنساناً لا بصفته رقماً في نظام طبي جامد، ينتعش الإحساس بالمواطنة، وتستعيد المنظومة الصحية معناها الأخلاقي والإنساني.
فالملاحظة الميدانية تكشف عن جملة من العوائق التي تجعل العلاقة بين المريض والطبيب تمر عبر متاهات من “الوساطات” والضغوط غير المشروعة ، والتي يعتبر من ابرها
تعقيد المساطر الإدارية ، و ضعف التواصل داخل المؤسسات الصحية ، مع غياب مكاتب استقبال مؤهلة يجعل المواطن يبحث عن “من يرشده”، فيقع ضحية سماسرة الخدمات الصحية ، دون اغفال نقص في الموارد البشرية المتخصصة والمحترفة والذي يخلق الاكتظاظ ويغذي اللجوء إلى الوساطة لتسريع العلاج ، وهو ما جعل ثقافة الزبونية والمحسوبية تنتشر بين المرافق الصحية العمومية ، واصبحت العلاقات الشخصية هي الملجأ والحل السريع لتجاوز تطبيق القانون بالعدل بين المرافقين ، وهو ما جعل هذه الاختلالات تُفرغ الحق في الصحة من مضمونه، وتجعل المريض يعيش ازدواجية بين النصوص الجميلة والواقع المعقّد، وهو ما يتطلب إصلاحاً شاملاً في المنهج لا في الشكل .
فلإعادة الثقة إلى المرفق الصحي العمومي وضمان وصول المريض إلى الطبيب بشكل مباشر، لا بد من مقاربة متكاملة تؤسّس على وجوب تعميم
الرقمنة والشفافية الإدارية ، من خلال إنشاء منصات رقمية لتحديد المواعيد وتتبع الملفات الصحية إلكترونياً، بما يحدّ من التدخلات البشرية غير المبررة ، و تأهيل مكاتب الاستقبال والتوجيه يكلف بها موظفين متخصصين في التواصل الإنساني وتوجيه المرضى، مع مراقبة أدائهم بانتظام ، دون اغفال او التغاضي عن تعزيز المراقبة والمساءلة ، عبر إحداث آليات تبليغ فورية وسرّية عن أي وساطة أو ابتزاز، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

إن إصلاح العلاقة بين المريض والطبيب ليس اختيارا إدارياً، او جميلاً يقدمه مسؤول ما لمريض ، بل هو مؤشر على نضج الدولة في حماية كرامة مواطنيها ، فحين يصبح العلاج حقاً متاحاً لا امتيازاً مشروطاً، وحين تُغلق أبواب الوساطة ويُفتح باب الثقة، نكون قد وضعنا أول لبنة في بناء عدالة صحية حقيقية تُعيد للمرفق العمومي مكانته، وللمواطن كرامته، وللصحة معناها الإنساني الأصيل.

الأستاذ مصطفى يخلف
محامٍ بهيئة أكادير
عضو جمعية عدالة

اكمل القراءة

رأي

بلاغة الزمن في الخطاب الملكي: سبعة دقائق و57 ثانية تختصر مرحلة بأكملها (رأي)

بتاريخ

الكاتب:

حتى في تفاصيل الشكل، بدت الانسجامات الرمزية واضحة بين اللون الأصفر الملكي الذي رافق الخطاب، والذي يعكس النور واليقظة والحزم، وبين الزمن المختصر الذي يجسد التركيز والدقة والانضباط.
لقد التقت الرمزية البصرية بـ البلاغة الزمنية لتجعل من الخطاب حدثًا دلاليًا متكامل الأبعاد، حيث لم يكن أي تفصيل فيه اعتباطيًا.
ففي سابقة رمزية لافتة، لم يتجاوز الخطاب الملكي في افتتاح الدورة البرلمانية لأكتوبر 2025 سبعة دقائق وسبعًا وخمسين ثانية، لكنه حمل من الرسائل الاجتماعية والسياسية ما يفوق ساعات من الكلام ، وهو ما يجعل من هذا الاختصار المدهش ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل اختيارًا بلاغيًا مقصودًا يترجم بوضوح مرحلة جديدة من التدبير العمومي عنوانها العمل الميداني بدلا من الكلام العابر.
لقد جسّد الملك محمد السادس في زمن خطابه القصير دعوة صريحة إلى ترشيد الزمن السياسي، تمامًا كما يُطلب من الإدارة ترشيد الزمن الإداري ، فالمعنى الأعمق لهذا الاختصار هو أن المرحلة المقبلة لا تحتاج إلى زمن طويل من التشخيص، بل إلى تسريع وتيرة التنفيذ ، بدليل أن سبعة دقائق وسبعًا وخمسين ثانية كانت كافية لتأكيد أن العبرة ليست في طول الخطاب من حيث الزمن، بل في عمق القرارات، وأن المغرب يدخل زمن الفعل المسؤول لا زمن التبرير اللفظي.
الخطاب الملكي جاء مفعمًا بحمولة اجتماعية وأخلاقية عميقة اختُزلت في ثلاث رسائل أساسية وهي ربط المسؤولية بالمحاسبة و التنمية كمسؤولية جماعية ، بالإضافة إلى المرجعية الأخلاقية للعمل البرلماني والتي تجلّت في ختام الخطاب بالآية القرآنية:
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”
وهي توجيه أخلاقي صارم يربط العمل العمومي بالضمير قبل القانون.
أما الخلاصة المفيدة، فقد تم تسجيلها في سبعة دقائق وسبع وخمسين ثانية فقط، حين وضع الملك محمد السادس حدًّا لمرحلة الوصف، وفتح صفحة جديدة من زمن الإنجاز والمساءلة.
ولعل الرسالة الأبلغ جاءت في شكل مجازي عميق مفاده انه إذا كانت قيمة الذهب تُقاس بصفائه لا بوزنه، فإن قيمة الخطاب الملكي تُقاس بكثافته لا بطول زمن إلقائه.

الأستاذ مصطفى يخلف
محامٍ بهيئة أكادير
عضو جمعية عدالة

اكمل القراءة

التحدي 24

“دلالات الاية القرآنية بالخطاب الملكي 10 أكتوبر 2025”

بتاريخ

الكاتب:

اختتم عاهل البلاد خطابه الملكي بمناسبة افتتاح البرلمان بدورة اكتوبر بالآية القرآنية :” فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره» (سورة الزلزلة، الآيتان 7 و8).
وهو ما يمكن ان يستشف منه بأن هذا الاختتام لم يكن تفصيلاً بلاغيًا أو ختامًا تقليديًا، بل يحمل دلالات دستورية وروحية وسياسية عميقة، تربط بين الأخلاق والدستور، وبين الخطاب والقرار.

فمن خلال هذه الآية، أعاد الملك محمد السادس ، ربط العمل السياسي بمصدره الأخلاقي الأعلى، وهو ما يمكن قراءته على انه تمهيد لمرحلة محاسبة وتقييم للولاية البرلمانية والحكومية الجارية ، بدليل ان الآية القرآنية جاءت في سياق ختامي يدعو إلى النزاهة، والالتزام، ونكران الذات ، والملك بصفته أمير المؤمنين، استخدم المعنى القرآني للتذكير بالمسؤولية الفردية أمام الله، وليدكر المتلقي المباشر للخطاب وهم البرلمانيين، بأن ممارسة السلطة ليست امتيازًا بل أمانة تخضع للمحاسبة ، و بهذا التذكير، منح الخطاب الملكي بعدًا روحيا يضفي على العمل البرلماني ، طابعًا مقدسًا قوامه الضمير والمحاسبة الذاتية قبل المساءلة القانونية أو صناديق الاقتراع.

فالآية القرآنية المستدل بها وارتباطا بسياق الخطاب، لا يكفي اختزالها بالوعظ ، بل هي دعوة من الملك إلى البرلمان لترسيخ ثقافة النتائج وتسريع وتيرة الإنجاز.

وبذلك يمكن قراءة الآية كـ إطار رمزي لمجلس وزاري مرتقب، قد يتّخذ قرارات حاسمة تتعلق بمشاريع التنمية الترابية، والتعيينات العليا، وتقييم السياسات العمومية في شق كل ما مرتبط بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية المجالية والتي أشار اليها الخطاب بنسبة محددة في 30٪؜.

الأستاذ مصطفى يخلف
محامٍ بهيئة أكادير
عضو جمعية عدالة

اكمل القراءة

الأكثر قراءة

Copyright © Attahadi.ma 2024